نظّمت مؤسسة قطر مسابقة فنية لتغطية صناديق المرافق في حديقة الأكسجين حيث أتيحت للفنانين والمصممين المقيمين في قطر فرصة تحويل صناديق المرافق إلى لوحات فنية، على أن يتم عرض هذه الأعمال في المدينة التعليمية على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
وذكرت مؤسسة قطر على موقعها الالكتروني، أن المبادرة تهدف إلى إضفاء لمسة فنية على الأماكن العامة وتعزيز جمالية الحديقة وحيويتها، مع استخدام المُتاح من التجهيزات. وقد خضعت الأعمال الفنية للفائزين الستة في المسابقة للتنقيح والإنتاج والتركيب من قبل مؤسسة قطر.
وأشادت مها الكواري، إحدى الفائزات، بالدعم الذي تقدمه مؤسسة قطر للفنانين المحترفين والناشئين. وأعربت الفنانة القطرية، عن امتنانها الخاص لعرض أعمالها الفنية هذه خلال بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022™، على اعتبار أن الفن العام المتاح للجمهور، يثري تجربة السائح.
وقالت:» توفر بطولة كأس العالم فرصة سانحة للفنانين لإلهام ملايين الأشخاص من خلال إبداعاتهم الفنية، لا سيما وأن المشهد الفني في قطر آخذ في التطور والازدهار. بينما كنت منهمكة في التفكير بشأن ما يمكن أن يعزز من جمالية حديقة الأكسجين، تبادرت إلى ذهني فكرة رسم الحيوانات التي تعيش في الوسط البيئي القطري، بما يعطي للزوار لمحة مقتضبة عن الحياة البرية في قطر «.
وقالت شيخة آل ثاني، طالبة السنة الثانية في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، والمتخصصة في برنامج الرسم والطباعة، إن عالم الطبيعة والنباتات هو مصدر إلهامها وأن القطف، زهرة قطر الوطنية، هي ملهمتها.
وأضافت: «بصفتي فنانة قطرية، أردت أن أرسم شيئًا يعكس هوية بلدي. لقد تفاجأت عندما علمتُ أن الكثير من الناس لم يكونوا على دراية بأهمية زهرة القطف بالنسبة إلى تاريخ قطر وثقافتها».
وأوضح يوجين إسبينوسا، أحد كبار الفنانين البصريين والرسامين، أنه يستلهم أعماله الفنية من النظام الإيكولوجي الفريد للحياة البرية في قطر. وقال بهذا الخصوص: «لقد استلهمتُ عملي الفني، الذي يحمل عنوان سلسلة طيور النحام من مقال صحفي اطلعت عليه ذات صباح. لقد اندهشتُ لأن هناك الكثير مما يمكن أن تستكشفه في قطر، عدا المها العربي والغزلان. يمكنك رؤية طيور النحام في الجزيرة الأرجوانية، والتي تحط بها هذه الطيور طلبًا للراحة خلال رحلاتها من أوروبا إلى سيبيريا وإفريقيا «.
أما ندى خوزستاني، فهي تستمد إلهامها الفني من حياة النساء بشكل عام. وتوضح: «أستلهم أعمالي الفنية من الثقافة ومن واقع النساء في مجتمعي. إن منحنا كفنانات ناشئات فرصة للازدهار هو في حد ذاته إحدى الخطوات الرئيسية للارتقاء بالفن والنهوض بالمجتمع في قطر «.
الجدير بالذكر أن المسابقة شهدت تقديم العديد من المشاركات من فنانين قطريين ومقيمين من مختلف الفئات العمرية، بحيث أن أصغر فنان مشارك يبلغ من العمر 11 عامًا وأكبرهم 47 عامًا.
بالنسبة إلى نديش أناند، رسام مرئيات ثلاثية الأبعاد، فهو يعتقد أن بمقدور الفن أن يقوي الروابط بين الأجيال القادمة والقصص، وأن ما يلهمه هو تقاسم قصته الخاصة.
وأضاف قائلًا: «للفن ارتباط وثيق بالعواطف، إذ يمكنه أن يسلط الضوء على العديد من القصص دون استخدام السرد الكلامي. وهنا، باعتقادي، تكمن قوة الفنان – الذي بإمكانه أن يحقق نجاحات عالمية، مثل بيكاسو أو دافنشي أو وميكيلانجيلو.
من جهته، يستمد بنجامين قاسكل، 32 عامًا، إلهامه من ثقافة الشعب القطري الذي يعتز كثيرًا بالعيش بينهم منذ أربع سنوات، مضيفًا أن عرض أعماله الفنية في حديقة الأكسجين يعد فرصة نادرة للغاية.
وقال: «بصفتك فنانًا، من الصعب جدًا أن تعرض أعمالك على الجمهور الواسع، إذ حتى مع توفر وسائل التواصل الاجتماعي، فإن عملك لن يطلع عليه العديد من الناس ما لم يكن لديك عدد كبير من المتابعين. كما أن اللجوء إلى خيار عرض أعمالك في معرض فني يبقى شاقًا ومكلفًا. لذا، فإن مشروع مؤسسة قطر هذا لا يقدر بثمن بالنسبة للفنانين.