على وقع المعارك بين الجيش والدعم السريع.. رائحة الموت تنبعث من أحياء بالخرطوم

alarab
حول العالم 18 مارس 2025 , 01:22ص
الخرطوم - أ. ف. ب

يعيش سكان مدينة الخرطوم في أوضاع إنسانية متردية ومأساوية بسبب الحرب التي تشهدها السودان، وتنبعث رائحة كريهة من حفرة للصرف الصحي في عدد من الأحياء، بينما ينهمك عناصر الهلال الأحمر في انتشال جثة منتفخة من تحت الأرض.
وقال متطوعون إن 14 جثة أخرى لا تزال تحت الأرض. وقال مدير الطب العدلي بولاية الخرطوم هشام زين العابدين لفرانس برس في الموقع إن بعض الجثث «عليها اثار اطلاق نار على رؤوسها وهي مهشمة الجماجم».
وأضاف أن الضحايا إما أُطلق عليهم الرصاص أو ضُربوا حتى الموت قبل إلقائهم في الحفرة.
وخلفه كان صندوق شاحنة يمتلئ بالجثث المُنتشلة من حفرة الصرف الصحي في منطقة شرق النيل، إحدى المناطق الشرقية للخرطوم والتي باتت الآن أنقاضا.
وألحقت الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين أضرارا كبيرة بمساحات واسعة من الأراضي.
ومنذ اندلاع الحرب فر أكثر من 3,5 ملايين شخص من سكان الخرطوم التي كانت ذات يوم مدينة تنبض بالحياة، وفق الأمم المتحدة.
ويعيش ملايين آخرون ممن هم غير قادرين أو غير راغبين في المغادرة، بين مبان مهجورة وهياكل سيارات وما يطلق عليه الجيش مقابر جماعية مخفية.
وتنتشر الأنقاض والحطام والإطارات المتروكة في الشوارع، وتجلس مجموعات صغيرة من الناس بين كل بضعة شوارع أمام مبانٍ ومتاجر فارغة منخورة بالرصاص.
وتوقفت المستشفيات والمدارس عن العمل. وعثر الجيش على العديد من المقابر الجماعية، إحداها في محكمة أم درمان.
وتبدو على المدنيين الذين ما زالوا في المدينة صدمة الحرب.
وقالت صلحة شمس الدين التي تسكن قرب الحفرة حيث ألقت قوات الدعم السريع جثثا «سمعت اصوات الرصاص ليلا عدة مرات كما شاهدتهم يلقون بجثث في البئر».
وبالنسبة لمن نجوا وشاهدوا استعادة الجيش للمنطقة مطلع الشهر، لا تزال الحياة تطرح صعوبات مستمرة. فالكهرباء مقطوعة والمياه النظيفة والطعام شحيحان.
وفي شارع هادئ في بحري، تجلس حوالى 40 امرأة تحت خيمة موقتة يُحضّرن وجبات الإفطار في مطبخ مجتمعي، وهو واحد من العديد من المطابخ التي عانت في ظل سيطرة قوات الدعم السريع. وتقوم النسوة بتحضير العصيدة والعدس في أوان كبيرة على نار الحطب. والغاز لم يعد متوافرا.