أشادت مجلة «جلوبال فاينانس» بالمبادرات التي نفذتها بورصة قطر مؤخرا، والتي تهدف من خلالها إلى تعزيز نطاق المنتجات والسيولة في سوق الأسهم القطرية، ومواصلة تطوير القطاع المالي في قطر كجزء من الرؤية الوطنية 2030، مشيرة إلى أن ذلك سيساهم في جذب مستثمرين جدد ويعزز الفرص الاستثمارية.
وذكرت المجلة المتخصصة في القطاع المالي في تقرير أن بورصة قطر نفذت أول صفقة إقراض واقتراض للأوراق المالية المحلية في شهر مايو الماضي كجزء من استراتيجيتها لزيادة سيولة السوق. وتمثل هذه الخطوة تطوراً مهماً لبورصة قطر، حيث تتطلع إلى زيادة تطور السوق والمنتجات وإقراض الأوراق المالية.
وأشارت «جلوبال فاينانس» إلى أن بنك HSBC قام بدور الحافظ والوكيل والمقرض بينما قام QNB للخدمات المالية (QNBFS) بدور المقترض، وعملت بورصة قطر مع شركة إيداع، مزود الخدمة المرخص التابع لهيئة قطر للأسواق المالية والذي يقدم مجموعة من الخدمات الأساسية المتعلقة بالأوراق المالية والأدوات المالية.

ووفقاً لبورصة قطر فإن عمليات إقراض الأوراق المالية واقتراضها تتوافق مع الخطة الاستراتيجية الثالثة للقطاع المالي التي أطلقها مصرف قطر المركزي في شهر نوفمبر 2023 والتي تهدف إلى مواصلة تطوير القطاع المالي في قطر كجزء من رؤية قطر الوطنية 2030. ويعد موضوع تطوير أسواق رأس المال احدى الركائز الأساسية للخطة الاستراتيجية الثالثة للقطاع المالي وذلك من خلال إنشاء بنية تحتية وبيئة تنظيمية متوافقة مع الممارسات الدولية والأسواق المتقدمة لزيادة حجم وسيولة السوق القطري.

إستراتيجيات استثمارية
وقال حسين فخر الدين، الرئيس التنفيذي لـ «كيو إنفست» إن هذه الصفقة تمثل علامة بارزة في إطار الخطة الاستراتيجية المالية، التي تعد جزءًا من رؤية قطر الوطنية 2030، مما يسمح باستراتيجيات استثمارية أكثر تطوراً وإطلاق العنان لجمع سيولة كبيرة. ويتطلع «كيو إنفست» أيضًا إلى تعزيز أنشطته، وقام بمواءمة خدماته الاستشارية المصرفية الاستثمارية بما يتوافق مع رؤية قطر 2030 للقطاع المالي. وقال فخر الدين: «نحن، وسنظل، نشطين في سوق الأوراق المالية في شكل عمليات اندماج واستحواذ نشطة، فضلاً عن معاملات سوق رأس المال للأسهم والديون». كما أشار التقرير إلى أن جهاز قطر للاستثمار خصص مليار ريال قطري (275 مليون دولار) لبرنامج دائم لصناعة السوق في بورصة قطر. وقال فخر الدين: «إن هذا البرنامج يهدف إلى تعزيز سيولة السوق وتحسين اكتشاف الأسعار وتنويع أسواق رأس المال، وبالتالي جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وتعزيز ثقة المستثمرين». ومن المقرر أن تستمر المبادرة على مدى السنوات الخمس المقبلة.

نمو السوق والسيولة
وفي السياق قالت مها السليطي، الرئيس التنفيذي بالإنابة في QNB للخدمات المالية إن «QNB»يخطط لتقديم هذه الخدمة لعملائه من المستثمرين المؤهلين الذين يمكنهم الاستفادة من استراتيجيات التداول الجديدة في بورصة قطر، مشيرة إلى أنه عندما يزداد الطلب على مثل هذه المعاملات، فإنه يتوقع نمواً متناسباً في أحجام السوق والسيولة.
من جانبه قال عادل عبد العزيز الخشابي، رئيس مجلس إدارة QNBFS للوساطة: «من المهم الإشارة إلى أن SLB (اقراض واقتراض الأوراق المالية) هو جزء من العديد من المبادرات الرئيسية التي تدعمها بورصة قطر لتعزيز حجم وسيولة سوق الأسهم القطرية. وتشمل هذه المبادرات تشجيع عمليات الإدراج الجديدة من خلال الاكتتابات العامة الأولية والإدراج المباشر، وأحدث مثال على ذلك هو الإدراج الناجح لشركة Techno Q في سوق المشاريع. نتوقع المزيد من الاكتتابات العامة والإدراجات لتحفيز الطلب ونشاط السوق. ومن الآن فصاعدا، فإن إدخال سوق المشتقات المالية من شأنه أن يزيد من تحفيز نشاط السوق وتعزيز جاذبيتنا للمستثمرين من المؤسسات.
 

مبادرات السوق الأخرى
وبحسب تقرير «جلوبال فاينانس» إن تطوير أنشطة SLB إلى جانب مبادرات السوق الأخرى سيوفران للمتداولين والمستثمرين إمكانية الوصول إلى استراتيجيات استثمار أكثر تطوراً وآليات التحوط وتمويل الأوراق المالية. حيث من المرجح أن يجذب مستثمرين جددا في السوق القطرية ويعزز الفرص الاستثمارية.
جدير بالذكر أن بورصة قطر وهيئة قطر للأسواق المالية وشركة إيداع عملت جنبًا إلى جنب من أجل إدخال التحسينات المطلوبة على الإطار التنظيمي والبنية التحتية للسوق، بالإضافة إلى نشر قواعد وإجراءات جديدة تتعلق بإقراض الأوراق المالية واقتراضها وذلك اعتباراً من 25 مارس 2024، عندما قام السوق القطري بتقصير دورة التسوية من T+3 إلى T 2.
كما أن وجود نشاط إقراض واقتراض الأوراق المالية وعملها بكفاءة إلى جانب وجود آليات للتحوط وإطلاق سوق المشتقات في المستقبل القريب يُعد إحدى المعايير الرئيسية لترقية السوق القطرية من سوق ناشئة إلى سوق متقدمة من قبل العديد من المؤشرات العالمية مثل MSCI وفوتسي.