يحظى أحد المقالب الشهيرة على تطبيق "تيك توك"، حيث يتصل الناس بأصدقائهم باستخدام عبارات مسجّلة بنظام الرد الآلي لإيهامهم بأن مبلغًا كبيرًا من المال على وشك أن يُخصم من حسابهم المصرفي.
وحذّر خبراء كاسبرسكي الشركة العالمية المتخصصة في الأمن الإلكتروني والخصوصية الرقمية من أن هذا "المقلب" ليس سوى تجسيد لمخطط احتيالي واقعي يُدعى Vishing، أو التصيّد الصوتي، يستخدمه مجرمو الإنترنت بنشاط.
ويُعدّ التصيّد الصوتي ممارسة احتيالية لإقناع الأفراد المستهدفين بالاتصال بمجرمي الإنترنت هاتفيًا والكشف عن معلوماتهم الشخصية وتفاصيل حساباتهم المصرفية. ويبدأ التصيّد الصوتي، كمعظم مخططات التصيّد، ببريد إلكتروني غير متوقع، واردٍ من متجر إلكتروني كبير أو من نظام محفظة مالية رقمية. فقد يكون رسالة من نسخة مزيفة من PayPal تخبر المستلم بأنه تلقّى طلبًا لسحب مبلغ كبير من حسابه.
ويكمن الفرق بين التصيّد الصوتي والتصيّد العادي في طلب رسائل التصيد الصوتي الإلكترونية من الضحية المحتملة الاتصال على وجه السرعة برقم مزعوم لدعم العملاء موجود في الرسالة، وذلك بدل النقر على رابط ضمن الرسالة كما هو معتاد.
ويؤكد خبراء كاسبرسكي أن مجرمي الإنترنت تعمدوا اللجوء إلى هذه الطريقة لتفادي منح ضحاياهم الفرصة للتفكير فيما سيفعلونه عند النظر إلى موقع تصيّد يقودهم إليه رابط في رسالة، حيث قد يلاحظون علامات تدل على أن الصفحة مزيفة؛ فالحديث عبر الهاتف، في المقابل، سوف يتشتت الانتباه ويصعّب التركيز، ويحرص فيه المهاجمون على بذل كل ما في وسعهم لإفقاد الضحايا توازنهم عبر التعجيل والتخويف والمطالبة بتقديم تفاصيل الحسابات أو البطاقات المصرفية على وجه السرعة، زعمًا منهم بأنهم يسعون لإلغاء المعاملة الاحتيالية المفترضة، ولكنهم سرعان ما يسرقون الأموال من تلك الحسابات بمجرّد الحصول على تفاصيلها.
وأعلن خبراء كاسبرسكي عن أنهم اكتشفوا في الأشهر الأربعة الماضية، بين مارس ويونيو، نحو 350 ألف رسالة تصيد صوتي واردة عبر البريد الإلكتروني تطلب من الضحايا المحتملين الاتصال برقم ما لإلغاء معاملة مصرفية وشيكة. ووجد الخبراء أن يونيو وحده شهد ما يقرب من 100,000 رسالة تصيد صوتي، ما جعلهم يتوقعون تنامي هذا التوجه في المستقبل.