واصل مهرجان الدوحة المسرحي أمس فعاليات دورته ال ٣٥ التي تقام تحت شعار «خمسون عاماً وأكثر»، وتستمر حتى 29 مايو الجاري، على مسرح الدراما في المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا»..
وشهدت الليلة الثانية من المهرجان عرض مسرحي قدمته جامعة لوسيل بعنوان (شهبندر التجار) وهو عبارة عن عمل مأخوذ عن مسرحية السلطان الحائر للكاتب المصري الراحل توفيق الحكيم، والمسرحية من إخراج عبدالرحمن الحبابي.والمغزى الحقيقي للمسرحية هو أن القوي من يحتمي بالقانون والحق وليس من يحتمي بالسيف، وأن الخضوع للعدالة مجد ورفعة وقوة، حيث تكشف أن حاجات المجتمعات الى سيادة القانون أشد من حاجتها إلى أي شيء آخر، وندرك أن حاجة الأمة إلى القاضي الأمين العادل تُساوي تماماً حاجتها إلى الجيش القوي الظافر.
وقال مخرج المسرحية عبدالرحمن الحبابي لـ «العرب» إن قصة المسرحية تدور حول شراء عبد من سوق النخاسة، وكيف تعلو سلطة القانون في نهاية العمل، وينتصر الحق.
وعن ظروف العمل والبروفات أكد الحبابي أن المواهب التي شاركت في المسرحية أغلبها يعتلي خشبة المسرح للمرة الأولى، لكن مع ذلك كان لديهم اصرار على التألق والابداع، وأشار إلى أن مشاركته في مسرح الدوحة السينمائي العام الماضي أكسبه خبرة، وقدرة على تقديم عمل أحسن من الأعمال التي قدمها سابقا.
وأعرب الحبابي عن أمله في أن يخصص للمهرجان جوائز أكبر تزيد من تحفيز المشاركين، وترفع من الزخم المسرحي والثقافي للدولة.
عروض الجامعات
ويستمر مهرجان الدوحة المسرحي في تقديم عروض الجامعات، وذلك لإضفاء روح شبابية عليه، حيث تشارك اليوم جامعة قطر، وتقدم مسرحية (رحلة إلى الغد) من إعداد عبدالله جاسم الكبيسي عن نص للكاتب توفيق الحكيم، وإخراج ناصر عيسى، فيما يفتتح المهرجان هذا العام الباب أمام المقيمين في دولة قطر من الجاليات العربية ليقدموا أعمالهم المسرحية، حيث يتضمن المهرجان عرضين للجاليتين السودانية واليمنية، يتم عرضهما غدا وبعد غد، وفي هذا الإطار ستقدم الجالية السودانية يوم غد مسرحية (سيزوي بانزي مات) عن نص عالمي للكاتب الجنوب إفريقي أثول فوجارد، والإخراج لمحمد السني، فيما تقدم الجالية اليمنية بعد غد مسرحية (الطاهش) عن نص للدكتور عبدالغفار مكاوي، وإخراج صفوت الغشم.
ويقيم المهرجان ندوات تطبيقية عقب العروض لتحليلها ومناقشة أبعادها، بمشاركة المؤلفين والمخرجين، وتشهد النسخة الـ 35 من مهرجان الدوحة المسرحي تكريم ثلاثة فنانين مسرحيين من جيل الرواد، وجيل المخضرمين، والجيل الراهن. كما قامت كل فرقة من الفرق المسرحية بترشيح مسرحيين اثنين من أعضائها، وذلك ليتم تكريمهم نظير جهودهم وإبداعاتهم المسرحية.
«الحـادث والكائـن»
في سياق متصل، شهدت الندوة التطبيقية التي نظمت في اليوم الأول من فعاليات المهرجان نقاشا ايجابيا حول عـرض «الحـادث والكائـن» الـذي قدمـه مجموعـة مـن الشـباب ضمـن «مسـرح المواهـب»، وتناولت الندوة تفاصيل العرض على المسـتوى النقـدي بـين معقب الندوة الأكاديمي المسرحي سلمان المري ومخرجـة العـرض رؤى القلعي وبعض المسـرحيين والمهتمين من الحضور.
وأشار المعقـب سـلمان المـري علـى بعـض النقـاط الإيجابيـة وكذلـك السلبية التي وقع فيها العرض مؤكداً على أهمية تبنـي مثـل هـذه المواهـب الشـابة التـي يمكن أن يكـون لها بصمتها المسـرحية في المسـتقبل في حال وجدت الدعم الفني اللازم والتدريب والتأهيل المطلوب.
وحـول العـرض وبعـض النقـاط التـي ذكـرت فـي النـدوة ردت المخرجـة رؤى القلعي مؤكدة على أن الشـباب ما زالوا في بداية طريقهم الفني ولا تزال أمامهم الفرصة ليحققوا ذاتهم، وأشادت القلعي بالعرض وبما قدمه الشـباب في المهرجان متمنية منهـم أن يواصلـوا التـدرب والتعلـم ليطـوروا مـن موهبتهم. فيمـا علق بعـض الحضور من الفنانيـن والمهتمين علـى أداء المشـاركين فـي العـرض، موضحيـن أن وقـوف هـؤلاء الشـباب علـى خشـبة المسـرح هـو النقطـة الإيجابيـة الأهـم فـي هـذا العـرض، فـهي بدايـة مبشـرة لهـم ويجـب اسـتغلال تلـك الفرصـة والاسـتفادة مـن النصائح والتوجيهـات التي قدمت لهم ليحققوا الأفضل في ما هو قادم.