أكدت جامعة حمد بن خليفة أن شعار اليوم الوطني لدولة قطر 2021 «مرابع الأجداد.. أمانة»، يعكس ارتباط القطريين ببيئتهم وتراثهم العريق وإرثهم التليد. وقالت الجامعة في بيان بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للدولة: «نهدف إلى الإسهام في مسيرة التنمية ودعم التطور في قطاعات متعددة بدولة قطر والمنطقة بأسرها، فضلاً عن تدعيم مركزها وتأثيرها العالمي في الوقت نفسه.
وأضافت إنها تولي اهتماما كبيرا بالحفاظ على البيئة والثقافة القطرية العريقة والإرث الوطني من خلال كلياتها ومعاهدها البحثية. فعلى سبيل المثال، ينفذ معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة عددًا كبيرًا من المشاريع والمبادرات للحفاظ على البيئة، بينما تطرح كلية الدراسات الإسلامية برامج متخصصة للحفاظ على البيئة والثقافة والعمارة القطرية المتميزة، وتؤدي كلية العلوم الصحية والحيوية دورًا مهمًا في الحفاظ على الثقافة والتراث القطريين من خلال الجهود التي تبذلها لتعزيز رياضة الفروسية وتحسين خدمات الرعاية البيطرية للخيول.
التصدي لتحديات الطاقة
والبيئة والمياه
وأوضحت الجامعة أنه منذ إطلاقه قبل 10 سنوات، دأب معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة على دعم دولة قطر في مواجهة التحديات المتعلقة بالطاقة والبيئة والمياه. ويتعاون المعهد بشكل وثيق مع شركاء وطنيين ودوليين لتقديم حلول ملموسة لدولة قطر في الجهود التي تبذلها لمكافحة ظاهرة تغير المناخ، وتعزيز جهود الاستدامة داخل البلاد وخارجها. ويشمل هذا الدعم إجراء أبحاث متطورة والتوصل إلى ابتكارات في مجالات الطاقة، وجودة الهواء والمياه، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030، والاستراتيجية الوطنية للبحوث.
دمج مصادر الطاقة النظيفة
وأوضحت الجامعة أن معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة يؤدي دورًا محوريًا في مساعدة الدولة على دمج مصادر الطاقة النظيفة في الشبكة الوطنية للطاقة وتطوير سوق مستدامة للطاقة في قطر، لافتة إلى أن المعهد ساهم في إنشاء محطة سراج 1 الكهروضوئية (المعروفة أيضًا باسم محطة الخرسعة)، عبر توفير بيانات الإشعاع الشمسي ومراقبة عملية البناء بمساعدة الطائرات بدون طيار، من بين مساهماته الأخرى. وتُعدُ هذه المحطة من المحطات الرائدة في قطر، وتُمثل الخطوة الأولى على طريق تحقيق الهدف طويل الأجل لدولة قطر المتمثل في إنتاج 20 % من الكهرباء عبر الاستفادة من الطاقة الشمسية بحلول عام 2030. وفي وقت سابق من العام الحالي، أصدر المعهد أول أطلس قطر للطاقة الشمسية، وهي أداة تحدد كمية موارد الطاقة الشمسية في البلاد وتوزيعها الجغرافي.
وأوضحت الجامعة أن المعهد طور طريقة مبتكرة لتنظيف الألواح الكهروضوئية من الغبار بمساعدة الروبوتات الآلية في البيئات الصحراوية. وتُدار هذه العملية في إطار اتحاد الطاقة الشمسية التابع للمعهد، وهو الاتحاد الأول من نوعه على مستوى العالم، ويعزز سمعة قطر باعتباره مؤسسة عالمية رائدة في مجال أبحاث الطاقة الكهروضوئية.
معالجة تحديات المياه
وذكرت الجامعة أن معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة دأب على القيام بدور رائد في معالجة التحديات البيئية والمائية التي تواجه دولة قطر، لافتة إلى أن المعهد طور عددًا من الأنواع الجديدة من تكنولوجيا الترشيح، التي تعالج المشاكل البيئية بدايةً من إزالة قطرات الزيت الصغيرة من مياه البحر، وبالتالي حماية محطات التحلية، وصولاً إلى وحدات الترشيح المنزلية التي يمكنها المساهمة في التخلص من البكتيريا والملوثات الأخرى في إمدادات المياه المنزلية.
كما طور المعهد محطة تجريبية لتحلية مياه البحر أظهرت كفاءة أعلى وفعالية في الحفاظ على البيئة بشكل أفضل من التكنولوجيا التقليدية، سواء في استعادة الطاقة لتقليل استهلاك الطاقة الحرارية، وتعزيز الفعالية من حيث التكلفة. بالإضافة إلى ذلك، أنشأ المعهد برنامجًا تجريبيًا لتنقية مياه الصرف الصحي المعالجة من محطات معالجة مياه الصرف الصحي للمساعدة في تعزيز الاقتصاد الدائري للمياه، وتشجيع سكان دولة قطر على إعادة استخدام المياه المعالجة عالية الجودة بشكل متزايد.
تعزيز الاستدامة البيئية في قطر
وأكدت الجامعة أن معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة يقوم بدورٍ رائدٍ في طليعة الجهود الوطنية المبذولة لتعزيز الاستدامة البيئية في قطر، وأنه طور برامج بحثية متعددة التخصصات في مجال الاستدامة، وتغير المناخ، والكيمياء البيئية، وعلم الأحياء الدقيقة، وجودة الهواء؛ بهدف فهم التفاعل المعقد بين أنظمة الغلاف الجوي، والمياه، والأراضي، والاستفادة من تلك المعرفة لتطوير حلول التكنولوجيا والسياسات للحفاظ على البيئة وصحة الإنسان في البلاد وتعزيزها، لافتة إلي أنه خلال العام الحالي شارك المعهد في تطوير استراتيجية قطر الوطنية للبيئة، التي تقودها الآن وزارة البيئة والتغير المناخي الجديدة، وسوف يؤدي دورًا أساسيًا في تنفيذها خلال السنوات القادمة.
وأوضحت الجامعة أن المعهد ينفذ مشروعًا للجنة العليا للمشاريع والإرث وبطولة كأس العالم لكرة القدم لتقديم قياسات لجودة الهواء المحلية في جميع الملاعب خلال نهائيات بطولة كأس العرب لكرة القدم قطر 2021 وكأس العالم لكرة القدم 2022، لافتة إلى أن هذه البيانات تتيح لمنظمي هاتين البطولتين الفرصة لاتخاذ قرارات مستنيرة لتحسين جودة الهواء في الملاعب عبر إدارة مصادر الانبعاثات داخل الملاعب والاستادات بشكل أفضل.
الحفاظ على الفن
والعمارة الإسلامية
وأكدت الجامعة أن كلية الدراسات الإسلامية، تزود من خلال برنامج ماجستير العلوم في الفن والعمارة الإسلامية والعمران، الجيل القادم من القيمين على هذا المجال في المستقبل والمؤرخين والمصممين بالفهم النقدي المستنير للفن والعمارة القطرية والإسلامية. ويؤهل البرنامج خبراء قادرين على مزج التراث بالتقنيات والتوجهات المعاصرة من خلال تقديم الحلول المبتكرة في مجال التصميم المعماري والعمراني التي تعزز الهوية الوطنية في المنطقة. ويشجع البرنامج على البحث من أجل الحفاظ على التراث الثقافي القطري والإسلامي عبر دراسة السياق التاريخي للفن والعمارة الإسلامية والعمران.
إحياء إرث التميز في رياضة الفروسية
وذكرت الجامعة أنه في ضوء الاهتمام الوطني برياضة الفروسية باعتبارها مكونًا رائدًا من مكونات الثقافة القطرية، وقَّعت كلية العلوم الصحية والحيوية مذكرة تفاهم مع المركز الطبي البيطري للخيل خلال شهر فبراير 2019 للتعاون في مجالات البحوث التي أجريت لتعزيز الكفاءات البيطرية.
ويتميز المركز الطبي البيطري للخيل بأنه مركز متخصص ومتطور مزود بأحدث وسائل التكنولوجيا في التصوير، والجراحة، والطب الباطني، والطب الرياضي، وإعادة التأهيل، والإنجاب. وتتمثل مهمة المركز في تقديم خدمات بيطرية تشخيصية وعلاجية استثنائية، وطرح مبادرات بحثية وتعليمية متميزة، لخدمة المجتمع.
وقال الدكتور إدوارد ستونكيل، العميد المؤسس لكلية العلوم الصحية والحيوية، على التعاون بين الكلية والمركز: «يتيح تعاوننا مع المركز الطبي البيطري للخيل، الذي كان قائمًا منذ إنشاء المركز، فرصة لتوسيع نطاق البحوث التي تُجرى على الخيول في ما يتعلق بأجهزة الجسم والخلايا الجذعية للعلوم الحيوية. وأضاف: سوف تسمح أهدافنا المشتركة بتطبيق أحدث وسائل العلاج الطبية والاستفادة من التقدم في علم الجينوم في تحسين خدمات الرعاية البيطرية للخيول».
وكان للدكتور ستوينكل دور رئيسي وداعم في تطوير لجنة أخلاقيات بحوث الحيوان في المركز، وعمل رئيسا للجنة منذ إنشائها، حيث وظَّف معارفه وخبراته للنهوض بالبحوث البيطرية للخيول عبر وضع معايير دولية فائقة. وكانت الدكتورة تاتيانا فينارديل أيضًا من الأطراف الرئيسية التي ساهمت في التشجيع على توقيع مذكرة التفاهم بين الكلية والمركز لتعزيز عملية إجراء أفضل الأبحاث وتحسين خدمات الرعاية البيطرية المقدمة للخيول العربية الأصيلة.
دعم المبادرات
وأعربت جامعة حمد بن خليفة عن فخرها بدعم دولة قطر المبادرات، ويؤمن طلابها، وأعضاء هيئة التدريس والموظفون فيها، وشركاؤها، وقياداتها بقوة التعليم العالي والبحوث وأثره الهائل في إحداث تأثير إيجابي لتعزيز مسيرة تقدم الأمة وتطورها.
وتلتزم الجامعة ببناء القدرات البحثية الوطنية التي تعزز عملية التعاون مع أفضل المؤسسات التعليمية والبحثية في العالم إلى الأمام، كما تلتزم بتأهيل قادة المستقبل، ودفع مسيرة الاقتصاد القائم على المعرفة في قطر، وصياغة حلول جديدة لإحداث تأثير عالمي ملموس.