أنسي ساويرس.. رجل الأعمال الذي بدأ من الصفر وأصبح من أثرياء العالم

alarab
اقتصاد 18 يونيو 2011 , 12:00ص
أن تصبح رجل أعمال ليس أمرا صعبا, وإنما أن تصبح رجل أعمال معروفا على مستوى العالم وتنافس في الأسواق العالمية فهذا أمر يحتاج إلى خبرة ومهارة وقدرة على المغامرة, وهو ما استطاع أن يحققه أنسي ساويرس وينضم إلى قافلة الأثرياء العرب بثروة تقدر بـ2 مليار و900 مليون دولار. وقد ولد أنسي عام 1930 في محافظة سوهاج, وقد أجبره والده على الالتحاق بكلية الزراعة لكي يصبح مهندسا زراعيا ويرعى أرض العائلة, ولكنه لم يكن يتخيل نفسه مهندسا زراعيا يقضي عمره في الزراعة. البداية من الصفر بدأ أنسي ساويرس كما يقولون من‏ ‏الصفر‏ ‏سنة‏ 1950 عندما قام‏ ‏بتغيير‏ ‏مجرى‏ ‏حياته من الزراعة ‏‏إلى ‏المقاولات‏ ‏التي‏ ‏يحبها,‏ ‏وكان‏ ‏ذلك‏ ‏المجال‏ ‏جديدا‏ ‏عليه‏ ‏تماما,‏ ‏ومن‏ ‏حسن‏ ‏حظه‏ ‏أن‏ ‏التقى ‏بإنسان‏ ‏‏وتعلم‏ ‏منه‏ ‏المهنة‏ ‏على‏ ‏أصولها‏ ‏وهو‏ ‏المرحوم‏ ‏لمعي‏ ‏يعقوب‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏غاية‏ ‏في‏ ‏الذكاء‏‏‏, ‏ويفهم‏ ‏عمله‏ ‏جيدا‏ ‏وكان موهوبا‏ ‏في‏ ‏الحسابات‏ ‏رغم‏ ‏أنه‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏خريج‏ ‏جامعة‏, ‏لكنه‏ ‏حصل‏ ‏على‏ ‏الدكتوراه‏ ‏في‏ ‏الحياة‏ ‏والدنيا‏ ‏التي‏ ‏عاش‏ ‏فيها‏. بعد فترة كوَّن الاثنان ‏‏شركة باسم‏ (‏لمعي‏ ‏وأنسي)‏ ‏للمقاولات وكانت هذه الشركة هي تميمة الحظ التي فتحت عليه أبواب عالم البزنس حيث انفرد أنسي بالشركة بعد ذلك واتسع نشاطها بشكل غير مسبوق, حيث كانت الشركة قد منحت عدة عقود من وزارة الري لحفر المجاري المائية والأحواض، والأعمال التجارية, مما جعل الشركة تتحول إلى كيان عملاق في فتره قصيرة. إفلاس الشركة لم يستمر الوضع طويلا فالرياح لا تأتي دائما بما تشتهي السفن, حيث جاءت قوانين يوليو الاشتراكية عام 1961 لتقصم ظهر الشركة ويتعرض أنسي لأول ضربة قوية تفقده اتزانه حينما تعرضت شركته إلى ما يسمى في ذلك الوقت بالتأميم الجزئي. ثم تلقى أنسي الضربة القاضية لأعماله عندما تم تأميم الشركة بشكل كلي في العام التالي, حيث تم تعيينه مديراً بالشركة لكن الثورة لم تترك للرجل قرشاً واحداً من الثروة. ويصف ساويرس الموقف فيقول: أخذوا منا كل شيء ولم يتركوا لنا شيئا, وأصبحت الشركة على البلاط. السفر إلى ليبيا استمر أنسي ساويرس مديرا للشركة لمدة 5 سنوات وكان يتلقى راتبه من الحكومة المصرية, ثم هاجر إلى ليبيا في فبراير عام 1966, وعمل هناك أيضا في المقاولات قبل أن يرجع إلى مصر في منتصف السبعينيات وتحديدا في أغسطس عام 1977, وكان السبب هو موجة الانفتاح الاقتصادي التي شهدتها مصر, وفي نفس العام أسس شركة (أوراسكوم للمقاولات العامة والتجارة) وبدأ‏ ‏بخمسة‏ ‏موظفين‏ ‏فقط,‏ ‏ومنهم‏ ‏ابنة‏ ‏أخته‏ ‏وتدعى ‏نبيلة‏ ‏المنقبادي‏ لتتحول الشركة بعد ذلك إلى كيان اقتصادي عملاق, حيث توسع نشاط الشركة ليشمل السياحة والفنادق وخدمات الكمبيوتر وخدمات الهاتف المحمول، وتصبح المجموعة من أضخم الشركات المصرية. مشروع الأبناء رغم كل الظروف الصعبة التي مر بها أنسي ساويرس فإنه كان حريصا على مشروعه الكبير الذي كان يعرف جيداً أنه من الصعب على ثورة أن تؤممه أو تخطفه من بين يديه في يوم وليلة. وكان هذا المشروع هو أولاده الثلاثة «سميح ونصيف ونجيب» الذين كانوا بالنسبة له كل رصيده الذي يملكه، وكما يقول «نجيب ساويرس»: لقد كان من أعظم قرارات والدي المبكرة أنه وضع استثمارات هائلة لتعليمنا وتزويدنا بأفضل مستويات الخبرة، حيث كان يرى أن أولاده هم رأسماله الحقيقي.