لم يتركن لعاديات الزمن، أن تؤثر فيهن، ولم يستسلمن لوهن عظامهن، رغم التجاعيد التي حفرت أخاديد على وجناتهن، وبقيت روحهن وثابة وإرادتهن صلبة لينخرطن بكل إيجابية في تطوير مهاراتهن والإسهام في خدمة المجتمع.
استطاع «مقعد الضحى» الذي تم تأسيسه عام 2009 بمدينة الخور، لم شملهن، واستثمر في أعز ما يملكن وهو «وقت فراغهن»، واستعان بما يملكن من مخزون ورصيد معرفي للحفاظ على موروثنا ونقله للأجيال المتعاقبة.
يقدم المقعد الذي تجتمع فيه الأمهات المتقاعدات من عمر 60 عاما فما فوق، كل «ثلاثاء» بمقره في استاد البيت، برامج وحرفا يدوية من التراث القطري، بالإضافة إلى مسابقات وورش تعليمية، وعروض متنوعة تستفيد منها الأمهات في اكتساب معلومات جديدة، وتطوير مهاراتهن.
وقالت السيدة ماجدة الكواري مدير إدارة برنامج «مقعد الضحى» بمركز قدرات للتنمية فرع الخور في تصريح لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، إن البرنامج الذي يقام كل ثلاثاء، يقدم مجموعة من الفعاليات والدورات الإثرائية لحوالي 45 من الأمهات وكبيرات السن والمتقاعدات المنتسبات للمركز، مشيرة إلى أن تلك الدورات تسهم في تعليم الأمهات العديد من الأمور الحياتية المهمة، إلى جانب إقامة عدد من الدورات والورش التدريبية التي يستفدن منها في مجالات عدة.
وأضافت: يسهم برنامج مقعد الضحى لأن تكون المرأة القطرية قادرة على استثمار طاقاتها لتطوير المجتمع والاستفادة من خبرتها من خلال إعدادها وتدريبها وتشجيعها على حضور البرامج والورش التدريبية التي يقيمها المقعد باستمرار، إلى جانب إقامة برامج تدريبية متنوعة منها الرياضية في حديقة استاد البيت وحول مقر المقعد.
ولفتت مديرة «مقعد الضحى»، إلى أن البرنامج يهدف إلى دمج الأمهات وانخراطهن في المجتمع والمساهمة في تفعيل التواصل بينهن وتبادل الخبرات والمعرفة بينهن، علاوة على نسج روابط وصداقات بين الأمهات، منوهة بأن للبرنامج عدة فروع أولها الفرع الواقع في مدينة الخور والذي تم تأسيسه منذ حوالي 17 سنة خلت.. وتم افتتاح المقر الآخر في الدوحة، وكذلك في منطقة الرويس بالشمال.
وأشارت إلى أن المركز يقدم مجموعة من الفعاليات والدورات والورش الهادفة، منها الحياكة اليدوية والتطريز التقليدي وصنع الدمى والعرائس، بالإضافة إلى رواية القصص الشعبية وحكايات الماضي العريق.