وسط حالة من الامتعاض إثر اتخاذ إجراءات صارمة ضد عمليات الدمج والاستحواذ من قبل لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية، أكدت شركة صناعة الأدوية الأمريكية العملاقة "فايزر" أن اتخاذ مثل هذه الإجراءات سيكون بمثابة "كارثة" لنظام الابتكار الذي يدعم صناعة الأدوية.
وشددت "فايزر" على أن عمليات الدمج والاستحواذ ماهي إلا "جزء مهم" من نظام التمويل الذي يدعم تطوير العلاجات المبتكرة من قبل العلماء.
وفي هذا السياق نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن ويليام باو كبير مسؤولي التطوير في الشركة تعليقه على تأثير تشديد نظام مكافحة الاحتكار على القطاع: "أعتقد أنها ستكون كارثة على النظام"، مضيفا أنه "إذا لم تتمكن من الحصول على صفقات الاندماج والاستحواذ فإن ذلك يخنق الابتكار بالتأكيد".
وجاءت هذه التصريحات بعد أن رفعت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية أمس، دعوى قضائية لمنع صفقة بقيمة 28 مليار دولار تستحوذ بموجبها شركة "أمجن" للأدوية على شركة "هورايزون" للأدوية.. وكانت هذه هي المرة الأولى منذ أكثر من عقد التي سعت فيها هيئة تنظيم المنافسة الأمريكية إلى وقف صفقة في قطاع الأدوية.
ومن جهتهم، حذر محللون من أن إجراء لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية يهدد بقلب نموذج عمل استمر لعقود من الزمن تتبعه شركات الأدوية الكبيرة، والتي تعتمد غالبا على شراء مجموعات التكنولوجيا الحيوية الصغيرة والمتوسطة الحجم لتجديد خطوط أنابيب الأدوية الخاصة بها.
ونقلت الصحيفة عن مات فيبس، المحلل في بنك "ويليام بلير" الاستثماري قوله "إن رفع لجنة التجارة الفيدرالية دعوى قضائية لمنع هذه الصفقة سيقلل من حماس الاندماج والاستحواذ في قطاع التكنولوجيا الحيوية".
وقال العديد من المحللين إن شراء شركة "فايزر" المقترح لشركة "سيجن" بقيمة 43 مليار دولار، والذي تم الإعلان عنه في مارس الماضي، قد يتعرض أيضا لتهديد لجنة التجارة الفيدرالية.
وقال باو، متحدثا في قمة "فاينانشيال تايمز" الأمريكية للأدوية والتكنولوجيا الحيوية في نيويورك، إنه واثق من أن لجنة التجارة الفيدرالية ستوافق على صفقة "سيجن".
وجمعت شركة فايزر 31 مليار دولار، في صفقة بيع سندات ضخمة الحجم ستساعد في تمويل عملية الاستحواذ.
وفي وقت سابق من المؤتمر، أعرب روبرت برادواي الرئيس التنفيذي لشركة "أمجن" عن ثقته في أن شركته ستنجح في إنهاء استحواذها على "هورايزون" على الرغم من معارضة لجنة التجارة الفيدرالية.
وشددت كل من شركتي "أمجن" و"هورايزون" على أنهما ستحاولان محاربة لجنة التجارة الفيدرالية في المحكمة من أجل إكمال الصفقة.
وجادلت لجنة التجارة الفيدرالية بأن "أمجن" يمكن أن تستخدم الحسومات التي تدفعها على أدويتها "الرائجة"، للضغط على شركات التأمين لدفع ثمن اثنين من أدوية "هورايزون"، أحدهما لحالة المناعة الذاتية التي تؤثر على العينين والآخر لنوع نادر من النقرس.
وقالت لجنة التجارة الفيدرالية، إذا كانت "أمجن" ستمتلك هذين الدواءين وتستخدم نفوذها في السوق لإقناع المشتري لتغطية التكلفة، فقد يثني ذلك الشركات الأخرى عن إطلاق أدوية منافسة ستؤدي في النهاية إلى خفض السعر. وتبلغ تكلفة الدواء الأول حوالي 350 ألف دولار لفترة علاج مدتها ستة أشهر، في حين أن الإمداد السنوي من الدواء الثاني يكلف 650 ألف دولار.
يشار إلى أن "فايزر"، أعلنت تحقيق أرباح قياسية خلال العام الماضي، في حين تتوقع تباطؤ الإيرادات خلال العام الحالي.
وذكرت الشركة المطورة لأحد اللقاحات الرئيسية المضادة لفيروس كورونا في العالم أن إيراداتها خلال العام الماضي بلغت 100.3 مليار دولار، وهي أعلى إيرادات في تاريخها.
وفي الوقت ذاته، تتوقع الشركة تراجع إيراداتها خلال عام 2023، لتتراوح بين 67 و71 مليار دولار، مع انحسار جائحة كورونا وتراجع الطلب على اللقاحات والأدوية المرتبطة بها.
وبلغت إيرادات "فايزر" السنوية 81.3 مليار دولار خلال عام 2021، وبلغت قيمة الأرباح 22 مليار دولار، مدفوعة بشكل أساسي بمبيعات اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.