خيّم مشهد الصمت القاتم، على الانتخابات البرلمانية المصرية، حيث شهدت إقبالا ضعيفا جدا لأول مرة في تاريخ هذا النوع من الانتخابات، وسيطر على المشهد بعض الشيء النساء وكبار السن، وخيّب المواطنون دعوة السيسي بالأمس، حين دعاهم للمشاركة بقوة.
وتشابهت معظم لجان المرحلة الأولى الانتخابية من حيث ضعف الإقبال خاصة لجان الجيزة والهرم وبين السرايات والبدرشين وأكتوبر بينما شهدت لجان بالوراق وإمبابة ولجان بعض المحافظات مثل الأقصر والمنيا وقرى سوهاج وبني سويف تحسنا نسبيا .
كبار السن والنساء كان لهم الحضور الأكبر اليوم في الوقت الذي لوحظ فيه تناقص كبير لأعداد الشباب المشاركين.
وخرق الصمت الانتخابي كان سمة عامة أيضا، فوفد حقوق الإنسان أكد خرق الصمت الانتخابي بمدارس بولاق الدكرور، فيما استغل مرشحون الأطفال في توزيع دعاية انتخابية لهم بالقرب من اللجان بدائرة الجيزة، كما نشر مرشحون بدائرة الجيزة والهرم مندوبيهم لتعريف الناخبين باللجان التي سيصوتون بها وفي الوقت نفسه وجهوهم لانتخاب مرشحيهم، كما تكفل بعض المرشحين بتوفير ميكروباصات لنقل الناخبين وفي الوقت ذاته وضعوا ملصقات للمرشح على زجاج السيارة، بينما خرق مرشحون الصمت بالتكاتك الملصق عليها صورهم بالبدرشين.
ودشن نشطاء مصريون بموقع التدوين المصغر "تويتر"، عدداً من الهاشتاجات الساخرة من الانتخابات البرلمانية، التي تبدأ مرحلتها الأولى اليوم الأحد، في 14 محافظة، والتي رأى محللون أنها ربما تكون أسوأ انتخابات على مر التاريخ، مختلفين على اختيار الوصف لها بين "برلمان الدم" أو "الاستحقاق الأخير في خارطة المستقبل"، وجاء أشهر تلك الهاشتاجات تحت عنوان "برلمان مرجان" و"بدل ما تنتخب".
وعبر المصريون بطبيعتهم الساخرة ودعابتهم المعتادة، من خلال تلك الهاشتاجات عن مقاطعتهم تلك الانتخابات غير الشرعية لبرلمان المنقلب عبد الفتاح السيسي، واصفين إياها بـ"المسرحية الهزلية"، واستكمالا للمشهد العبثي الدموي، الذي خيم على مصر منذ انقلاب الثالث من يوليو.
وقال عمرو عبد الهادي الناشط السياسي، وعضو جبهة الضمير، منتقدا هذا المشهد العبثي: "للتاريخ و للسياسيين انتخابات #برلمان_مرجان بتاع السيسي 2015 لن تزور وسيعلن نسبة التصويت الفعلية المنخفضة وسيكون مبررا لحل البرلمان"، على حد قوله.
بينما سخر حساب "نور الحق" بقوله: "لما تيجي لقطة الجيش والشرطة، وهما شايلين الست العجوزة عشان تنتخب صحونا عشان نقول تحيا ماسر".
وغرد أيمن بدران "يعني طلبات الشعب شاي بالياسمين، والطريق ليه قفا المحتاجين وقدام اللجان هز المغفلين".
وذكر حساب "المغرد المصري": "وانت رايح تنتخب #برلمان_مرجان .. لا تنس أن خيرة شبابنا ورجالنا خلف قضبان العسكر ثمناً لحريتنا".
بينما سخرت أسماء أحمد من ضعف الحضور الانتخابي بقولها: "محدش شاف ناخب ياولاد الحلال"، مرفقة التغريدة بصورة من إحدى لجان قنا، توضح الضعف الشديد في عدد المقبلين على التصويت.
ويصف قطاع كبير من المصريين وفقاً لاستطلاعات إعلامية، المشهد الانتخابي في مصر، بأن "الانتخابات في التلفزيون، أو على ظهور الدبابات والمدرعات والطائرات الحربية، التي أعلنت وزارة الدفاع المصرية، أنها ستنقل رؤساء اللجان إلى مقار الاقتراع"، وما دون ذلك فلا شيء على الأرض، سوى ما يشبه الصراع بين أجنحة مختلفة في السلطة والأجهزة، ما بعد انقلاب الثالث من يوليو 2013، بعد أن أعلنت أحزاب عدة مقاطعتها للانتخابات، بما في ذلك أحزاب شاركت في الانقلاب بدرجات متفاوتة.
وتسود حالة من اللامبالاة الشارع المصري من الانتخابات التي أُعدت على مقاس الانقلاب العسكري، وهو ما دعا إلى حشد إعلامي كبير لدعوة الناخبين للمشاركة في الاستحقاق الانتخابي انتهى بمناشدة عبد الفتاح السيسي، الشعب المصري، الذهاب إلى صناديق الاقتراع.
م.ن/م.ب