حضر معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، صباح أمس، ملتقى تعزيز القيم والأخلاق الحميدة بين الأطفال والشباب في المجتمع، الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بهدف زيادة الوعي العام بقضايا الصحة النفسية والتحديات السلوكية الناشئة ما بين طلبة المدارس والشباب، ودور كل من المؤسسات التعليمية والأسرة في معالجة تلك التحديات، وتعزيز السلوك القويم بين النشء.
وقد حضر معاليه الجلسة النقاشية للمنتدى تحت عنوان «قضايا وتحديات تربية النشء في المجتمع القطري»، والتي ناقشت التحديات السلوكية الأكثر انتشارا ما بين الأطفال والشباب، وأسبابها، والحلول اللازمة لمعالجتها، وشهد عرض فيلم تضمن رأي الطلبة عن السلوكيات السلبية المؤثرة في الشباب.
عقب ذلك قام معالي رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بجولة في معرض اللوحات المصاحب للملتقى، اطلع خلالها على اللوحات الفنية التي رسمها بعض طلاب المدارس للتعبير عن بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022. حضر الملتقى عدد من أصحاب السعادة الوزراء، والسادة مديري الإدارات في قطاع التعليم وأعضاء وضيوف الملتقى.
خبراء يستعرضون برامج «الأولويات الوطنية»
استهدف ملتقى «تعزيز القيم والأخلاق الحميدة بين الأطفال والشباب في دولة قطر»، الذي أقيم أمس بمسرح وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، التعريف بأهم المشكلات التربوية والنفسية والاجتماعية بين طلبة المدارس والشباب، ودور الأسرة في التربية والتنشئة، واستعراض البرامج المحلية الفعالة في الوقاية والعلاج ورصد الأولويات الوطنية لتعزيز القيم والأخلاق الحميدة.
وأكدت الدكتورة نوف عبد الله الكعبي مدير إدارة السياسات والأبحاث التربوية وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي إيمان الوزارة بأهمية القيم ومكارم الأخلاق في الحياة لأنها تمثل الجذور الطيبة والأرض الخصبة التي تُبنى على أساسها الأمم، منوهة بأن الوزارة أطلقت بالشراكة مع عدد من الوزارات والمعاهد الأكاديمية الرائدة، مشروعاً بحثياً وطنياً يهدف إلى تشخيص واقع الأطفال والشباب في المجتمع، وصولاً لوعي أكبر للمشكلات السلوكية.
وأضافت: تضافرت جهود أربعين باحثاً وأكاديمياً للوصول إلى ما يزيد على 170 مؤسسة تربوية من مدارس وجامعات حكومية وخاصة، وعقد عشرات الحلقات النقاشية والمقابلات الشخصية مع ذوي العلاقة والاختصاص، واستطلاع رأي ما يزيد على ثلاثة آلاف تربوي وطالب جامعي، بالإضافة إلى تحليل عميق لعشرات السجلات السلوكية الخاصة بطلبة المدارس والجامعات، تمكنا من إصدار خمسة أبحاث استطعنا من خلالها الوصول إلى تشخيص صادق وحقيقي كشفت لنا عن مزايا وحسنات المراهقين بالمجتمع.
واشتمل الملتقى الذي استمر ليوم واحد على أربع حلقات متتالية، وتضمنت الحلقة الأولى مناقشة «قضايا وتحديات تربية النشء في المجتمع القطري»، وأدارها الدكتور عبدالله علي المري – مدير إدارة المناهج الدراسية ومصادر التعلم بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، والمتحدثون هم: العميد الدكتور إبراهيم محمد السميح مدير إدارة الشرطة المجتمعية في وزارة الداخلية، والأستاذة لولوة راشد النعيمي رئيس قسم السياسات والأبحاث التربوية في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، والأستاذ عبدالله محمد النصف نائب أكاديمي في مدرسة أبو بكر الصديق الإعدادية للبنين.
واستعرض العميد د. السميح أهم المشكلات السلوكية التي تواجهها إدارة الشرطة المجتمعية داخل المنظومة التعليمية، حيث تم مواجهة عدة ظواهر وسلوكيات سلبية ومنها: العنف اللفظي والجسدي والنفسي، والتمرد على القوانين المدرسية وتخريب الممتلكات العامة، والتحرش الجنسي بجميع أنواعه، واضطراب الهوية الجنسية، وأوصى بضرورة إنشاء لجنة لتأهيل الطلبة للوقوف على أهم السلوكيات السلبية وتصحيحها.
وتطرقت لولوة راشد النعيمي إلى العوامل المسببة للسلوكيات السلبية والمخالفات في المدارس الحكومية والخاصة والتي تم تصنيفها على خمسة مستويات: الأولى وهي الأسرة: وحدوث مشاكل الطلاق والتصدع الأسري، الدلال واللين في التربية، ضعف المراقبة والمتابعة، العنف الأسري، قلة وعي وتدني المستوى التعليمي لولي الأمر، وغياب وجود بروتوكول واضح لإحالة الحالات للجهات المختصة لتلقي الرعاية والعلاج.
وقال الأستاذ عبد الله محمد النصف نائب أكاديمي في مدرسة أبو بكر الصديق الإعدادية للبنين: «إن معرفتنا السلوكيات الدخيلة تساهم بشكل كبير في إيجاد الحلول للمشكلات».
وتخلل الملتقى فقرة حوار الأجيال: ما الذي نريده ويريدونه؟ وقدمها الأستاذ عبد الله النصف بمشاركة الطلبة: محمد سعود النصف، وأحمد علي الحداد، وكلثم نواف الكعبي؛ وتحدث الجميع عن السلوكيات غير المرغوب بها في الميدان المدرسي، وأن الجميع من الطلبة يحتاجون إلى الرعاية المستمرة والتوجيه والإرشاد والاهتمام، وأن يبتعد الآخرون عن إلقاء اللوم على من هم بحاجة إلى الدعم من أجل الفوز بإصلاحهم والأخذ بأيديهم لخلق روح من الهمم العالية، حيث إن الهدف من خلق الله لنا هو إكرامنا عن بقية سائر المخلوقات والأمر يتطلب تعزيز القيم والأخلاق الحميدة كما أمرنا الله عز وجل.
في الحلقة الثانية التي أدارتها الأستاذة أماني عاطف موجهة لغة عربية بوزارة التربية والتعليم تحدثت الأستاذة مريم الحمادي من وزارة الثقافة عن المشكلات الثقافية وأثرها على السلوك، حيث يتعرض الشباب لضخ إعلامي قوي مؤثر يؤدي إلى مشاكل كثيرة ومنها العزلة بسبب التداخل الثقافي والسلوكي الجديد. وأكدت الدراسة على أهمية دور الأسرة في تربية وتنمية وعي الشباب في مواجهة التدفق الإعلامي والمعلوماتي المفتوح.
أما الدكتور نواف التميمي أستاذ الإعلام في معهد الدوحة للدراسات فقد استعرض خلال مداخلته الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي وما يحدث من تنمر ممنهج.
أما الأستاذة أسماء ملكاوي فقد سلطت الضوء على مشكلات الشباب في المجتمع القطري من خلال دراسة استكشافية حيث قدمت بحثاً عن المشاكل التي تعاني منها المدارس ومنها بعض السلوكيات الغريبة التي تنتشر بينهم وقد تم دراسة العديد من الحالات التي تعاني من مشاكل تنعكس على الأداء والسلوك العام.
وأوصت الدراسة بضرورة التعاون مع مختلف الجهات من أجل وضع آليات وحلول لهذه المشاكل التي يعاني منها الشباب في مختلف دول العالم ومنها قطر أيضاً بسبب تغير نمط الحياة والغزو الإعلامي المركز وعليها لابد من المواجهة ببرامج إعلامية هادفة.
أما الحلقة الثالثة بعنوان: دور الأسرة التربوي في التنشئة وحماية الأطفال والشباب، أدارها الدكتور غانم الحميدي خبير مناهج دراسات اجتماعية بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وقُدمت فيها ثلاث أوراق عمل.
الورقة الأولى بعنوان: مؤسسة الأسرة في المجتمع القطري – الإشكالات والتحديات والمعالجات، قدمها الأستاذ الدكتور التيجاني عبد القادر حامد من مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قطر، قال إن الأسرة القطرية قد تعرضت بسبب التغيرات المتسارعة التي شملت النمو الاقتصادي، والتعليم والصحة، والنمو السكاني، والتفاعلات والتغيرات في المنظومة الثقافية إلى إشكالات وتحديات أثرت في أداء وظائفها الأساسية جزئيا أو كلياً.
وحملت الورقة الثانية: دعم القيم والسلوكيات الإيجابية في المجتمع القطري - قراءة في مؤشرات تماسك ورفاه الأسرة، قدمتها نجاة دهام العبد الله من وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة. وعرفت مفهوم التماسك الاجتماعي بأنه عبارة عن حالة من الترابط بين أفراد الأسرة، ويتمثل في محورين أساسيين، المحور الأول: هو الترابط النسبي النفسي العاطفي المتمثل في المحبة والاحترام والوفاء والبر والمواساة وما في معناها، والثاني: الترابط العضوي الاجتماعي والمادي المتمثل في التعاون بين أفراد الأسرة.
وقدمت الورقة الثالثة بعنوان: برامج التربية الوالدية في العالم العربي، الأستاذة جواهر آل ثاني من معهد الدوحة الدولي للأسرة، وقالت إن المعهد يناصر قضايا الوالدية عبر الأبحاث ومناصرة السياسات والبرامج، وأن مفهوم الوالدية يرتبط بالتفاعلات، والسلوكيات، والممارسات المرتبطة بتوفير الرعاية للأطفال.
وجاءت الجلسة الرابعة بعنوان «ممارسات وبرامج فعالة في الوقاية وعلاج السلوكيات التي تهدد كيان المجتمع القطري» تحدث الدكتور يحيى بطي النعيمي عن دور وزارة الأوقاف وأكد أن الدين والأخلاق هما الأساس في بناء المجتمع.
وتحدثت الأستاذة بدرية الحرمي من جهاز التخطيط والإحصاء عن الخدمات الصحية النفسية في دولة قطر، مؤكدة سعي وزارة الصحة للاهتمام بتطوير الصحة النفسية لأن الصحة تعرف دوليا بأنها حالة اكتمال السلامة عقليا وبدنيا.
كما تحدث الدكتور خالد أحمد عبد الجبار من وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة عن الدليل الإرشادي لتطبيق منهج الفحص التقييمي والتداخل الوجيز والإحالة لعلاج إدمان اليافعين والاضطرابات السلوكية المتزامنة.
ثم تحدثت الأستاذة منيرة البورشيد من وزارة الرياضة والشباب عن البرامج التي تتبناها الوزارة في إطار تعزيز الفاعلية والمسؤولية لدى الشباب القطري، مؤكدة أن برنامج سفراء الأدعم لإعداد سفراء دوليين من الشباب من أهم برامج الوزارة حيث استفاد عدد منهم من البرنامج الذي طور من إمكانياتهم.