الأمير الوالد يشهد وصول محمل «فتح الخير 2»
ثقافة وفنون
18 نوفمبر 2015 , 01:47ص
عبد الغني بوضره
تحت رعاية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، انطلق أمس، مهرجان كتارا الخامس للمحامل التقليدية بالمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا».
وشهد صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وصول محمل فتح الخير 2 (القفال) إلى شاطئ المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا عصر أمس.
كما شهد الوصول سمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، الممثل الشخصي للأمير وعدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة وجمهور من المواطنين والمقيمين.
ويأتي وصول محمل فتح الخير 2 مع افتتاح مهرجان كتارا الخامس للمحامل التقليدية تحت شعار «أيام ما حنا بالإبحار نعتاش» والذي يقام في الفترة بين (17 – 21 نوفمبر 2015).
واتسم انطلاق مهرجان كتارا الخامس للمحامل التقليدية بأجواء تراثية أصيلة من خلال عروض الفرق الشعبية من السعودية وقطر وسلطنة عمان. كما تميزت نسخة هاته السنة من المهرجان، بتصميم مغاير للموقع، حيث توزعت فيه مجسمات المحامل على أرجاء مختلفة فضلا عن الإضاءات التي أضفت رونقا على المكان، ما زاده جاذبية وألقا جعله قبلة للزوار منذ يومه الأول.
وعبر الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، في تصريح صحافي، عن سعادته البالغة بتشريف صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لمهرجان كتارا الخامس للمحامل التقليدية واستقباله للرحلة التاريخية فتح الخير2 للهند.
وقال الدكتور السليطي: إنّ حرص صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، على حضور المهرجان يدل على مدى اهتمامه بإنجاحه ولولا هذا الحرص ودعم سموه لما حافظ المهرجان على قوته وانتشاره وإشعاعه ليس في قطر فحسب، وإنما في منطقة الخليج وكل العالم أيضا. مضيفا أن المهرجان يسجل في كل مرة مشاركات أكبر سواء في العروض التي يتم تقديمها أو في المسابقات وهي من مختلف دول الخليج، ما يؤكد مدى الترابط الوثيق بين شعوب الخليج من ناحية وسعيها المشترك لإحياء تراثها من ناحية أخرى، مبينا أنّ التراث البحري يشكل جزءا أصيلاً من الموروث الشعبي لدولة قطر ودول منطقة الخليج العربي. ومن هنا، يأتي اهتمام كتارا برعاية هذا التراث العريق ودعمها للجهود الرامية إلى توثيق ما خلَّفه الآباء والأجداد.
وأشار إلى أنّ هذه النسخة الخامسة من المهرجان تحتوي على إضافات مميزة كسوق الذهب واللؤلؤ ومزاد بيع المحامل والتي تقام للمرة الأولى في المهرجان فضلا عن المسابقات التراثية والفنية المتنوعة.
وتقدّم الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي بالشكر لكل من قطر للبترول الراعي الماسي لمهرجان كتارا الخامس للمحامل التقليدية وناقلات الراعي الذهبي لرحلة فتح الخير2 للهند ولتلفزيون قطر الراعي الإعلامي. كما تقدم بالشكر إلى كل من متاحف قطر والورشة الأميرية على ما قدموه من جهود في استعدادات محمل فتح الخير2 قبل انطلاقته في رحلته.
وعبّر السيد أحمد عبدالله الهتمي، رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان من جهته، ومدير إدارة الشواطئ في كتارا، من جهته، عن جزيل شكره وامتنانه لتشريف صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لاستقبال رحلة فتح الخير2 في قفّالها بعد رحلة دامت قرابة 45 يوما واجه من خلالها النوخذة واليزوة الكثير من الصعوبات. وهو ما يمثل دفعة معنوية كبيرة لكل القائمين على هذه المناسبة التي تسعى إلى الحفاظ على تراث الأجداد، مشيراً إلى أنّ النسخة الخامسة للمهرجان ستكون فرصة ثمينة لزوار وضيوف كتارا للتعرف على التراث البحري بكل ما فيه من تفاصيل بدءًا بالمهن وصولا إلى ما ارتبط به من عادات اجتماعية وتراثية.
وأشار الهتمي إلى أن الحدث الأبرز في المهرجان هو استقبال رحلة فتح الخير2، والتي كانت قد انطلقت في 5 أكتوبر الماضي من شاطئ كتارا إلى الهند وعلى متنها ما يقارب 30 شخصا من نوخذة ويزوة.
وأثنى سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، على إقامة مهرجان كتارا للمحامل التقليدية، معتبرا إياه واجهة فريدة من نوعها في إحياء التراث البحري لقطر، ويعيد أمجاد الماضي، وربطا للحاضر بالماضي.
وقال عن ذلك: «إننا نعيش اليوم كقطريين وخليجيين يوما عظيما ورجعنا للتاريخ ما قبل ثمانين أو مائة سنة، وجميل جدا أن ترى هاته المحامل»، متقدما بشكره حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وسمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، الممثل الشخصي للأمير. وأضاف: «حضورهم هو تحسيس بأنه ما يزال هناك حرص على تراثنا وتاريخنا وماضينا، وفتح الخير لها تاريخ في قطر، وذهاب شباب إلى مسقط وصور والهند أمر غير هيّن، إذ أن السفن العصرية تقطع هذه المسافة في يوم ونصف، وهم أمضوا شهرا وعشرة أيام في هذه الرحلة. وعندما عادوا وكان الناس في استقبالهم، أعادوا لنا أجواء القفال قديما، وهذا مرتبط بعاداتنا وتقاليدنا»، وشدد على أهمية المهرجان والرحلة في إيصال الرسالة إلى النشء وتحسيسهم بأهميتها، مشيدا بأهمية الإعلام بنقل هذه الرسالة.
وحمد النوخذة حسن عيسى الكعبي، في تصريح لـ«العرب»، الله بوصولهم سالمين. وأضاف: «حققنا هدفنا وأنجزنا ما كنا نصبو إليه»، متقدما بشكره لصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على دعمه المتواصل الذي شجعهم على خوض غمار التجربة.
وحول الصعوبات التي واجهتهم أثناء الرحلة. أكد النوخذة الكعبي، أن الرحلة لم تكن سهلة على الإطلاق خصوصا أنها تزامنت مع تقلبات مناخية وأمطار غزيرة ورياح شديدة، ما عرضهم إلى بعض الصعوبات التي اجتازوها بفضل الله ثم بفضل ما اتصف به اليزوة من روح التعاون والشجاعة بالإضافة إلى الخبرات التي اكتسبوها من خلال الدورات التدريبية التي تلقوها قبل انطلاقهم في الرحلة.
وبخصوص بعض القرارات التي اتخذها، بالرجوع إلى الهند بعد قطع ما يقارب 60 ميلا بحريا، بسبب ما تعرض له المحمل من أعطاب جراء الأمواج العاتية، كشف النوخذة حسن الكعبي، أنه اتخذها بمفرده، مراعاة لسلامة الجميع، مشيدا في الآن ذاته، بما أبان عنه اليزوة الشباب من رباطة جأش وعزيمة وشجاعة وإصرار على مواجهة كل المخاطر.
وفي الآن ذاته، عبّر الكعبي، عن سعادته بالاستقبال الحار الذي لقيته رحلة فتح الخير2 في جميع الموانئ التي توقفت بها. كما أشاد بالحفاوة التي لقيها اليزوة في القفال، ما أنساهم التعب وما مروا به من صعاب.
وبدا بعض التعب واضحا على النوخذة واليزوة جراء المغامرة البحرية التراثية التي قضوها زهاء أربعين يوما، إلا أن ذلك لم يجعلهم يستسلموا وبقوا صامدين يردون التحية بأحسن منها من قبل المهنئين بقفّالهم الناجح من قبل أفراد أسرهم وعائلاتهم ومن المواطنين والمقيمين.
وكان محمل فتح الخير2 قد انطلق في رحلته التاريخية للهند وعلى متنه 30 بحارا من نوخذة ويزوة من شاطئ كتارا في 5 أكتوبر الماضي، ثم وصل إلى ولاية صور في سلطنة عمان ومنها اتجه إلى ميناء مومباي الهند؛ حيث وصله بتاريخ 25 أكتوبر 2015، وفي رحلة عودته توقف في ميناء مسقط ومنها إلى الدوحة.
فعاليات وثقافة
وفي ارتباط بالموضوع، سيكون جمهور كتارا على موعد يوم غد مع دشة مسابقة الغوص على اللؤلؤ والتي تحظى بمشاركة خليجية كبيرة والقفال يوم السبت 21 نوفمبر والتي سيشارك فيها من المملكة العربية السعودية فريقان من فرسان المنطقة الشرقية. كما سيشارك فريقان من الكويت وفريقان من البحرين وفريقان من قطر وفريقان من سلطنة عُمان (من صور ولشخرة).
بالإضافة إلى المسابقات التي فتح فيها باب المشاركة للعموم. ومنها مسابقة الحداق والخطفة والغزل والقرقور ومسابقة التجديف ومسابقة رفع الشعار، بالإضافة إلى سباق المحامل الشراعية.
أما بالنسبة للمراكب المشاركة فقد تمّ تسجيل قرابة 110 محامل تقليديا. ومن المنتظر أن يصل عدد المشاركين في المهرجان من حكام ومتسابقين من قطر ودول مجلس التعاون الخليجي إلى قرابة 300 شخص.
كما سيبدأ موقع المهرجان، منذ اليوم ، في استقبال الرحلات الطلابية من مختلف المدارس المستقلة والأجنبية والتي ستستمر إلى غاية يوم غد الخميس؛ حيث وفرت إدارة المهرجان مرشدين متخصصين لتقديم مختلف الشروحات للطلبة عما يحتويه المهرجان من أنشطة وفعاليات بشكل عام، وما احتواه أيضاً من أنشطة متنوعة ومخصصة للأطفال. كما لم تغفل إدارة المهرجان عن توفير هدايا للأطفال، فضلا عن تنظيم رحلات بحرية على متن محملين مخصصين لذلك مدة الرحلة قرابة نصف ساعة.
كما سيستضيف المهرجان محاضرة باللغة الإنجليزية عن الغوص الحر وذلك اليوم الأربعاء 18 نوفمبر للغواص العالمي الشهير مارتن ستيف؛ حيث سيطلع الجمهور فيها ومن على شاطئ كتارا على أبجديات الغوص ومتعته وجمال عالم ما تحت البحار.
كما أعلنت المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» عن إقامة معرض لبيع المحامل وذلك لأول مرة في تاريخ المهرجان، بالإضافة إلى سوق للذهب واللؤلؤ والذي يقام للمرة الأولى كسوق متكامل ليكون إضافة جديدة لمهرجان المحامل الذي يشهد إقبالا كبيرا من الجمهور، حيث يسلط الضوء على الحياة البحرية لسكان الخليج قبل النفط.
وسيكون السوق متاحا للجمهور للاطلاع على المعروضات التي يشملها، إضافة إلى إمكانية الشراء لمختلف أنواع الذهب القديم مثل المرتعشة والكف والطاسة وغيرها، إلى جانب اللؤلؤ.
يُذكر أنه على هامش المهرجان، أقامت كتارا متحفا دائما للمحامل التقليدية. وضمّ مجموعة من المحامل من بينها الشرعي، وهو من سفن الغوص لكنه استعمل لصيد الأسماك إلى جانب الغوص على اللؤلؤ، والبقارة أو البكارة، وهي سفينة شراعية تطورت عن سفينة عمانية قديمة تسمى (البدن) وكانت تستخدم لصيد الأسماك ويتراوح طول البقارة بين 30 إلى 60 قدما، والسنبوك الذي انتشر في الموانئ الخليجية والعربية وظهرت منه العديد من الأشكال والأحجام التي لا تختلف عن بعضها إلا الشيء القليل كالسنبوك العماني واليماني الذي كان يجتاز البحار والمحيط ليصل إلى الهند وزنجبار، والسنبوك الكويتي الذي صنع خصيصًا للغوص وصيد اللؤلؤ، بالإضافة إلى البتيل، وهو من أشهر السفن الشراعية وأقدمها وأسرعها، والبغله، وهي من أقدم السفن الشراعية للنقل البحري، وكانت تستخدم للأسفار البعيدة وحمل البضائع من تمور وخيول وغيرها، وهي تسبق البوم تاريخيًا في الإبحار ومحمل الجالبوت، ويتواجد هذا النوع بكثرة في دول الخليج، ويستخدم للغوص وصيد اللؤلؤ، وكذلك استخدم لنقل البضائع بين دول الخليج، كما ضم المتحف معروضات لعدة الطواش وهي الأدوات التي كانت تستخدم في صيد اللؤلؤ وفرز الأنواع الكثيرة منه.
يشار إلى أنّ إدارة مهرجان هذا العام وفرت مجموعة من الأنشطة والورش للتعريف بالمهن البحرية المختلفة التي سيشارك فيها الأطفال منها الغوص. كما سيتم تخصيص مكان لعرض وبيع السمك تحت مسمى سوق السمك.
وخصصت إدارة المهرجان مطعم صُمم على الطريقة التقليدية؛ حيث سيتم فيه إعداد أطباق شعبية بحرية من السمك الذي يتم اصطياده بشكل يومي ويتم تقديمه للزوار.