يضعف التركيز والذاكرة ويزيد التوتر.. سهر الأطفال في الإجازة «يؤرّق» الآباء

alarab
تحقيقات 18 أغسطس 2024 , 01:08ص
يوسف بوزية

د. عيسى الحر: الألعاب الإلكترونية تهدر أوقاتهم

د. لطيفة النعيمي: تحديد مدة زمنية للعب على الأجهزة

زينب خشان: عدم استخدام الأجهزة قبل النوم بـ 30 دقيقة

نصح عدد من الخبراء والمختصين بضرورة التشديد على الأبناء بأخذ قسط كافٍ من النوم وتجنب السهر الطويل في الإجازة الصيفية، محذرين من قضاء الليل في متابعة الأجهزة الإلكترونية بما يعود بالضرر على سلامة وصحة الابناء، منوهين بأن السهر الطويل يؤدي إلى قلة التركيز وتشتت الانتباه والإجهاد العصبي. وحذروا من مخاطر سهر الأبناء وعدم حصولهم على النوم الصحي والساعات المطلوبة لإراحة الجسد بسبب الاستخدام المفرط للتقنيات والأجهزة الذكية والجوالات والألعاب الإلكترونية.

ولفتوا إلى أنّ هنالك العديد من العلامات التي يجب على الآباء الانتباه إليها فيما يتعلق بالأطفال والنوم، ومنها التعب المستمر، وصعوبة التركيز، والتغيّرات في الحالة المزاجية، بالإضافة إلى الانسحاب الاجتماعي والانعزال، والتغيرات في الشهية، وجدول النوم غير المنتظم، والمشاكل الصحة البدنية، حيث انّه من المهم التعرف المبكر على تلك المؤشرات والدلائل ومعالجتها على الفور والنظر في تطبيق عادات نوم صحية.

تحقيق التوازن
وأكد الدكتور عيسى الحر، مرشد تربوي وأسري أهمية تعليم الأطفال أهمية الحصول على النوم الصحي وتحقيق التوازن بين الاستعمال الأمثل للتكنولوجيا الحديثة والحصول على نوم صحي، مثل الاستعداد للنوم دون استخدام الشاشة وذلك بإنشاء منطقة عازلة قبل وقت النوم، يتم خلالها وضع الشاشات بعيدًا والانخراط في أنشطة مهدئة مثل قراءة كتاب أو الاستماع إلى محتوى صوتي هادئ أو ممارسة تقنيات الاسترخاء، وجعل غرف النوم خالية من الأجهزة الإلكترونية، بحيث يساعد ذلك في خلق بيئة مواتية للنوم تعزز الاسترخاء، وتحديد روتين وجدول ثابت للنوم، سواء كان ذلك في الإجازة الصيفية أو في عطلات نهاية الأسبوع بحيث يساعد هذا في تنظيم الساعة البيولوجية الداخلية للجسم ويعزز أنماط النوم الصحية.
وأشار إلى أنّه يمكن لأولياء الأمور أنْ يلعبوا دورًا من خلال زيادة الوعي حول تأثير الإلكترونيات على النوم، ورفع مستوى الوعي بالدور المهم للنوم في صحة الأبناء وسلامتهم العامة.

الساعة البيولوجية
وأشار إلى أن الدراسات العلمية تثبت احتياج الطلاب والطالبات لنحو 9 ساعات من النوم ليلًا لتجنب الإرهاق نهارًا، كما تفيد الدراسات الحديثة بأنّ السهر يضعف ذكاء الأطفال واستيعابهم، فيما يساعد النوم المبكر على زيادة مستوى ذكائهم وقدراتهم الذهنية والإدراكية.
ونوه بدور أولياء الأمور في مساعدة أطفالهم على ضبط ساعتهم البيولوجية والحفاظ على أنماط نوم صحية، مع ظهور التكنولوجيا والجداول الأكاديمية المتزايدة، وغالبًا ما يجد الطلاب صعوبةً في إعطاء الأولوية للنوم، حيث تقع على عاتق الوالدين مسؤولية تثقيف أطفالهم حول أهمية الراحة الكافية ووضع روتين نوم ثابت، يتضمن ذلك تحديد أوقات نوم منتظمة وساعات استيقاظ، وخلق بيئة نوم هادئة ومريحة قبل النوم، من خلال الانخراط بنشاط في عادات نوم أطفالهم.
قلة التركيز
من جانبها، أكدت الدكتورة لطيفة النعيمي، أن العديد من الأطفال يجدون ملاذهم بالألعاب الإلكترونية التي تشكل لهم مساحة واسعة للترفيه عن النفس، لدرجة أن بعض الأطفال باتت اجازتهم الصيفية تنحصر خلف تلك الشاشات، الأمر الذي يتسبب حتمًا في الهشاشة النفسية وقلة التركيز وتراجع التحصيل الأكاديمي، وانعدام التواصل مع المحيط الأسري والانغماس في عالم الخيال.
وأكدت أن شبابنا وطلابنا وأطفالنا أصبحوا اليوم في خطر، بسبب جلوسهم لفترات طويلة أمام الشاشات، نتيجة إدمان أغلب الأبناء لألعابَ الإلكترونية، التي تتربح -من وراء انتشارها- الشركات الكبرى في العالم، فقد ساهمت بمُنتجاتها من الألعاب، في تدمير عقول النشء والشباب وجعلتهم يُهدرون الوقت بلا فائدة.
ودعت الوالدين إلى تحديد مدة زمنية للعب على الأجهزة الإلكترونية بالاتفاق مع طفلهم، كي لا يُسرفَ في الكثير من الوقت في السهر على تلك الأجهزة، وبالتالي يتطور الأمر إلى إدمانه اللعب، كما يجب أن يطّلع الوالدان على غِلاف كل الألعاب الإلكترونية عند شرائها، حيث يوجد على كل غِلاف تقييم إرشادي، تبين فيه تعريف اللعبة والعمر المُلائم لها، وإذا كانت الألعاب عبارة عن تطبيقات تثبت على الهواتف أو الأجهزة الأخرى يجب تفقدها من قِبل الوالدين.
روابط أسرية
وأكدت زينب خشان، مستشارة تربوية وأسرية، أهمية تعزيز النوم الجيد لدى الأبناء، من خلال الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية والهواتف الذكية والتلفزيون قبل النوم على الأقل بمدة 30 دقيقة، مع مراعاة إزالة كل الأجهزة الإلكترونية من غرف نومهم.
وأكدت أن الإفراط في استخدام الأجهزة الذكية يؤثر على العلاقات داخل الأسرة كما يسبب فجوة بين الأفراد، لاستغراق كل منهم في جهازه الإلكتروني، من دون توفر الفرصة أو الرغبة للتواصل والحوار والأنشطة المشتركة التي توثق الروابط الأسرية أو الاجتماعية.
وحذرت الأهل من أضرار الأجهزة الذكية على أطفالهم، بما فيها ضعف التحصيل الدراسي والعزلة الذهنية والاجتماعية، والعدوانية والاكتئاب، اضطرابات النطق، ضعف القدرة على التواصل مع تراجع المهارات الاجتماعية لدى المراهقين.
وأوضحت طريقة مساعدة الأهل لأطفالهم على التخلص من الإدمان على الأجهزة الذكية، من خلال المقاربة التدريجية عبر الترشيد ووضع قوانين وأوقات متفق عليها.. بهدف الوصول إلى استخدام مقنن ومرشد للأجهزة.
الحبل على الغارب
وأكد راشد المري أهمية عدم ترك الحبل على الغارب طول الاجازة والنوم المبكر وخصوصاً للأطفال الصغار، مشيرا الى أن من أهم أسباب السهر لدى الأطفال قضاء فترات طويلة على الأجهزة الإلكترونية وبرامج التواصل الاجتماعي، مؤكدا ان متوسط الوقت اللازم للنوم من 7 - 8 ساعات متواصلة، أما الأطفال الصغار ما دون سن الدراسة يحتاجون إلى حدود 10 ساعات من النوم يومياً، والنوم مهم جداً لصحة الإنسان سواء كانت من الصحة العقلية أو الجسدية أو النفسية، والحقيقة التي يجهلها الكثيرون أنه يوجد ثلاثة أنواع من الهرمونات تتأثر بالنوم المتأخر، وكذلك إذا كان الطفل نائماً تحت الضوء، هرمون النمو الذي يفرز من الغدة النخامية، هرمون الكورتوزول الذي يفرز من الغدة الكظرية، وهرمون الميلاتونين الذي يفرز من الغدة الصنوبرية.