في الوقت الذي عاد فيه الزعيم بتعادل ثمين وغال مع العين الإماراتي حامل اللقب في بداية مشوار دوري أبطال آسيا للنخبة، عاد الغرافة بخسارة ثقيلة للغاية أمام الاستقلال الإيراني 0-3.
بداية السد كانت جيدة سواء على مستوى النتيجة أو على مستوى الأداء، بل إنه كان قريبا من العودة بالنقاط الثلاثة لولا هفوة دفاعية أدت إلى التعادل، وعلى العكس كانت بداية الغرافة متواضعة وسيئة للغاية وتنذر مبكرا بخطر شديد ما لم يتدارك الأمر وتصحيح الأخطاء وتصحيح الصورة.
الغرافة لم يكن مرضيا بالمرة، ولم يقدم شيئا يذكر على المستوى الفني رغم أن المنافس وهو الاستقلال لم يكن بالمنافس الخطير، أو الذي يصعب حتى الفوز عليه في ملعبه وبين جمهوره، وربما يكون الاستقلال فريقا قويا لكنه ضعيف تكتيكيا، ولو أن الغرافة قدم نصف مستواه لخرج بالتعادل على أقل تقدير.
الخسارة والأداء غير المقنع أكدا على أهمية اللاعب الكبير ياسين براهيمي قائد الفريق والوسط وأحد أبرز لاعبيه والذي لا يعرف أحد سبب مشكلته وسبب غيابه رغم تواجده داخل صفوف الفريق.
لم يقدم الغرافة أي شيء خلال المباراة وقدم أداء عشوائيا، بدون تنظيم وبدون تركيز ولم يكن هناك أي فكر خططي أو تكتيكي واضح، مجرد لاعبين يقدمون تمريرات فقط بينهم وبين بعضهم البعض، دون أن يكون هناك فكرة واضحة أو خطة ظاهرة للوصول إلى المرمى وإلى الشباك الإيرانية
ظهر الغرافة بدون عقل مفكر، وبدون قائد ينظم أداءه الهجومي، ويعرف كيف يقوده بشكل جماعي، في نفس الوقت كان الطريق مفتوحا إلى المرمى الغرفاوي دون عوائق فكانت الكرة ترتد بسرعة ولو أن المنافس مختلف عن الاستقلال لحقق انتصارا ساحقا لا يليق باسم الغرافة
لم يكن هناك جملة تكتيكية واضحة تدرب عليها الفريق يصل من خلالها إلى المرمى رغم وجود العناصر المميزة في الوسط والتي افتقدت للتواصل مع خط الهجوم، وللتنظيم الجيد أيضا دفاعيا وهجوميا.
ولم يكن هناك أي تجانس بين خطوط الغرافة، أو تفاهم، سواء على المستوى الهجومي أو حتى الدفاعي وهو أمر مستغرب لأسباب عديدة أهمها استقرار الجهاز الفني بقيادة البرتغالي مارتينز، ولاكتمال الصفوف من جميع النواحي، ولدعم الفريق بعدد من الصفقات الدفاعية والهجومية، وهو ما يتطلب من مارتينز ضرورة إعادة تقييم الحسابات وإعادة ترتيب الأوراق، والبحث عن شخصية جديدة للفريق بعد أن وضح للجميع أن الغرافة بعيد تماما عن مستواه، وأنه سيجد صعوبة كبيرة للمنافسة على الدوري، وأيضا للمنافسة على دوري أبطال آسيا.
وبالتالي فلابد من العمل من الآن وبأقصى سرعة لإعادة ترتيب الأوراق، خاصة والوقت ضيق وضغط المباريات سوف يتواصل في المرحلة القادمة.