خارطة كرة القدم العالمية تحدد موعد مونديال قطر
رياضة
18 مارس 2015 , 02:05م
زيورخ - قنا
تتجه أنظار عشاق كرة القدم العالمية عامة، والعربية خاصة نحو مدينة زيورخ السويسرية التي ستكون مسرحا لاجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الذي سيقام على مدى يومين يناقش خلالهما العديد من الموضوعات الساخنة التي تخص الساحرة المستديرة، وفي مقدمتها تحديد موعد إقامة مونديال عام 2022 الذي سيقام للمرة الأولى في الدوحة ومنطقة الشرق الأوسط، سواء كان في فصل الصيف أو الشتاء.
الجميع سيكون في انتظار القرار النهائي للـ"فيفا"، الذي سيترتب عليه تغيير خارطة كرة القدم العالمية رأسا على عقب حال كان القرار بإقامة المونديال في فصل الشتاء، أم إذا كان القرار بتثبيت موعده في الصيف فإن عجلة الساحرة المستديرة ستواصل دورانها على نفس المنوال، انتظارا لإبداعات قطر ومواصلة خطواتها الناجحة التي بدأت منذ الفوز بحق استضافة المونديال، وتنظيم "مونديال مثالي" كما قدمته على أرض الواقع من خلال الشروط التي تعهدت بتنفيذها في ملفها الرسمي، في ظل تأكيداتها المستمرة لجاهزيتها لاستضافة الحدث في أي موعد يقرره "فيفا".
ورغم أن اجتماع "فيفا" برئاسة السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد سيناقش جملة من الموضوعات الأخرى منها استعدادات روسيا لاستضافة النسخة المقبلة من المونديال عام 2018، واختيار الدولة المنظمة لمونديال الأندية عامي 2017 و2018، والنظر في ترشيحات الدول الراغبة في تنظيم مونديال كرة القدم النسائية عام 2019، وفحص التقارير الخاصة بالبطولات الأولمبية قبل دورة ريو دي جانيرو التي ستقام العام المقبل، فضلا عما يستجد من أعمال أخرى، فإن قرار تحديد موعد مونديال قطر يطغى على جميع الموضوعات من حيث أهميته في حسم الجدل الدائر حول هذا الأمر، وإغلاق الباب نهائيا على المزاعم التي تتهم قطر بالفساد وتقديم الرشاوى التي طالت عملية تقديم العطاءات لتنظيم كأس العالم 2022، وذلك في ظل تبرئة تحقيقات الـ"فيفا" للدوحة.
يأتي اجتماع اللجنة التنفيذية للـ"فيفا" بعد شهر تقريبا من الاجتماع الذي عقده فريق العمل التابع للاتحاد الدولي لكرة القدم، الخاص بمناقشة جميع الاقتراحات مع الجهات المعنية بتحديد موعد مونديال قطر، في الدوحة خلال شهر فبراير الماضي، والذي أسفر عن الخروج بتوصية مفادها إقامة نهائيات "مونديال قطر 2022" في شهري نوفمبر وديسمبر خلال فصل الشتاء لتفادي درجة الحرارة المرتفعة.
وأعقب فريق العمل التابع للـ"فيفا" برئاسة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي، اجتماعه الأول باجتماع آخر مع اللجنة المحلية المنظمة لمونديال 2022، شهد عرض الشؤون المتعلقة باللجنة المنظمة وآليات التعاون ومساحات العمل المشتركة بين اللجنة المحلية واللجنة العليا للمشاريع والإرث، فضلا عن عرض الإنجازات التي تحققت والمحطات الرئيسية المقبلة المتعلقة بتنظيم قطر للمونديال، بالإضافة إلى آخر تطورات العمل المشترك بين اللجنة والـ"فيفا" فيما يتعلق بالشؤون القانونية والمالية، وكذلك عرض ومناقشة المخطط الرئيسي للعمليات التشغيلية لبطولة كأس العالم 2022.
ورغم توصية فريق العمل التابع للـ"فيفا"، وخروج أكثر من مسؤول في الاتحاد الدولي لكرة القدم يؤيد إقامة مونديال 2022 في فصل الشتاء، وفي مقدمتهم جيروم فالكه الأمين العام للـ"فيفا"، فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم أكد في بيان له بعد ختام اجتماع فريق العمل أن التوصية باتجاه المونديال خلال شهري نوفمبر وديسمبر موجودة على الطاولة، ولكنه شدد في الوقت نفسه على أن هناك خيارات أخرى لتحديد موعد المونديال مطروحة على الساحة، وأبرزها إقامة البطولة في شهري يناير وفبراير.
وبذل الاتحاد الدولي مجهودات كبيرة في الفترة الأخيرة من أجل الخروج من أزمة موعد مونديال قطر، حيث شكل لجنة برئاسة الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي بعد اجتماعه في شهر أكتوبر عام 2013 لمناقشة جميع الاقتراحات مع الجهات المعنية لتحديد موعد المونديال، وقد أطلقت اللجنة حملة استشارات من أجل البت في موعد إقامة مونديال 2022 سواء في الصيف أو الشتاء.
وعقدت اللجنة منذ تكوينها ثلاثة اجتماعات، أولها كان في شهر سبتمبر 2014، والثاني في شهر أكتوبر من نفس العام، والثالث كان في الدوحة يوم الثالث والعشرين من شهر فبراير الماضي، كما عقدت اللجنة اجتماعا مع اللجنة المحلية المنظمة لمونديال 2022 لبحث الاستقرار النهائي على الموعد.
وحضر جميع الاجتماعات إلى جانب رئيس الاتحاد الآسيوي جيروم فالكه الأمين العام للاتحاد الدولي.
ورغم جهود الـ"فيفا" المستمرة ومحاولات التوافق على موعد لمونديال قطر يرضي جميع الأطراف، فإن هذا لم ير النور لمدة قرابة العامين، حيث طالبت الـ"فيفا" بإقامة المونديال في شهري نوفمبر وديسمبر، وهو ما لم يتوافق مع الاتحاد الأوروبي الذي ارتأى إقامة المونديال في شهري يناير وفبراير، بينما اقترحت رابطة الأندية الأوروبية إقامة البطولة في الفترة من نهاية أبريل إلى نهاية مايو، وذلك لأن إقامتها في الشتاء سيضر بالبطولات الأوروبية لأن ذلك يتطلب توقف أبرز البطولات في القارة لمدة ستة أسابيع كاملة.
في المقابل كانت قطر بعيدة تماما عن التجاذبات الخاصة بموعد إقامة مونديال 2022، بل وخرجت أمام العالم أجمع وأكدت مرارا وتكرارا أنها مستعدة لاستضافة كأس العالم سواء في فصل الصيف أو شتاء.
ووعدت بإنشاء ملاعب ومناطق للمشجعين مكيفة الهواء للتغلب على حرارة الصيف المرتفعة.
ولم تكتف الدوحة بذلك فقط، بل قامت بخطوات عملية للكشف عن مدى جهوزيتها لجميع الاحتمالات ومنها إقامة مناطق تشجيع مكيفة في الدوحة استقطبت الآلاف من المشجعين خلال مونديال البرازيل الصيف الماضي.