ربما خسرت الكرة القطرية الوصول الى نهائي خليجي 25 بعد الخسارة امام العراق صاحب الملعب والجمهور وبصعوبة 1-2 في مباراة نصف النهائي اول أمس، لكنها خرجت بمكاسب عديدة وإيجابية أهمها وأبرزها استعادة الثقة الجماهيرية والامل في المستقبل بعد الإخفاق في مونديال 2022
كسبت الكرة القطرية أيضا منتخبنا جديدا، وجيلا جديدا يؤكد انه مستمر في العطاء.. قادر على ان يسهم في تحقيق إنجازات جديدة في القريب العاجل
وكسبت الكرة القطرية والعنابي أيضا مدربا جديدا وكفئا هو البرتغالي برونو بينيرو الذي تولى المهمة في ظروف صعبة، ووسط غيابات كثيرة للعناصر الأساسية، ووجود أسماء تلعب للمرة الأولى باسم قطر، وبدون اعداد جيد او مباريات ودية قوية تهيأ الفريق للمنافسات القوية، وهو ما يجعل الجماهير تشعر بالاطمئنان على قيادة هذا المدرب للعنابي الاوليمبي وتحقيق حلمها في العودة الى الأولمبياد من جديد والتأهل الى باريس 2024.
خسر عنابي (25) المنافسة على لقب كأس الخليج، لكنه كسب الكثير والكثير، واثبت للجميع ان ما حدث في مونديال 2022 كبوة جواد وهو قادر على تعويضها في اسيا 2023 وفي مونديال 2026 بعد إعادة بنائه وتكوينه واعداده بشكل أفضل .
كان العنابي (الجديد) وابناؤه وشبابه ورجاله عند حسن الظن بهم، فتفوقوا على منتخبات اقوى وأكبر منهم سنا، وقدموا أداء يليق بالكرة القطرية وبالعنابي الأول بطل اسيا 2019 حتى الان، وتأهل بجدارة الى نصف النهائي، ولو حالفه التوفيق في مباراة العراق لتعادل على اقل تقدير، وخاض الوقت الإضافي ثم ركلات الجزاء الترجيحية، لكنها العارضة التي حرمته التعادل في الوقت القاتل.
ما تحقق في خليجي 25 هو مجرد بداية، ورسالة اطمئنان للجماهير القطرية بان منتخبنا قد يمرض لكنه لا يموت، وقد يتعثر لكنه ينهض دائما ويعود اقوى مما كان عليه، وهو ما حدث بالفعل حيث ظهر منتخبنا بشكل جيد للغاية رغم انها المرة الأولى التي يلعب نجومه مع بعضهم البعض وتحت قيادة مدرب جديد، ورغم ان فترة الاعداد لم تكن قوية، وخلت من المباريات الودية.
ما حققه منتخبنا في خليجي 25 وفي ظل هذه الظروف الصعبة، بمثابة دعوة للمحافظة عليه وعلى نجومه الجدد، سواء بالاستمرار مع العنابي الأول أمثال مشعل برشم وهمام الأمين وإسماعيل محمد وعاصم مادبو وعلي اسد واحمد علاء وطارق سلمان ومحمد وعد
الى جانب دعم الشباب الجدد ومنحهم فرصة أكبر في المرحلة القادمة أمثال جاسم جابر وعمرو سراج وتميم منصور وخالد منير وحازم احمد
وهناك عناصر تستحق الاستمرار مع العنابي الاوليمبي في المرحلة القادمة بعد ان اثبتوا كفاءة كبيرة، ومنحوا الجماهير الامل في الوصول الى اوليمبياد باريس 2024 خاصة وان كأس اسيا تحت 23 سنة ستقام للمرة الثانية على ملاعبنا بداية العام القادم ان شاء الله .
دور كبير للثلاثي
رغم تألق كل اللاعبين دون استثناء، الا ان سر الأداء الجيد والتفوق العنابي في خليجي 25، يعود الى أداء ثلاثة من اللاعبين أولهم عاصم مادبو، وثانيهم علي اسد وثالثهم إسماعيل محمد .
مادبو وعلي اسد افتقدناهما كثيرا في مونديال 2022 رغم تواجدهما في صفوفه، وظلا دائما وأكثر الوقت على دكة البدلاء، بينما شارك إسماعيل محمد في المونديال وأعاد بينيرو اكتشافه في الظهير الأيمن وأيضا قائدا للفريق.
مدرب العنابي من خلال مادبو وعلي اسد، نجح في علاج أخطر مشكلة عانى منها خلال المونديال، وهي خط الوسط، وجاء بيينرو وأعاد مادبو الى التشكيل الأساسي، ودفع بعلي اسد أيضا بجانبه، فتحقق لمنتخبنا القوة في الدفاع، والخطورة في الهجوم.
مادبو ومعه محمد وعد اعادا للعنابي القوة التي افتقدها العنابي في الوسط، وكانت بمثابة خط الدفاع الاول لمنتخبنا، وكانا سدا منيعا امام الوسط الكويتي
اما علي اسد فكان العقل المفكر والقائد الذي يحرك الهجوم بنظرة فاحصة، وكل لمسة من لمساته كانت بمثابة فرصة عنابية خطيرة
لا يجب ان ننس هنا دور راس الحربة احمد علاء الذي اثبت انه لايزال مهاجما خطيرا وهدافا بارعا ويستحق مساحة وفرصة أكبر في المستقبل.
تميم وسراج.. مفاجأة جميلة
من المفاجآت الجميلة للعنابي في خليجي 25 ظهور الجناحين تميم منصور وعمرو سراج بشكل جيد للغاية مع الاعتماد عليهما في التشكيل الأساسي خاصة عمرو سراج الذي أعاد اكتشاف نفسه كمهاجم وكهداف أيضا حيث سجل هدفين وحرمته العارضة من الهدف الثالث وصدارة الهدافين
ومشاركة تميم منصور صاحب هدف التعادل في الامارات والتأهل الى نصف النهائي، كانت مغامرة ناجحة غيرت تماما من شكل هجوم العنابي الذي كان نشطا بفضل حيوية النجمين الجديدين وأيضا مهاراتهما وتمتعهما بالسرعة الفائقة.
استراحة محارب للكبار
تألق بعض العناصر الأساسية، بجانب بعض الوجوه الشابة في خليجي 25، لن يكون بديلا عن (بعض) نجومنا الكبار الذين غابوا عن كأس الخليج في استراحة محارب، بعد الجهد الكبير الذي بذلوه منذ عدة سنوات، ولن يكون العنابي الأول في غنى عن جهودهم خاصة وانهم يجمعون بين السن الجيدة والخبرة الكبيرة التي اكتسبوها منذ سنوات طويلة باللعب مع العنابي أمثال سعد الشيب وحسن الهيدوس وأكرم عفيف والمعز علي وبوعلام خوخي وبيدرو ومحمد مونتاري وبسام الراوي، الذين يحتاج العنابي جهودهم في المرحلة القادمة بجانب العناصر الشابة والعناصر الجديدة .