الربيع العربي زاد العلاقات مع إيران صعوبة وضبابية
حول العالم
18 نوفمبر 2011 , 12:00ص
القاهرة - نجوى رجب
قال عدد من الخبراء السياسيين إنه من الصعب تحديد توجه عام حاكم للعلاقات العربية-الإيرانية، فعلى حين يوجد تفاهم استراتيجي مع سوريا ولبنان من خلال العلاقات الوثيقة مع حزب الله، تشهد هذه العلاقات توترا ملحوظا مع مصر وعدد من دول الخليج، وتبدو مستقرة وهادئة مع الأردن وعدد من الدول العربية.
وأضافوا، خلال مؤتمر المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية بالقاهرة بعنوان «مستقبل العلاقات العربية الإيرانية في ضوء المتغيرات الإقليمية الطموحات والتحديات»، أن العلاقات بين العرب وإيران ازدادت صعوبة وضبابية في أعقاب ثورات الربيع العربي وارتبط هذا بعدم وضوح الرؤية، خاصة بعد مواقف طهران المتباينة تجاه البحرين وسوريا.
واعتبروا أن هناك حذرا خليجيا بصفة خاصة وعربيا بصفة عامة من طهران وما يمكن أن تمثله قدراتها النووية حتى ولو استمرت سلمية من خلل في ميزان القوة الشاملة في المنطقة. وبالنسبة لمصر باتت الآمال متصاعدة حول طبيعة الدور الإقليمي الذي ستلعبه مصر بعد تشكل النظام الجديد لتستعيد القاهرة مكانتها الإقليمية والدولية.
وقال مجتبى أماني، رئيس مكتب المصالح الإيرانية بالقاهرة، إن بلاده اتخذت خطوات من أجل التقارب العربي منذ بداية الثورة الإسلامية في عام 1979، ومنها إغلاق سفارة إسرائيل، وإدخال اللغة العربية كلغة ثانية في الدستور، بالإضافة إلى إجراء سياسات تقريب المذاهب الإسلامية.
وأكد أماني مساندة لبنان شعبا وحكومة ومقاومة وجيشا من أجل تحرير أراضيه المحتلة والانحياز المبدئي إلى جانب حركات المقاومة الشعبية، نافيا بشدة ما وصفها بالاتهامات والافتراءات الغربية بشأن تصدير الثورة الإسلامية إلى البلدان العربية.
من جهته، رأى فؤاد الصلاحي أستاذ علم الاجتماع السياسي اليمني، أن على دول الخليج وضع أجندة للحوار السياسي الفاعل والبناء مع إيران يتضمن قضايا محل الاختلاف والتقاطع مثل القضية الفلسطينية والعلاقات مع أميركا وعدم تملك الخطاب الإسلامي واحتكاره من طرف دون آخر وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلد الآخر، واعتماد لجان مستمرة للتقارب بين المذاهب الإسلامية وتعزيز عمليات الشراكة تجاريا واقتصاديا.
وبدوره، أكد الدكتور عبدالمنعم المشاط، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه بالنسبة للحالة الإيرانية فإننا نعلم أن المصالح القومية لإيران تتعدى حدودها الجغرافية إلى منطقة الخليج والشام وفلسطين، كما أنها تسعى إلى توظيف المذهب الشيعي في تلك المناطق لتحقيق هذا الهدف، وتوظف الصراع العربي الإسرائيلي بصورة جيدة لتبرير انتقالها من الأسلحة التقليدية إلى الأسلحة النووية وهي بذلك تشكل تهديدا واضحا للدور الإقليمي المصري، ومع ذلك فإنه إذا كانت مصر تحتفظ بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل العدو الرئيسي للأمة العربية فهل من المعقول أن تحجم عن إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران بالمنطق نفسه الذي كان يستخدمه النظام الشمولي السابق وهو تهديد المصالح القومية المصرية، مع العلم بأن دول الخليج العربي بما فيها دولة الإمارات العربية المتحدة التي تحتل إيران ثلاث جزر منها تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع إيران.
ومن جانبه، رأى الخبير الاقتصادي ونقيب الصحافيين المصريين ممدوح الولي، أن هناك فرصا متعددة لتوسيع التجارة بين مصر وإيران رغم انقطاع العلاقات الدبلوماسية. ووجود بعض الحساسيات السياسية.
واعتبر أن السعي لزيادة حجم التجارة مرهون بتنظيم زيارات مكثفة متبادلة ما بين أعضاء الغرف التجارية والصناعية بالبلدين، للاطلاع الميداني على المنتجات الخاصة بكل بلد، إلى جانب تبادل المعلومات التفصيلية عن المناطق الصناعية والمنتجات الخاصة بها.
وقال الدكتور مصطفى اللباد، الخبير السياسي البارز، إن هناك علاقات عربية-إيرانية موجودة في كافة المجالات على المستوى التاريخي والحضاري والثقافي ولكن لا توجد علاقات على المستوى السياسي بين العرب وإيران، لافتا إلى أن هناك علاقات قوية تجمع طهران وعواصم خليجية ترتبط معها بمصالح اقتصادية.