تستحق كريستين لاغارد وزيرة المالية الفرنسية والمرشحة حاليا لمنصب مدير صندوق النقد الدولي أن يطلق عليها لقب المرأة المقاتلة التي تسعى لتحقيق أهدافها من خلال الاعتماد على نفسها وليس على غيرها, ففي حين يتابع العالم اليوم فضيحة الفرنسي دومينيك ستروس-كان يبزغ اسم كريستين لاغارد في جميع دول العالم رغم أنها فرنسيه أيضاً, وكان من الممكن أن يؤثر ذلك عليها, ولكن الذي حدث هو العكس. ولدت كريستين لاغارد في باريس في 1 يناير 1956 لأبوين يعملان بمهنة التدريس, فوالدها كان يعمل مدرسا للغة الإنجليزية بكلية روان. في عام 1974 حصلت لاغارد على الشهادة الثانوية من مدرسه كلود مونيه وبعدها ذهبت في منحة للدراسة بكلية الحقوق بولاية ميريلاند بالولايات المتحدة الأميركية ثم حصلت على درجة الماجستير في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية كوت آيكس أومبروفينس. حياتها العملية كانت البداية العملية لكريستين في عام 1981 عندما تلقت دورة في مكتب بيكر وماكنزي الأميركي للمحاماة ولكن عملها بالمحاماة لم يستمر طويلا, حيث تم تعيينها عام 1995 عضوا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. في عام 2005 عرض عليها تولي منصب وزارة التجارة في حكومة دومينيك دو فيلبان، وتحت قيادتها بلغت الصادرات الفرنسية مستويات قياسية. وفي مايو 2007 انتدبت في مهمة لمدة شهر كوزيرة للزراعة، بعدها عينت وزيرة للمالية. وفي أثناء الأزمة المالية التي اندلعت عام 2008 استطاعت أن تبني لنفسها سمعة عالمية بوصفها مفاوضة تتسم بالهدوء والصرامة، والتحدث بطريقة مستقيمة، وهي صفات عززت من قبضة فرنسا في العلاقات الدولية بشأن القضايا التي تتعلق بالتنظيم والتشريعات المالية. كما حازت على الاستحسان للدور المهم والرئيسي الذي لعبته في الموافقة على آلية الإنقاذ لمساعدة الدول الأعضاء التي تعاني من الصعوبات في منطقة اليورو. شخصية قوية في عام 2002 وضعتها صحيفة «وول ستريت» في المرتبة الخامسة لنساء الأعمال الأوروبيات. وفي عام 2009 وضعتها مجلة «فوربس» في المرتبة الـ17 ضمن أقوى النساء في العالم، وكرمتها صحيفة «فيننشيال تايمز» باعتبارها أفضل وزيرة مالية في منطقة اليورو لعام 2009. ومن المتوقع أن تكون هي مديرة صندوق النقد الدولي. حياتها الخاصة كريستين لاغارد امرأة مطلقه وأم لولدين هما بيير وتوماس, أما عن هواياتها المفضلة فهي اليوغا والغوص والسباحة. أخيرا تقول لاغارد عن نفسها (إن نجاحها كان مستبعدا جدا وإنه كان عليها أن تكافح وتناضل في عالم السياسة الفرنسية الذي يهيمن عليه الرجال إلى أن تمكنت من أن تصل إلى ما وصلت إليه اليوم).