مصر.. وفاة الشيخ عمر عبدالرحمن بالسجون الأمريكية
حول العالم
18 فبراير 2017 , 06:23م
متابعات
أعلنت أسماء ابنة الشيخ المصري عمر عبد الرحمن، وفاة والدها داخل أحد السجون الأمريكية.
وقالت أسماء فى بيان مختصر على صفحتها بـ"فيس بوك": "الشيخ عمر عبدالرحمن توفاه الله".
يذكر أن الشيخ عمر عبد الرحمن كفيف ويقبع فى السجون الأمريكية منذ أكثر من عشرين عاما بتهم أنه من الإسلاميين المتشددين على حد وصفهم.
كان خالد نجل الشيخ عمر عبد الرحمن، قد أكد اليوم أن والده يرقد داخل سجنه الانفرادي في حالة مرضية خطيرة جدًا، وأصبح بين الحياة والموت.
وقال نجل الشيخ عبد الرحمن، إنهم تلقوا اتصالًا من المخابرات الأمريكية اليوم، تخبرهم بأن الشيخ مريض جدا وأن يطلبوا من السفارة الأمريكية في مصر رجوعه، مشددا أنه في مكالمته الوحيدة لهم منذ تولى ترامب الرئاسة قال "إنهم منعوا عنه الأدوية والراديو وأن هذه ربما تكون هي المكالمة الأخيرة، يا تلحقونى يا متلحقونيش".
وأضاف نجل الشيخ عمر عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، "ألم يكفهم أربع وعشرون عاما من الحبس الانفرادي لا يكلم أحدا ولا يتكلم مع أحد، وتسلط عليه الكاميرات خلال الأربع والعشرين ساعة حتى أثناء قضاء حاجته وأثناء الاغتسال، ويجردونه من ملابسه كما ولدته أمه وينظرون في عورته وساعتها يقول الوالد أود أن تنشق الأرض وتبتلعني خير لي من أقف هذا الموقف واسألهم عن أي شيء تبحثون فيقولون بكل سخرية واستهزاء عن المخدرات وعن المتفجرات".
وتابع : "ألم يكفهم رجل كبير طاعن في السن بلغ من العمر أرذله حيث يبلغ الوالد ما شاء الله من العمر (79) عاما، فضلا عن كونه كفيف البصر مقعدا يجلس على كرسي متحرك مصابا بالسكر والضغط وورم في البنكرياس وإحدى قدميه متفحمة؛ كل هذا والشيخ بفضل الله صابر محتسب إلا أننا فوجئنا أخيرا بمنع الوسيلة الوحيدة التي من خلالها يستطيع الوالد معرفة ما يدور في العالم من أحداث وتؤنسه في وحدته (الراديو)".
وقال خالد نجل الشيخ: "إضافة إلى المعاملة السيئة التي يعاملونه بها، وتدهور حالته الصحية تدهورا خطيرا يوشك أن يقضي على حياته حيث إن الشيخ حينما يريد أن يقوم من على الكرسي المتحرك وينتقل إلى السرير لا تحمله قدمه فيقع على الأرض ويظل ملقى على الأرض بالثلاث ساعات حيث البرد السقيع والألم الشديد إلى أن يأتي أحد حراس السجن ويجلسه على السرير، يقول الشيخ ويتكرر هذا معي كل يوم".
عمر عبد الرحمن عالم أزهري مصري. وهو الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية، له مجموعة من المؤلفات، كان معارضا سياسيا لنظام الحكم في مصر، اعتقل في الولايات المتحدة ويقضي فيها عقوبة السجن المؤبد بتهمة التآمر، في قضية تفجيرات نيويورك سنة 1993، التهم التي نفاها عمر.
ولد بمدينة الجمالية بالدقهلية عام 1938، فقد البصر بعد عشرة أشهر من ولادته، حصل على الثانوية الأزهرية عام 1960، ثم التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة ودرس فيها حتى تخرج منها في 1965 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وتم تعيينه في وزارة الأوقاف إماماً لمسجد في إحدى قرى الفيوم، ثم حصل على شهادة الماجستير، وعمل معيداً بالكلية مع استمراره بالخطابة متطوعاً، أوقف عن العمل في الكلية عام 1969، وفي أواخر تلك السنة رفعت عنه عقوبة الاستيداع، لكن تم نقله من الجامعة من معيد بها إلى إدارة الأزهر بدون عمل، واستمرت المضايقات على هذا الحال، حتى تم اعتقاله في 13 أكتوبر 1970 بعد وفاة جمال عبد الناصر.
بعد الإفراج عنه، وعلى رغم التضييق الشديد الذي تعرض له بعد خروجه من السجن إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة طلب العلم، فتمكن من الحصول على الـ "دكتوراه"، وكان موضوعها؛ "موقف القرآن من خصومه كما تصوره سورة التوبة"، وحصل على "رسالة العالمية" بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، إلا أن تم مُنعه من التعيين. استمر المنع حتى صيف 1973 حيث استدعته الجامعة وأخبرته عن وجود وظائف شاغرة بكلية البنات وأصول الدين، واختار أسيوط، ومكث بالكلية أربع سنوات حتى 1977، ثم أعير إلى كلية البنات بالرياض حتى سنة 1980، ثم عاد إلى مصر.
في سبتمبر 1981 تم اعتقاله ضمن قرارات التحفظ، فتمكن من الهرب، حتى تم القبض عليه في أكتوبر 1981 وتمت محاكمته في قضية اغتيال السادات أمام المحكمة العسكرية ومحكمة أمن الدولة العليا، وحصل على البراءة في القضيتين وخرج من المعتقل في 2 أكتوبر 1984.
الاعتقال في أمريكا
سافر إلى الولايات المتحدة ليقيم في ولاية نيوجرسي، واعتقل هناك بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993، وأعلن تأييده لمبادرة وقف العنف التي أعلنتها الجماعة بمصر عام 1997.
تهمته هي التحريض علي العنف وارتكاب جرائم ضد الحكومة الأمريكية، منها التحريض علي تفجير مركز التجارة العالمي، والدليل الوحيد هي معلومات مخبر مصري من جهاز أمن الدولة، حيث لعبت وقتها الحكومة المصرية دوراً في إثبات التهم عليه، ورفضت تسلمه رغم عرض واشنطن ذلك عليها أكثر من مرة.
كونه ضرير وعمره يتجاوز السبعين عاماً، ومصاب بعدة أمراض، من بينها سرطان البنكرياس والسكري، والروماتيزم والصداع المزمن، وأمراض القلب والضغط وعدم القدرة على الحركة إلا علي كرسي متحرك، وفي حبس انفرادي بلا مرافق، مقطوعة اتصالاته الخارجية، جعل المجتمع المدني يتدخل للوقوف معه، وكانت من بينهم المحامية الناشطة الحقوقية إلين ستيورات التي كانت تدافع عنه، والتي تم سجنها بتهمة مساعدته وتوصيل رسائله إلى أسرته وتلاميذه.
//إ.م/س.س