مطالب بفعاليات وأماكن خاصة بالنساء في اليوم الرياضي

alarab
تحقيقات 18 يناير 2016 , 01:50ص
رانيا غانم
دعت مواطنات ومقيمات إلى توفير أماكن خاصة بالنساء فقط خلال احتفالات اليوم الرياضي للدولة، لممارسة الرياضة والمشاركة في الفعاليات التي تقام في أنحاء الدولة في هذا اليوم، حتى يمكنهن الاستفادة من الألعاب والمسابقات الممتعة والمفيدة في الوقت ذاته.

وقالت مواطنات إنهن تمنين المشاركة في السنوات السابقة، لكن وجود الرجال مع النساء في الفعاليات -رغم إتاحة الكثير منها للجنسين- حال دون تمكنهن من ذلك، إما خجلا أو تمسكا بتعاليم الدين والعادات والتقاليد التي يحافظ عليها الشعب القطري، وطالبن بتوفير أماكن خاصة بالنساء فقط، أو بمشاركة الأطفال لتكون الأم برفقة أطفالها في هذا اليوم ويستمتع الجميع بالإثارة والمتعة والفائدة التي تملأ أرجاء الدولة في هذا اليوم.

وتقوم بعض الوزارات والهيئات فعليا بتخصيص أماكن للنساء للاحتفال بفعاليات اليوم الرياضي؛ وذلك حرصا على الخصوصية والعادات والأعراف، الأمر الذي لاقى قبولا وإعجابا كبيرين من الكثير من السيدات القطريات -إلى جانب الفعاليات الخاصة بالسيدات التي تقام داخل صالات لجنة رياضة المرأة- لكنها تظل مبادرات محدودة ودون المأمول ولا تغطي عدد الراغبات في ممارسة الرياضة في هذا اليوم بالخصوصية المطلوبة، وما يتناسب مع حجم المرأة في المجتمع وتعطشها لممارسة الرياضة، خاصة أن اليوم الرياضي يعد فرصة ممتازة لتعريف النساء بأهمية الرياضة وتوعيتهن بها وبسهولة القيام بها حتى ولو داخل المنزل، أو بتوجيههن للأماكن التي توجد بها صالات رياضية خاصة بالنساء والفتيات.

متفرجات فقط
وأكدت فتيات وسيدات استطلعت "العرب" آراءهن أنهن يأملن أن يجدن أماكن خاصة بهن ضمن الفعاليات، خاصة أنه يوم مثالي لجميع أفراد الأسرة، ولا يجب أن تحرم المرأة المحافظة منه.

وقالت الطالبة الجامعية (سارة.هـ) إنها تعتبر اليوم الرياضي مناسبة جميلة للغاية وتتميز بها دولة قطر، كما تجد الاستمتاع بالفعاليات باديا على الجميع، لكن ما يحزنها أنها وصديقاتها كن متفرجات فقط في هذا اليوم -رغم حرصهن على التواجد في الفعاليات المقامة- باليوم الرياضي الذي يفترض أن يمارس فيه الجميع الرياضة بأنفسهم ويتركوا مقاعد المتفرجين التي يجلسون عليها بقية أيام السنة؛ وذلك لوجود الرجال إلى جوارهن، ما يمنعهن من ممارسة بعض الرياضات الممتعة في هذا اليوم "منذ أن بدأت دولة قطر تخصيص يوم للاحتفاء بالرياضة وأنا وصديقاتي معا، أو حتى مع أسرتي، نحرص على الوجود، لكن للأسف لا أتمكن من ممارسة اللعب لوجود الرجال في نفس المكان، فليس من اللائق اللعب وأنا بعباءتي، رغم أنني أكون مرتدية لملابس رياضية تحتها وحذاء رياضي، لكن لا يمكنني بالطبع خلعها لوجود الرجال بجوارنا، ولكن لو كانت هناك أماكن خاصة بالنساء لاختلف الأمر، فأنا أرتدي ملابس رياضية تحت العباءة لهذا السبب، لكن أجد المكان الذي يمكن أن أمارس الألعاب فيه أنا وصديقاتي، سمعت أن بعض الأماكن توفر هذا لكن لا أعرف ما هي بالضبط، وإن شاء الله أحاول دراسة الفعاليات جيدا هذه السنة لأعرف أين يمكن أن أجد ما يناسبني، وأتمنى أن أجد الكثير منها فنحن فعلا نريد مشاركة الآخرين في اليوم الرياضي لدولتنا، فنحن أحق من الأجنبيات والجنسيات الأخرى اللاتي يمارسن الرياضة في أي مكان، وبالتالي تكون كل الفعاليات متاحة أمامهن، وأرجو أن تستجيب الجهات التي تقيم الفعاليات لمطالبنا".

مشاركة الأبناء
وتقول أم وضاح: كل سنة تتوجه أسرتنا للمشاركة في فعاليات اليوم الرياضي وتكون ممتعة للغاية، وكل مرة نختار مكانا للذهاب إليه، ففي العام الماضي توجهنا إلى كتارا، والعام السابق له أمضينا اليوم كله في أسباير، كما نمر على القرية الرياضية التي تكون مقامة على الكورنيش بجوار البريد؛ حيث يكون بها الكثير من الفعاليات المناسبة للصغار، ويستمتع أبنائي كثيرا باللعب، وهناك نجد الكثير من الألعاب التي تصلح للكبار ويشارك فيها الجميع رجالا ونساء، لكنني لا أتمكن من هذا فلا أفضل اللعب في وجود الرجال، رغم أن أبنائي يطلبون مني هذا خاصة عندما يرون أمهات أخريات يشاركن أبناءهن اللعب، فهم لا يستطيعون استيعاب الأسباب التي أسوقها لهم لعدم مشاركتهم اللعب؛ لذا أعتقد أنه لو كانت هناك صالات أو أماكن مخصصة للنساء لا يُسمح للرجال بدخولها أو اللعب بها، وتكون للنساء فقط أو مع بناتهن وأولادهن الذكور من الأعمار الصغيرة فإن هذا سيكون أمرا رائعا يتيح لنا أيضاً المشاركة في هذه الفعاليات".

نصف المجتمع
وتشير هنادي، وهي أم لطفلين موظفة، إلى أن اليوم الرياضي يرفع شعار الرياضة للجميع، لكن كثير من النساء لا يستطعن أن يكن من بين هذا الجميع بسبب الاختلاط الموجود في غالبية الفعاليات، وعدم تخصيص أماكن للسيدات لممارسة الرياضة إلا القليل منها فقط "كلنا سعداء بالاهتمام بالرياضة في قطر، وبتخصيص الدولة يوم للرياضة بها لتشجيع كل أفراد المجتمع على ممارستها، وهي تجربة رائدة تقوم بلدان خليجية الآن بتطبيقها لديهم بعد نجاحها في قطر، لكن بما أن المرأة هي نصف هذا المجتمع، فيجب أن يكون هناك اهتمام بها وتوفير الكثير من الفعاليات التي تناسبها في أماكن تضمن لها الخصوصية، لأننا في مجتمع محافظ ولا تسمح الغالبية فيه بممارسة الرياضة أمام الرجال، وغالبية النساء القطريات يرفضن هذا، ونجد أن الأجنبيات أو بعض النساء العربيات هن المستمتعات أكثر بممارسة الرياضة في الفعاليات المقامة، ونظل نحن نبحث هنا وهناك عن فعاليات نسائية فقط، صحيح قد نجد بعضها لكنها تكون قليلة وغير متوافرة في كل الأماكن مثل الفعاليات المختلطة؛ لذا نتمنى أن نجد هذه السنة فعاليات للنساء فقط تسمح لهن بالمشاركة الفعلية في هذا اليوم الرائع ومشاركة باقي أفراد المجتمع دون المساس بالعادات والتقاليد أو بحجابها وعباءتها".

أصبحت كبيرة
وترى أم مجد أن النساء هن الأكثر حاجة للعب وممارسة الرياضة والتعرف على رياضات جديدة، خاصة أن ثقافة ممارسة الرياضة والحفاظ على اللياقة البدنية غائبة عن الكثيرات، أما من لديهن الوعي بأهميتها ويرغبن بالفعل في ممارستها فلا يجدن أماكن متوفرة لهذا، وتكون الأماكن الموجودة إما بعيدة عن بيوتهن أو عليها قوائم انتظار طويلة مثل نادي السيدات بأسباير، أما الصالات الخاصة فلا تكون في كفاءة الأخرى التابعة للدولة كما تكون أسعار الاشتراكات فيها مرتفعة "أصبح اليوم الرياضي للدولة مناسبة جميلة للاستمتاع بممارسة الرياضة في كافة أنحاء الدولة والتي تتنافس كل الجهات والوزارات والشركات على المشاركة فيها، وأن يكون لهم فعاليات مميزة، لكن رغم كل هذا تكون كثير من السيدات في المجتمع خاصة المواطنات وبعض العربيات والمسلمات لا يتمكن من المشاركة في الألعاب والفعاليات نظرا لأن غالبيتها تكون مشتركة مع رجال، ولا توجد إلا أماكن محدودة خاصة بالنساء فقط، ما يحرمهن من المشاركة، وأتمنى أن نشاهد هذه السنة في اليوم الرياضي اهتماما أكثر بالمرأة وتخصيص ألعاب وصالات أو خيام خاصة بها فقط، وذلك لتشجيع النساء على ممارسة الرياضة وجذبهن إليها".

وتابعت: "الفتيات أيضاً في حاجة إلى الخصوصية، فابنتي مريم كانت تشارك من قبل في اليوم الرياضي، لكنها قالت إنها لن تشارك هذه السنة لأنها أصبحت كبيرة وتستحي من اللعب أمام الرجال والشباب، وبالفعل البنت الآن لديها 13 عاما وجسمها أصبح أنثويا أكثر، كما أنها أصبحت محجبة، وأنا أيدتها الرأي في هذا، لكن أخبرتها أن هناك بعض الأماكن تكون بها أماكن مخصصة للنساء والفتيات فقط، وأتمنى أن نجد بالقرب منا بعض هذه الأماكن حتى لا تحرم من ممارسة الرياضة التي تحبها، فهي الآن لا تشارك في أي لعبة رياضية، وستكون هي وقريناتها سعداء للغاية لو تمكن من اللعب والمرح في هذا اليوم الذي يكون مبهجا بشكل كبير، ونتمنى أن يكون للبنات الأكبر سنا والسيدات نصيب كبير من هذه البهجة والمرح في يوم استثنائي كهذا".

وأوضحت أم عبدالله أنها لا تشارك في فعاليات اليوم الرياضي، وإن كانت تتمنى أن تمارس الرياضة باستمرار، وقالت إنه لو كانت هناك أماكن مخصصة للسيدات فقط فلن تتردد في التوجه إليها والمشاركة في الفعاليات، خاصة أن أبناءها يمدحون كثيرا فيها ويسعدون للغاية بتواجدهم خلالها "لا أعلم إن كان بفعاليات اليوم الرياضي أماكن خاصة بالسيدات أم لا، وأتمنى أن تكون هذه موجودة بالفعل وأن يتم الإعلان عنها، لأنني وغيري كثيرات نتمنى المشاركة في هذه الفعاليات المميزة، لكننا بالطبع لن نلعب الرياضة في أماكن مختلطة، فعاداتنا وما تربينا عليه لا تسمح بهذا، وأتمنى أن تكون هناك بالفعل مثل هذه الأماكن المخصصة للنساء، بشرط ألا تدخلها الكاميرات حتى لا تفقدها هذه الخصوصية، لأن في بعض الفعاليات نجد أماكن مكتوب عليها المشاركة أو الدخول للنساء فقط، ثم نرى بالداخل آلات التصوير والمصورين أو المصورات، سواء للتلفزيون أو لتوثيق الفعالية للجهة نفسها، وأرى أن هذا لن يكون لائقا في فعالية رياضية تلعب فيها النساء الألعاب بملابس الرياضة".

وترى السيدة بثينة عبدالملك –اختصاصية اجتماعية- أن "النساء في العصر الحالي أكثر حاجة إلى ممارسة الرياضة بسبب انتشار السمنة وانتشار التكنولوجيا في المنزل والتي قللت كثيرا من الحركة والمرونة التي كانت تتمتع بها المرأة في السابق، وكذلك الاستعانة بالخادمات قلل من الحركة المطلوبة التي كانت تقوم بها جداتنا وأمهاتنا، فضلا عن انتشار الكثير من أمراض العصر وانتشار الطعام السريع وغير الصحي وكلها أمور تؤثر على النساء كثيرا وتجعلهن عرضة للكثير من الأمراض التي يمكن أن تكون الرياضة والانتظام في ممارستها وسيلة لوقاية منها، وقالت إن تشجيع المرأة على ممارسة الرياضة في اليوم الرياضي للدول من خلال توفير أماكن خاصة لها، سوف يدعم التوجه نحو الرياضة لأن هذا اليوم بالأساس هو وسيلة هامة وفعالة للتوعية بأهمية الرياضة وفوائدها كما تتيح للمرأة تجربتها والكشف عن الجوانب الخفية والممتعة فيها، فضلا عن الحديث عن أهميتها وكيفية ممارستها والكثير من الفوائد التي يمكن أن تعود على المرأة في هذا اليوم التثقيفي بامتياز قبل أن يكون ممتعا للغاية، وحتى لا تحرم الكثير من السيدات من هذا لا بد من الاهتمام بهن وبخصوصية المجتمع القطري المحافظ والأخذ في الحسبان المرأة القطرية وعاداتها وتقاليدها، ومن ثَمَّ تخصيص أماكن مغلقة وغير مجروحة للنساء ضمن فعاليات اليوم الرياضي والإفصاح عن هذا بشكل واضح لتتمكن كل النساء من التعرف عليه.