الوالدة أم صالح: التجهيز المبكر يجنبنا الغلاء
الوالدة نعيمة السويدي: جشع التجار يرفع تكلفة العيد
سارة ناصر: العيد أصبح مكلفاً مادياً
عائشة التميمي: 2000 ريال لفستان العيد.. و20 ألفاً للماركة
غلب طابع البساطة والقناعة وعدم المبالغة والتكلف على تجهيزات العيد في السابق، ولم يكن يأخذ التجهيز للعيد من ربات البيوت وقتًا طويلًا فنجد أن التجهيز للعيد يبدأ وينتهي قبل أيام قليلة من العيد بعكس ما هو اليوم إذ تبدأ النساء بالتجهيز للعيد قبل رمضان أو في منتصف رمضان، ولا يكفي نصف الشهر للانتهاء من التجهيزات التي أصبحت ترهق كاهل الأسرة وتكلف مبالغ قد يتعسر البعض في توفيرها.
وتعقب المشتريات الرمضانية والمبالغ الكبيرة التي تصرف خلال للشهر الفضيل مشتريات العيد للأبناء والعيدية والتي أكدت سيدات قطريات بخصوصها للعرب أن الغلاء فاحش، وأن المبالغ التي تصرف كبيرة خصوصا إذا كان عدد أفراد الأسرة كبيرا، وتباينت الاراء حيث اعتبرت بعضهن أن الأسباب تعود لجشع التجار، والمبالغات في الأسعار في حين اعتبرت أخريات أن المبالغة في التجهيزات والمجارات من الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع تكلفة العيد.
أسعار مرتفعة
قالت السيدة عائشة التميمي إن تجهيزات العيد أصبحت مكلفة جدا، خصوصا إذا كان عدد أفراد الأسرة كبيرا، وأوضحت: مصاريف العيد كثيرة ومتنوعة، ولعل القسم الأكبر يتجه للملابس للأطفال والسيدات ففساتين العيد أسعارها في بعض المولات تلامس 2000 ريال، في حين قد تصل إلى 20 ألفا بالنسبة لمن يبحثن عن «الماركات» وحتى ملابس الأطفال تزداد بصورة واضحة خلال العيد، فنجد الأرقام خيالية أحيانا، فمن لديه أربعة أبناء فقط ستكلفه ثياب العيد مبالغ كبيرة.
مبالغة البعض
وعن المبالغة استدركت السيدة عائشة قائلة: البعض الاخر من السيدات يبالغن بصورة كبيرة في التجهيز للعيد فمنهن من تغير ديكور البيت ومنهن من تزين البيت بطريقة مبالغ فيها، ومنهن من تحضر بوفيها كاملا لفطور الصباح في العيد، زيادة على الذبائح في الغذاء، وهو ما يرفع التكاليف.
ثم تحدثت السيدة عائشة عن طلعات العيد والتي تشكل تكلفة اضافية على رب الأسرة مشيرة إلى أن الغذاء أو العشاء في أي مطعم يكلف مبلغا وقدره، وقد يزيد سعر الوجبة لأسرة من أربعة أفراد عن 1500 ريال وهو مبلغ كبير.
تفوق الخيال
أما الوالدة نعيمة السويدي فترى أن العيد فرحة والفرحة تقتضي أن يكون هناك لباس جديد لائق، وفوالة وضيافة إضافة إلى غذاء يليق بالضيوف والعائلة خلال المناسبة السعيدة، وتقول موضحة: العيد فرحة لكن جشع التجار يعكر صفوها، فالأسعار أصبحت غالية جدا، سواء للملابس أو حتى الفالة، حيث يتم استغلال هذه المناسبة لرفع الأسعار على الزبائن، كما أن محلات الألبسة النسائية ترفع أسعارها الى الضعف وهناك محلات تفوق الخيال حيث تصل الجلابية النسائية أو الفستان الى الالاف وتطرح موديلات قديمة لإقناع المشتري بشراء الجديد مهما كلف الثمن، وعندما نفترض أن لدى رب الأسرة 5 أبناء وزوجته فسيكون المبلغ الذي سيدفعه مقابل هذه المشتريات ضخما ومازال وراءه العديد من المسؤوليات الأخرى.
وأوضحت الوالدة نعيمة أن هناك مبالغة كبيرة في الأسعار المتداولة في الأسواق، حيث إن لها وجهة نظر أخرى تؤيد عدم المبالغة في شراء الأنواع مرتفعة الأسعار، وأضافت: أصبحت السيدات تستعد للعيد في منتصف رمضان لقلة الازدحام في المجمعات التجارية ويشترين مساحيق التجميل والقمصان والبنطلونات والفساتين والإكسسوارات وأحذية الكعب العالي ويذهبن إلى الصالون ليلة العيد لتصفيف الشعر ووضع الحنة.
وتعتبر الوالدة نعيمة أن المجتمع القطري مجتمعا محافظا لازالت باقية فيه عادات وتقاليد الأجداد، فهي لازالت محافظة على نفس طقوس العيد حيث يزورها الأبناء والأحفاد صباح العيد، للمعايدة، ويجتمعون على سفرة الغذاء التي ما تكون في الغالب مجهزة في البيت.
من البساطة إلى التكلف
تقول أم صالح: تجهيزات العيد للنساء قديماً كانت بسيطة حيث يشترين قطعة قماش لخياطتها لأيام العيد اما الآن فيردنّ ان يشترينّ لكل يوم من ايام العيد “بدلة” أو “فستانا” ليكون كل يوم يختلف عن اليوم الذي يليه وبصيحات مختلفة مكملةً بالاكسسوارات والحذاء والحقيبة ولا ننسى العباية على آخر صيحة والمكياج والتسريحة والأظافر والحنة. ومقارنة بتجهيزات الرجال في الماضي يرتدي الرجل ثوبا وغترة لأيام العيد بينما الآن الرجل يكون اول يوم العيد بثوب وغترة بآخر صيحة للموضة ومسباح وساعة يد وقلم و”بوك” ونظارة بشرط ان يكونوا طقما كاملا مناسبا مع الحذاء.
وأضافت أم صالح أن العيد فرصة بالنسبة لبعض التجار الجشعين الذين يبالغون حتى في أسعار الأشياء التي كانت رخيصة الثمن.
وأضافت موضحة: الحركة الشرائية تشهد نشاطا بعد منتصف الشهر الكريم، بسبب الاقبال على شراء تجهيزات العيد من ملابس وفالة وديكورات وغيرها ولا شك أن هناك مبيعات جيدة طوال العام ولكن نستطيع أن نقول إن هناك بعض المناسبات تشهد زيادة في الطلب مثل الأعياد والمناسبات الاجتماعية، ولكن للتغلب على الغلاء فإنه من الأحسن التجهيز المبكر للعيد.
وعن العادات خلال العيد قالت الوالدة أم صالح: لازلنا نحافظ على تقاليدنا وعاداتنا خلال الشهر الفضيل، ونقوم بنفس الطقوس التي كننا نقوم بها قديما مع أهلنا، وما تغير هو بعض التفاصيل القليلة، والتي لا تضر ولا تؤثر على تقاليد مجتمعنا، ففي صباح العيد يحضر أبنائي وأسرهم لزيارتي والغذاء مجتمعين في بيتي، وينتظر الأحفاد العيدية التي تشكل فرحتهم.
«نار»
واعتبرت الآنسة سارة ناصر أن العيد فرصة للفرح لكن تنغصها الأسعار المرتفعة، وقالت سارة: نعم الأسعار مرتفعة ونار وبلا شك بشكل عام في قطر نعاني من الغلاء الفاحش في الأسعار على سبيل المثال دعونا نتحدث بشكل خاص في ايام العيد وغيرها من هذه المناسبات بالنسبة للملابس والأحذية تتفاوت الأسعار من مكان لآخر ولكن ليست رخيصة لذلك نرى الثقافة الحالية وبسبب الغلاء توجه بعض الناس إلى الشراء عن طريق المواقع الإلكترونية لأنها أرخص وأوفر للوقت في حين يفضل البعض الاخر السفر لدول المنطقة للتبضع هناك والتجهيز للعيد أو المناسبات لأن الأسعار مناسبة مع تنوع البضاعة اما الصالونات أسعارها مرتفعة مقارنة بالأسعار في دول المنطقة وكذلك الطعام والمطاعم أسعارها مرتفعة جدا ولا ننسى الأثاث والديكورات والزينة التي تحتاج السيدات تجديدها خلال العيد والمناسبات، وإذا تحدثت عن فالة العيد مثل المعمول والغريبة وحلويات العيد نرى أن هناك جشعا واستغلالا من بعض التجار في ارتفاع الأسعار وبعض الناس تكون مضطرة للشراء بسبب المناسبات والأعياد وغيرها ويؤدي تهافت الناس على الشراء إلى زيادة تهافت التجار.
وفي السياق لم تنف سارة أن بعض السيدات يبالغن في الشراء ويهتممن بالمظاهر أكثر مما يجب وهو ما يرفع مصاريف العيد إلى أرقام خيالية، لكن في العموم فإن العيد أصبح مكلفا جدا من الناحية المادية.
وأصبح جشع التجار واضحا لدرجة أن السائح الذي يزور الدولة لفترة محدودة أصبح عندما يأتي إلينا يشتكي من ارتفاع الأسعار.