مؤسسة قطر تتبنى 12 ابتكاراً عربياً

alarab
محليات 18 نوفمبر 2015 , 02:24ص
الدوحة - العرب
تدرك قطر جيداً أن العلوم والإبداع والابتكار، السبيل الأوحد لبناء دولة عصرية مزدهرة، تعتمد المعرفة كأساس لاقتصادها، ومنذ قيام القيادة الرشيدة بوضع رؤية قطر الوطنية 2030، فقد بات للدولة خارطة طريق واضحة ترسم معالم الانتقال من اقتصاد يعتمد على المواد الهيدروكربونية الآيلة إلى النضوب، إلى اقتصاد المعرفة الذي يعتمد على العقل البشري وقدرته العالية على الابتكار والإبداع.

وتعتبر مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع من المؤسسات الرائدة في سياق هذا السعي الطموح، حيث ثابرت منذ تأسيسها قبل 20 عاماً، على دعم البحوث والتطوير من خلال باقة من المبادرات والمشاريع الهادفة إلى تشييد مجتمع المعرفة، ولأن البناء من دون أساسات لا يستقيم، فقد عملت المؤسسة بكدّ على إنشاء بيئة تربوية فريدة من نوعها، تعمل على الترويج لثقافة البحث والابتكار منذ الصغر.

ويُعتبر برنامج التلفزيون الواقعي «نجوم العلوم»، إحدى مبادرات مؤسسة قطر الريادية في هذا السياق، ويتابع هذا البرنامج رحلة 12 شاباً مبتكراً من سائر أرجاء الوطن العربي، وهم يجهدون لتطوير أفكارهم وتحويلها إلى نماذج عملية في مختبرات واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو مؤسسة قطر، ويوفر البرنامج للرابحين فرصة العمر لإطلاق منتجهم تجارياً.

وقد أصاب هذا البرنامج لحينه نجاحاً كبيراً، حيث إنه بات في نسخته السابعة، كما أنه يعتبر أهم برنامج ابتكاري من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، كونه يلهم الآلاف من الشباب العربي الطموح على التقدّم إلى الأمام ومحاولة شق طريقه في عالم العلوم والتكنولوجيا الصعب، وستبث الحلقة النهائية لبرنامج نجوم العلوم لهذا الموسم يوم الجمعة المقبل.

وقال السيد يوسف صالح، عضو لجنة التحكيم في برنامج نجوم العلوم، والمدير العام لمركز شل قطر للبحوث والتكنولوجيا على هذا النجاح: «لقد تمكَّن برنامج نجوم العلوم من الإسهام الفاعل في مسيرة الإبداع في العالم العربي، فمع الدعم السخي والرشيد من مؤسسة قطر، يسهّل نجوم العلوم الابتكار والإبداع في سائر أرجاء المنطقة، فهو يعزز البيئة العلمية للشباب، مما يسمح لهم بإطلاق طاقاتهم من خلال تطوير أفكارهم الذاتية، وعبر هذا البرنامج التلفزيوني يتم توفير كم هائل من المعلومات لكل من يرغب بالتعرف على مسيرة وإجراءات ابتكار وتسويق أي اختراع جديد في السوق».

ويعتبر نجوم العلوم بمثابة رافد من روافد نهر المعرفة الذي تساهم فيه مؤسسة قطر بكل جد لإطلاق قدرات الإنسان، إذ تلعب الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر على غرار جامعة حمد بن خليفة، وتكساس إي أند أم قطر، وكارنيجي ميلون في قطر، وكلية طب وايل كورنيل في قطر، والمراكز الأخرى كواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، والصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، تلعب دوراً فاعلاً في تنشئة طلاب على قدر كبير من العلم والمهارة.

وبالإضافة لهذه المراكز، يعمل برنامج قطر للريادة في العلوم على تنشئة أجيال من العلماء والباحثين المحليين، لجعل قطر مركزاً رائداً للعلوم والابتكار في الشرق الأوسط، كما أن الشراكة التي أسسها معهد قطر لبحوث الحوسبة مع مؤسسة ويكيميديا لتعزيز المحتوى العربي على الإنترنت ساعدت بنشر أكثر من 6000 مقال على موقع موسوعة ويكيبيديا العربية، إذ لا تهدف مؤسسة قطر لدعم قطر فحسب، بل المنطقة بأسرها.

وقد تميزت الحضارة العربية منذ نشأتها بتبنيها لقيم العلم والابتكار، واعتبارها المعرفة هدفاً بحد ذاتها، وخلال العقود الأخيرة، ومع زيادة الاستثمار في التعليم، والتشديد على أهمية البحوث والتطوير، بدأ الشباب العربي المبتكر يغتنم فرصة نهل العلم في الجامعات والمعاهد، والعمل بعدها في مراكز بحثية محلية توفر أحدث التقنيات في مجالات البحوث المختلفة.

ويعدّ الشاب القطري محمد الكواري، الفائز بالمرتبة الثانية في الموسم الخامس لنجوم العلوم، قصة نجاح تستحق أن تروى، وهو من عشاق كرة القدم، وقد هالته المصاعب التي تواجه حكام المباريات للتأكد من اجتياز الكرة لخط المرمى في العديد من الحالات، فقام بابتكار تقنية آي 7 لخط المرمى.
وبعد هذا الابتكار أصبح محمد مديراً للبحث والتطوير في شركة الرياضة العالمية بقطر، مما سمح له بمقابلة العديد من المسؤولين الكبار في الفيفا، والعمل على تسويق ثمرة أفكاره وتطبيقها في كأس العالم 2022، المزمع تنظيمها في قطر.

من جهته، يعمل الفائز بالموسم الرابع لنجوم العلوم، خالد بوجسوم، على توفير الدعم والمساعدة للشباب العربي المتحمس والمشارك في هذا البرنامج. وقد اشتهر خالد باختراع «طاهي»، وهي أداة طبخ حديثة وذكية توفر تجربة رائعة للطهاة، وهو يعمل اليوم على مبادرة جديدة باسم «صانع»، لتشجيع طلاب المراحل الثانوية على تطوير أفكارهم وتحويلها إلى منتجات مفيدة.

و»خالد» على اقتناعٍ بأن العالم العربي على موعد مع مستقبل زاهر في مجالات العلوم والتكنولوجيا. وعندما سُئل إذا ما كانت المنطقة ستنتج عباقرة على غرار مؤسس شركة أبل الأميركية، ستيف جوبز، والذي وُلد لأب سوري الأصل، وافق خالد بحماس، قائلاً: «بالطبع.. لقد سنحت لي خلال العامين الماضيين فرصة الاطلاع على مجالات الابتكار وريادة الأعمال في العالم العربي، وهي تتقدم بسرعة مذهلة، وتعد بالكثير، رغم التحديات فقد تعرفت على مبتكرين يعملون على العديد من المنتجات التي ستتلقفها السوق العالمية بشغف، وأنا على ثقة بأن ظهور مخترعين عرب كبار إنما هو مسألة وقت».

من جهته، أيد الدكتور عبداللطيف السعودي، المدير الإداري لمعهد قطر لبحوث الحوسبة رأي بوجسوم، وأضاف: «لقد عمل برنامج نجوم العلوم بلا كلل أو ملل لإثبات مواهب الشباب العربي في مجالات العلوم والابتكار، وقد تمكن البرنامج من تعزيز الاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا بين شباب المنطقة، وهذا سيسرع بدوره من تطور الجيل القادم من المبتكرين».

 ومع استمرار جهود مؤسسة قطر في هذا السياق، وإصرارها على إعادة أمجاد ماض تليد، فقد بات من الممكن تخيّل غد مشرق يلعب فيه العالم العربي دوراً فاعلاً في إنتاج أحدث التقنيات، ويساهم في تطور الحضارة العالمية.