مؤسسة قطر الاتفاق مع «وايل كورنيل» نقطة تحوّل

alarab
محليات 18 أكتوبر 2021 , 12:03ص
الدوحة - العرب

الشراكة مع الجامعات العالمية.. مفاوضات شاقة تكلّل بالنجاح
جامعة حمد بن خليفة منصة بحثية وطنية لتوطين المعرفة
 

حرم جامعيّ يمتد لمساحة تزيد على 12 كيلو مترًا مربعة، يضمّ فروع لـ7 جامعات عالمية مرموقة توفر تعليمًا عالميًا، إلى جانب جامعة محلية وهي جامعة حمد بن خليفة. وايل كورنيل للطب– قطر؛ جامعة نورثوسترن في قطر؛ جامعة جورجتاون في قطر؛ جامعة كارنيجي ميلون في قطر؛ جامعة تكساس إي أند أم في قطر؛ جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر؛ جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر. لم يقع اختيار مؤسسة قطر لهذه الجامعات عبثًا، وإنما بحسب التخصصات التي تلبي الاحتياجات الوطنية والإقليمية وفق التصنيف العالمي، مع دراسة متطلبات السوق المحلي والإقليمي، والجامعات الموجودة في قطر والمنطقة. 
كان ذلك يتطلب إجراء مسح شامل، لاتخاذ القرارات الصائبة، وبلورة نموذج تعليمي جديد فريد من نوعه. وكان الهدف الذي تتطلع إليه قيادة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، هو توفير بيئة أكاديمية وبحثية، تضمّ جامعات تقوم على الإبداع، والابتكار، وتعزيز فرص الطلاب، بالتعبير عن أنفسهم، وإيصال صوت الشباب إلى العالم، والإسهام في إحداث التغيير في مواجهة التحديات العالمية المعاصرة، وهذا ما كان يتطلب وجود فروع لجامعات عالمية عريقة مستقلة أكاديميًا. 
هذا ما كشفه المتحدثون في الجلسة النقاشية التي عُقدت بعنوان: «قصص  من مؤسسة قطر لم تُحك بعد»، وفيها عُرضت مسار المفاوضات مع الجامعات الدولية.
توجّه فريق تترأسه قيادة مؤسسة قطر للتفاوض مع الجامعات، وتم التواصل مع المعنيين في جامعة فرجينيا كومنولث. على قدم وساق، بدأت المفاوضات بعدها مع جامعة وايل كورنيل، وغيرها من الجامعات. في هذه الفترة، اغتنمت مؤسسة قطر انفتاح دولة قطر على العالم، ودور قطر الفاعل في العلاقات الدولية، وذلك خلال تواصلها مع هذه الجامعات وخريجيها من الذين يتبوأون مناصب مرموقة على الساحة الدولية. 
لكن يُعتبر توقيع مؤسسة قطر اتفاقية الشراكة مع جامعة وايل كورنيل بداية عام 2001، نقطة تحوّل في مسار المفاوضات مع الجامعات العالمية. 
وقال الدكتور فتحي سعود، الرئيس التنفيذي السابق لمؤسسة قطر، والذي شارك في الجلسة النقاشية: «شكّل تردد جامعات الصفوة في الدخول بمثل هذا النوع من الشراكات تحديًا كبيرًا بالنسبة لنا، وذلك لأسباب متعددة ومنها عدم استعداد الجامعات العالمية المرموقة بالمساس باسمهم المسجلّ كعلامة تجارية عريقة. لقد استغرق هذا الجزء جهدًا كبيرًا، إلا أننا تمكّنا من التعبير عن التزامنا بكلّ المعايير المطلوبة، ونجحنا في التوصل إلى اتفاقية شراكة كاملة مع جامعة وايل كورنيل في الولايات المتحدة الأمريكية لتأسيس كلية للطب».
وتابع: «شكّلت هذه الشراكة مؤشرًا في غاية الأهمية أثار انتباه العالم ومهدت الطريق لغيرها من الشراكات. لقد تغلبنا على التحدي، بعد أن حاولنا دون كلل أو ملل أن نتواصل مع الجامعات العالمية، حتى وصلنا إلى مرحلة أصبحت فيها مؤسسة قطر وجهةً لجامعات مرموقة ومعروفة لإنشاء شراكات مع قطر».
لماذا الجامعات الأمريكية؟ سؤال طرحه الكثيرون منذ بداية تبلور النموذج التعليمي الفريد الذي تتمتع به مؤسسة قطر، وربّما حتى يومنا هذا. والجواب يكمن في تلبية هذه الجامعات للمعايير والمتطلبات والتطلعات التي كانت مؤسسة قطر تعمل على استقطابها، سواء من حيث التصنيف العالمي بحسب التخصصات، أو من حيث البيئة الأكاديمية والبحثية. ولا بُدّ من التأكيد هنا على أن مؤسسة قطر استقطبت جامعات من خارج الولايات المتحدة الأمريكية تباعًا، مثل التخصصات التي وفرتها كلية لندن الجامعية قطر بالشراكة مع مؤسسة قطر، وجامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر. 
خلال برنامج «قصص من مؤسسة قطر لم تُحك بعد «، قالت سعادة الدكتورة شيخة المسند:» لقد قطعنا شوطًا طويلًا في مفاوضتنا خلال المراحل الأولى مع جامعة فرجينيا كومنولث فيما يتعلق بإنشاء جامعة واحدة بتخصصاتها المتعددة. لكنّنا فيما بعد اهتدينا برؤية قيادة المؤسسة، التي وجّهت باستقطاب الجامعات العالمية وفق التخصصات، والانتقال من نموذج الجامعة الواحدة إلى استقطاب الجامعات المرموقة وفق أفضل التخصصات».  أضافت: «كان ذلك صعبًا للغاية، وواجهنا تحديات جمّة في البداية، ولكننا كنّا مؤمنين أن مؤسسة قطر بهذا النموذج الفريد من نوعه، قد أحدثت نقلة نوعية في مفهوم التعلم الجيد، بل وحققت قفزات عبر الزمن بوقت قصير، حيث تمكّنت المؤسسة من تنشئة أجيال من المتعلّمين على مستوى عالٍ بفترة وجيزة. ولولا مؤسسة قطر لما تمكنا من تحقيق هذه القفزات في النظام التعليمي، لربّما كنا نحتاج إلى ثلاثة أو أربعة عقود لتحقيق النتائج التي وصلنا إليها اليوم». 
بعد سنوات من تخريج هذه الجامعات نخبة من الطلاب ورفدهم إلى سوق العمل عبر تخصصات متعددة، تأسست جامعة حمد بن خليفة في عام 2010، وهي جامعة بحثية وطنية، تهدف إلى تطوير برامج أكاديمية متكاملة ذات مستوى عالمي، فضلًا عن تطوير الإمكانات البحثية الوطنية بالتعاون مع المؤسسات البحثية العالمية، وإيجاد حلول مبتكرة ذات تأثير عالمي، بما يُسهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية، ودعم التطوير في قطاعات متعددة بدولة قطر والمنطقة بأسرها، فضلًا عن تدعيم مركزها وتأثيرها العالمي في الوقت نفسه.
وأضافت: «لطالما كان توطين المعرفة من أهمّ أهداف مؤسسة قطر منذ تأسيسها قبل 25 عامًا؛ وقد نجحت المؤسسة في إحداث التغييرات الإيجابية في مجتمعنا، وتمكّنت من تنشئة جيل من صنّاع التغيير والباحثين الساعين إلى توطين المعرفة»، لافتة إلى أن إنشاء جامعة حمد بن خليفة كجامعة بحثية وطنية، جاءت في سبيل توطين هذه المعرفة، سواء عبر إطلاق البرامج التعليمية والأكاديمية الجديدة التي تلبي الاحتياجات والتطلعات الوطنية، أو عبر إطلاق اتجاهات جديدة في التعليم العالي على مستوى العالم؛ ناهيك عن مساعي مؤسسة قطر من خلال هذه الجامعة لإعادة إنتاج المعرفة وإضافة ما يرتبط ببيئتنا الاقتصادية، الاجتماعية، الجغرافية، السياسية، والثقافية».