تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر بدأت اليوم الأربعاء بمتحف الفن الإسلامي أعمال مؤتمر "حتماً قادر"، ومعرض "إلهام" الفني بحضور ممثلين عن عدد من الجهات المعنية بذوي الإعاقة وضيوف المؤتمر.

ويشارك في هذا الحدث الذي تنظمه شركة ساسول- قطر والمجلس الثقافي البريطاني، بالشراكة مع متاحف قطر، خبراء وفنانون محليون وعالميون لمناقشة قضايا الإعاقة ووسائل زيادة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع.

ويهدف مؤتمر "حتماً قادر" الذي يستمر يومين إلى مواجهة التصورات النمطية عن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وتغييرها من خلال الحوار والنقاش ومعرض "إلهام" الفني، وتبادل الخبرات حول النجاحات والتحديات في مجال الدمج، ومقارنة الخدمات والسياسات المحلية الخاصة بهذه الفئة المهمة مع الممارسات الدولية وتشجيع ذوي الاحتياجات الخاصة على تحقيق تطلعاتهم.

وأكد سعادة الدكتور عبدالله بن صالح الخليفي وزير العمل والشؤون الاجتماعية، أن التشريعات القطرية تضمنت في أكثر من جانب دعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في مجال رعايتهم الصحية والنفسية والتعليمية إلى جانب إدماجهم في سوق العمل بالدولة وفي جميع القطاعات.

وقال سعادته في كلمته التي ألقاها بالنيابة عنه سعادة السيد أحمد نصر النصر وكيل الوزارة المساعد للشؤون الاجتماعية، إن دولة قطر عنيت بتأسيس عدد من المراكز التي تقدم الخدمات والدعم لهذه الفئة التي ضمن لها حقوقها ديننا الإسلامي الحنيف والدستور القطري والتشريعات والقوانين المختلفة المعمول بها في الدولة.

وأشار إلى أن التحدي الآن يتمثل في تمكين القطاعات التنموية جميعا من تحقيق أهداف رؤية قطر 2030 من خلال بناء القدرات الذاتية التي تستوعب الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من منطلق توظيف قدراتهم، وهذا ما يعكسه شعار هذا المؤتمر "حتماً قادر".

وأضاف سعادة الدكتور الخليفي "بهذه المقاربة تواصل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التعاون مع القطاعات المختلفة في الدولة ومن خلال شراكات متكاملة لتحقيق عدة أهداف منها إعادة صياغة ثقافة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية باتجاه تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من جميع النواحي ومنها القدرة على الوصول والقدرة على توظيف مهاراتهم ومعارفهم بشكل عام".

كما أشار سعادته إلى أن هذا التعاون يهدف أيضا إلى تعميم الاستفادة من أفضل الممارسات الدولية في مجال دعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وإدماجهم بالقوى العاملة في الدولة بمنهجية علمية تستهدف استكشاف قدراتهم وتوظيفها والعمل على تطويرها، إلى جانب تعزيز الشراكة والتعاون بين مختلف الإدارات المعنية في الوزارة وبين مقدمي الخدمات من القطاعات المختلفة في الدولة، بما يحقق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 وينهض بتنفيذ متطلبات اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

وقال إن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تسعى لتحقيق تلك الأهداف، لتمكين ذوي الإعاقة من خلال تنفيذ عدة مشاريع وبرامج، منها برنامج تنمية القدرات الوطنية مع شركة" أوكسي" ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة "ديمه" وقياس قدرات واحتياجات الموظفين من هذه الفئة وبرنامج فن التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، إضافة إلى برنامج "ملتقانا".

واعتبر سعادة وزير العمل والشؤون الاجتماعية مؤتمر "حتماً قادر" فرصة للجميع من مؤسسات وجهات وأفراد لتبادل الخبرات واستعراض المعوقات واستشراف المستقبل لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة على الصعيدين الوطني والدولي.

بدورها أشارت السيدة سو أندروود مديرة متحف الأطفال في كلمتها خلال الافتتاح إلى عدد من البرامج والمشاريع لدعم وتعزيز حضور ذوي الاحتياجات الخاصة وإطلاق قدراتهم بالتعاون مع المؤسسات المعنية في الدولة.

إلى ذلك قال السيد مارجو لو رئيس شركة ساسول قطر، المنظمة للحدث، إن مؤتمر "حتماً قادر" ومعرض "إلهام" منصة مهمة لتسليط الضوء على الخبرات والتجارب وأفضل الممارسات العالمية في مجال دمج ذوي الاحتياجات الخاصة وتعزيز قدراتهم وإطلاق مواهبهم.

وأضاف "سيناقش مؤتمر "حتماً قادر" التشريعات والسياسات التي تضمن حصول الجميع على حقوق وفرص متساوية وحقوق الأفراد ذوي الإعاقة والتكنولوجيا التعليمية والدمج وغيرها من الموضوعات".. منوها بريادة دولة قطر في مجال سياسات النفاذ الإلكتروني من خلال تسهيل توفير الإنترنت لذوي الحاجات الخاصة.

وأشار إلى أن معرض "إلهام" الذي يفتتح بمتحف الفن الإسلامي على هامش المؤتمر ويستمر عشرة أيام يعكس مواهب فنانين محليين ودوليين من ذوي الإعاقة. وقال "من خلال الفن والحوار نستطيع مواجهة الصور النمطية عن ذوي الإعاقة".

من جانبه أوضح مارتن هوب مدير المجلس الثقافي البريطاني في قطر أن المؤتمر يجمع خبراء من جميع أنحاء العالم لمناقشة القضايا والموضوعات التي تهم ذوي الإعاقة. معبرا عن شكره لجميع الجهات الداعمة لهذا الحدث.

يشار إلى أن مؤتمر "حتماً قادر" يستند إلى مبادرة تحمل ذات الاسم أطلقتها شركة "ساسول قطر" في عام 2012 وتهدف إلى تسليط الضوء على المساهمات الإيجابية ومواهب ذوي الإعاقة.