شدّد مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية «ويش»، مبادرة الصحة العالمية التابعة لمؤسسة قطر، على أهمية حماية الصحة النفسية لطلاب الطب والمتخصصين في الرعاية الصحية.
جاء ذلك أمام الجمعية العامة الحادية والسبعين للاتحاد الدولي لجمعيات طلبة الطب في اسطنبول وهو أكبر تجمع عالمي - لطلاب الطب في العالم بقيادة شبابية.
أعرب نيك برادشو، مدير الشراكات والتوعية في «ويش»، في جلسة نقاشية بعنوان «عقول متشابكة: حماية الصحة النفسية لطلاب الطب»، عن قلقه بشأن تدني الصحة النفسية الذي يمر به طلبة الطب، وأكد أن الإرهاق يمثل أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على صحتهم النفسية، ويحدث بسبب عدم التحكم في الإجهاد بطريقة ناجعة، ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة على مستوى الصحة النفسية بين الطلاب.
وتوجه برادشو إلى جمهور ممثلي طلاب الطب الدوليين بالقول: «أثبتت الإحصائيات إلى أن طلاب الطب لا يعانون من مشاكل نفسية تذكر في بداية دراستهم، إلا أن صحتهم النفسية تعتبر متدهورة للغاية بشكل لافت في غضون عام واحد مقارنة بطلبة التخصصات الأكاديمية الأخرى، وبالتالي، من الواضح وجود مشكلة ما ويجب معالجتها».
وأشار إلى أن الإرهاق قد يظهر بعدة طرق، وقال: «قد يظهر على شكل صداع أشد من العادة، أو الأرق، أو ضعف التركيز، أو مشاكل في الجهاز الهضمي، أو نظرة متشائمة بشكل متزايد للحياة. لسوء الحظ، فإن عبء العمل الثقيل الذي يحمله طلاب الطب، وثقافة الضغط النفسي للتقدم إلى الأمام، وطبيعة الدراسة التنافسية تؤدي إلى تفاقم المشكلة».
وتعمق برادشو في تفاصيل بعض الأسباب التي تؤدي إلى الإرهاق لدى طلاب الطب، مشددًا على أن «نظرة المجتمع لطلاب الطب، على غرار اعتبارهم بأنهم أشخاص خارقون وقادرون على تلبية توقعات صعبة المنال باستمرار، من شأنها أن تؤثر بشكل كبير على صحتهم النفسية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التنافس على فرص الارتقاء إلى طبيب مقيم، والتعرض لأول مرة للمعاناة الإنسانية والخسارة البشرية في المستشفيات إلى تدني الصحة النفسية للطلاب».
وأشار برادشو إلى أن استراتيجيات التأقلم من شأنها المساعدة في التخفيف من المشاعر السلبية التي قد يؤويها طلاب الطب.
بينما أقر برادشو بأهمية الرعاية الذاتية، لافتا إلى أن المسؤولية الرئيسية عن الصحة النفسية لطلاب الطب تقع على المستوى التنظيمي، مما يعني أن كليات الطب والأنظمة الصحية والحكومات تلعب أيضا دورا رئيسيا في تعزيز تأقلم الطلاب.