سلطان المسيفري: «نوماس» موسوعة علم تحافظ على « تراث الهجن»

alarab
محليات 18 فبراير 2021 , 12:40ص
الدوحة - العرب

مدرب الدورة لـ «العرب»: إقبال كبير من الأسر القطرية.. وحرص على التواجد أثناء التدريب

مجسّمات مُعقّمة لتعليم ركوب الهجن تعوّض التدريب الميداني

نشارك في مسابقات «شد الذلول» و «أدب الذلول» والسباق التراثي في الشحانية

اعتبر سلطان المسيفري مدرب ركوب الهجن في مركز نوماس «حاضنة الثقافة القطرية»، إن المركز يُعد موسوعة علم وتراث تحافظ على تقاليد الآباء والأجداد في ركوب الهجن ونقلها إلى أشبال المستقبل بإبداع الحاضر وثقافة العصر، مضيفاً أن دورة ركوب الهجن من الدورات ذات الإقبال الكبير من الأسر القطرية. وقال المسيفري في تصريحات لـ «العرب»: إن دورة ركوب الهجن تهدف إلى تعليم النشء فن التعامل مع الناقة، سواء في طريقة إطعامها أو إشرابها، موضحاً أن طريقة التدريس تسير وفق نهج الأولين، والمركز حريص على نقل الصورة من الأجداد إلى الأبناء.

أضاف المسيفري أن الدورة لها قيم كثيرة يتم غرسها في المتدربين مثل: الحكمة والصبر وتعزيز الهوية الوطنية والرفق والرحمة والشجاعة والتعاون وتحمل المسؤولية وتقدير واحترام تراث الأجداد وسداد الرأي، من خلال اختيار أسهل وأسرع طريق أثناء ركوب الهجن، مؤكداً أن تلك الأمور لا يمكن أن يتعلمها النشء في الكتب أو في المدارس.
وشدد على أن الأسر القطرية حريصة على حضور أبنائهم خلال التدريب من أجل التقاط فيديو كامل للتدريب من أجل سؤال أبنائهم في البيوت عما تدرب عليه في الدورة، مضيفاً أن بعض أولياء الأمور يأتون في اليوم التالي يطالبون بالتركيز على بعض النقاط التي لم يستوعبها أبناؤهم.
وأشاد المسيفري بهذا الحرص الكبير من أولياء الأمور، معتبراً أن ذلك يدعم تخريج متدربين متميزين في ركوب الهجن، «مما يثلج صدري ويدخل السرور على قلبي، ويعكس اهتمام الأسر القطرية بتراث الآباء والأجداد».


وأكد المسيفري أن النشء يتعلم خلال الدورة عدة أمور هي: التعرف على مسميات السرج والشداد وكيفية تركيبه، والعناية بالهجن ورعايتها وتطبيق عملي للركوب والتعرف على أجزاء ومسميات الهجن، واستعراض المهارات خلال الركوب، موضحاً أن التدريب الميداني من خلال قطع مسافات طويلة أكثر من 5 كيلو مترات يكسب المتدرب خبرات كبيرة وبشكل أسرع، سواء في طريقة التحكم بالهجن أو إيقافه.

مراجعة الأساسيات
وأشار إلى أنه على مدار مدة الدورة تتم مراجعة كافة الأمور الخاصة بأساسيات ركوب الهجن مع المشاركين، سواء فيما يخص الركوب أو النزول أو السباقات وغيرها من الأمور الأخرى.
وعن التدريب العملي، قال: «في البداية نعلم النشء فن التعامل مع الهجن من حيث كيفية الوقوف أمامها والتحكم بها وطريق المشي والمكان المناسب للوقوف بجوار الهجن، إضافة إلى طريقة الركوب والنزول من على الناقة وطريقة نهوضها، والتخاطب مع الهجن من أجل تهدئتها».
وعن تقديم دورة ركوب الهجن «أونلاين»، أوضح أن الشق النظري سيركز على التعريف بالمسميات وتقديم مواد نظرية للتمييز بين التعامل الصحيح مع الهجن وبين التعامل الخاطئ، كما يوفر المركز بعض المواد الملموسة المعقمة المخصصة لتعليم ركوب الهجن، وإيصالها إلى منازل المتدربين، مؤكداً أن المركز يكسر حاجز «كورونا» بتذليل الصعاب أمام النشء عبر الدورات أونلاين.
أما الشق العملي، فأضاف المسيفري أن المركز يحاول تعويضه من خلال فيديوهات للتعليم على أشياء مشابهة بالمنزل لركوب الهجن.
وعن مشاركات شباب المركز في مسابقات محلية، قال إنه تتم المشاركة في مسابقات شد الذلول وأدب الذلول والسباق التراثي في الشحانية، التي تقام بشكل سنوي، ولها جوائز قيمة تحفز المجتمع القطري على تعليم التراث القديم لأبنائهم والمشاركة في المسابقات الشعبية.
وأضاف مدرب ركوب الهجن، أن النشء الذي يجتاز جميع الدورات يتأهل إلى «سيف العقيد»، وبعدها يتم اختياره للمشاركة في المسابقات الدولية مثلما حدث في احتفالات كأس العالم لكرة القدم في روسيا.
وشدد المسيفري على أن مركز نوماس يسعى إلى توفير المعلومات بكافة الطرق سواء كتابية أو فيديوهات؛ للحفاظ على تراث ركوب الهجن، مشيراً إلى أنه يُعد موسوعة علم ينقلها من الأجداد إلى أشبال المستقبل.
وأكد أن هناك إقبالاً كبيراً من جانب أهل قطر على تدريبات الهجن في المركز، وهو ما يؤكد أن هناك حرصاً كبيراً من الجميع على دعم هذا الموروث، والرغبة في الحفاظ عليه؛ كونه توارثناه عن الآباء والأجداد، خاصة أن أولادنا أصبحوا محاطين بأمور كثيرة مرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة والعولمة، ويفترض بنا وسط كل هذا أن نربطهم بتراث أجدادهم ونجعلهم دائماً شغوفين بهذا التراث وعادات وتقاليد بلادنا.
وذكر المسيفري أن التسجيل في دورات الهجن يكون عن طريق إدارة المركز بكل سهولة ويسر، ولكن حالياً الدورات ستكون عن بُعد، والكل لديه فرصة للمشاركة في الدورات التي يطرحها المركز، وأن المركز يقبل الأولاد من سن العاشرة تقريباً فما فوق، وهي المراحل السنية التي يستطيع فيها الولد استيعاب التدريب وما يقدم له فيما يخص الهجن.

دورات عن بعد
وقد قرر مركز «نوماس» تقديم دوراته التراثية خلال الفترة المقبلة عن بُعد بنظام «أونلاين»، والتوقف عن تقديمها داخل مقره بالدفنة، وذلك إيماناً من المركز بالمسؤولية المجتمعية تجاه الدولة، واتباعاً للإجراءات الاحترازية وتعليمات اللجنة العليا لإدارة الأزمات، التي اتخذت مؤخراً مع تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا.
وقال السيد جاسم المعاضيد رئيس قسم الأنشطة بالمركز: إن الدورات التي ستقدم عن بُعد هي آداب المجلس والعرضة والصقارة، موضحاً أن التسجيل سيكون عبر خدمة واتسآب أو الاتصال الهاتفي حرصاً على التباعد الاجتماعي.
ويعمل مركز نوماس على إعداد جيل يتميز بالقيم والسلوكيات الإسلامية والعربية الأصيلة، وأن يكون المركز حلقة الوصل بين حاملي الإرث الثقافي القطري والنشء، وتعزيز قيمة الهوية والأصالة القطرية، وتشجيع النشء على الإبداع والابتكار وتنمية القدرات وغرس روح الانتماء والمواطنة والمشاركة في الفعاليات المختلفة محلياً وعالمياً.
ويحرص المركز من خلال أنشطته على التركيز على خلق مجتمع واعٍ بالعادات الأصيلة في الحل والسفر وفي البر والبحر وشتى مناحي الحياة، كل ذلك في إطار من الدين والخلق الرفيع وإكسابهم المهارات التي تؤهلهم إلى الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية، والفئة المستهدفة ستكون من سن 8 إلى 14 سنة.