شخصيات عالمية بارزة تشيد بدور قمة الويب قطر في تشكيل مستقبل التكنولوجيا وريادة الأعمال

alarab
شخصيات عالمية بارزة تشيد بدور قمة الويب قطر في تشكيل مستقبل التكنولوجيا وريادة الأعمال
تكنولوجيا 18 مارس 2025 , 09:43م
الدوحة_العرب

 نجحت قمة الويب قطر، التي استضافت الدوحة نسختها الثانية الشهر الماضي، في ترسيخ مكانتها كمنصة عالمية للحوار حول مستقبل التكنولوجيا والابتكار وريادة الأعمال، حيث شهدت القمة مشاركة فاعلة من رواد الأعمال وقادة التكنولوجيا والشخصيات المؤثرة من أنحاء العالم، والذين أشادوا باستضافة قطر للحدث التكنولوجي الأضخم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

 

ومن بين الشخصيات البارزة التي شاركت في نقاشات القمة، النجم العالمي ورائد الأعمال ويل سميث، الذي طرح رؤى ملهمة حول آليات استشراف المستقبل في عالم الأعمال ومواجهة التحديات بعقلية منفتحة، وقال «كن فضولياً مثل الطفل الذي يطرح الأسئلة لأول مرة دون تردد. لا يوجد أسوأ من التظاهر بالمعرفة. من الأفضل بكثير تقبل عدم المعرفة، والتعلم من التجربة والانطلاق من هذه النقطة.»

وحول زيارته الأولى إلى الدوحة، وصف سميث قطر بأنها «دولة رائعة وهادئة»، مؤكداً أنها تشع «طاقة وحيوية لرسم ملامح المستقبل». وأضاف: «أحب هذا المكان. إنه مذهل. سعيد بوجودي هنا وبهذه الأجواء الرائعة. يبهرني أن أتواجد في مكان مفعم بالحماس لبناء المستقبل. أحييكم جميعاً على هذه الطاقة الإيجابية، والمساهمة في صنع غد أفضل لدولة قطر والشرق الأوسط، بل والعالم أجمع.»

من جهته، أعرب جاي شيتي، أحد أكثر الكتَّاب مبيعاً ومقدم بودكاست «أون بيربوس» الشهير، عن إعجابه بدولة قطر، لا سيما رعايتها ودعمها للكفاءات المحلية وتسليطها الضوء على التراث الثقافي للبلاد، قائلاً: «ما يبهرني في قطر هو استثمارها في ثروتها البشرية وفي مجتمعها. القادة هنا يقدمون للمبدعين الشباب دعماً مميزاً، كما أن دعوتهم للخبراء إلى قمة الويب للاستماع إلى رؤاهم وتجاربهم أمر يستحق الإشادة، وقد سعدنا بالمشاركة في فعاليات القمة.»

وأشار شيتي إلى أن زيارته الأولى للدوحة جاءت بعد سنوات من رغبته في التعرف عن كثب على الدولة التي باتت تحظى بحضور بارز على الساحة العالمية، خاصة بعد نجاحها في استضافة أحداث عالمية كبرى مثل كأس العالم FIFA قطر 2022™، مضيفاً: «المواهب هنا مذهلة، وبعد بضع سنوات، سننظر إلى قمة الويب قطر كمنصة انطلقت منها العديد من القصص الملهمة.»

كما شدد شيتي على أهمية امتلاك المبدعين في قطر لصوت أصيل يعبر عن قصصهم، قائلاً: «أشجع صناع المحتوى هنا على سرد قصصهم المحلية، عن التاريخ العربي أو التراث الإسلامي، بكل قوة وباللغة العربية.»

 

وفي السياق ذاته، تطرق مالكولم جلادويل، أحد أكثر الكتّاب مبيعاً وفق صحيفة نيويورك تايمز، إلى مساحة دولة قطر التي تمنحها مرونة كبيرة وميزة تنافسية في مسيرتها التنموية لتجربة أفكار جديدة وتبني الابتكار بوتيرة أسرع مقارنة بالدول الكبرى. وقال: «الدول صغيرة المساحة تمتلك فرصاً هائلة عندما يتعلق الأمر بالابتكار، فلديها ما يكفي من المرونة والقدرة على التحرك وتجربة كل جديد، وهو ما لا يتوافر للدول كبيرة المساحة التي تواجه تحديات بيروقراطية معقدة. هذه المرونة هي أحد مكامن القوة التي تتمتع بها قطر.»

وأشاد جلادويل بقمة الويب قطر باعتبارها منصة مثالية لتحفيز تبادل الأفكار بين ألمع العقول من مختلف الثقافات والقطاعات، قائلاً: «في عالمنا الرقمي المتغير، يجب علينا الحفاظ على هذه المساحات التي تمنح الفرصة لعقد لقاءات غير متوقعة، لأنها غالباً ما تكشف عن نوع جديد من الإبداع والأفكار غير التقليدية.»

وأضاف: «قطر مجتمع جديد يحمل إمكانيات غير محدودة، حيث يبدو أن كل شيء ممكناً، وهناك طموح ورغبة من الجميع في صناعة المستقبل.»

وفي إطار تعزيز صناعة البودكاست في المنطقة، تحدث كونال بيرن، الرئيس التنفيذي لمجموعة «آي هارت ميديا ديجيتال أوديو»، عن الشراكة الاستراتيجية التي جرى توقيعها بين مكتب الاتصال الحكومي وشركة «آي هارت ميديا»، أكبر ناشر للبودكاست في العالم، لإنشاء استوديو متخصص في هذا المجال في دولة قطر، ما سيعود بالفائدة على جمهور البودكاست وصناع المحتوى في قطر والمنطقة.

 

وقال بيرن: «لدينا تسجيلات تتجاوز مليون ساعة من النقاشات والحوارات المثمرة، والتي سيتمكن الجمهور حول العالم من الاستماع إليها بلغاتهم الأم والاستفادة منها.»، موضحاً أن هذه الخطوة ستفتح المجال أمام المبدعين، مثل مالكولم جلادويل وجاي شيتي، لتوسيع قاعدة مستمعيهم في الشرق الأوسط بشكل غير مسبوق.»

وأشار بيرن إلى دور الذكاء الاصطناعي في إحداث تحول نوعي في عالم التسويق الرقمي، مؤكداً أن التقنيات الحديثة ستحدث ثورة في تطوير المحتوى المرئي والمسموع، وهو ما سيعزز المحتوى الإبداعي ويساعد في توجيهه بدقة تراعي بعض العوامل مثل الموقع الجغرافي والفئات العمرية المستهدفة والتوقيت المناسب للنشر.

وأضاف أن تحديات اللغة تعد من العقبات الرئيسية أمام انتشار المحتوى الرقمي في بعض المناطق، قائلاً: «في الولايات المتحدة، رغم اختلاف اللهجات بين الولايات، يمكن للجميع استيعاب فحوى المحتوى بسهولة، لكن الأمر يختلف في مناطق مثل الشرق الأوسط، إذ تفرض الفروقات اللغوية تحدياً حقيقياً. وهنا قد يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في تجاوز هذه العقبة.»

يشار إلى أن قمة الويب قطر 2025 شهدت مشاركة أكثر من 25,700 شخص من 124 دولة، إلى جانب 723 مستثمراً، و168 شريكاً، و381 متحدثاً، و710 جهات إعلامية، و1,520 شركة ناشئة من بينها أكثر من 220 شركة ناشئة قطرية.

وتعزز استضافة قمة الويب من مكانة دولة قطر كمنصة بارزة لاستعراض أحدث الابتكارات والتواصل بين رواد الأعمال والشركات الناشئة والمستثمرين من أنحاء العالم، مما يعكس التزام الدولة ببناء بيئة تكنولوجية عالمية المستوى، تماشياً مع رؤية قطر الوطنية 2030.