برغم الانتصار الصعب والقاتل الذي حققه العنابي على اوزباكستان الا ان الفضل يعود أولا للاعبين ثم للجماهير حيث قاتل اللاعبون حتى الرمق الأخير من عمر اللقاء، وتمسكت الجماهير بالأمل وظلت تشجع وتساند حتى صافرة النهاية.
ومع كل التقدير والاحترام للإسباني ماركيز لوبيز مدرب العنابي الا انه لم يكن له أي دور في هذا الانتصار، بل على العكس كاد ان يكون السبب في التعادل وفي فقد الفريق نقطتين غاليتين وبالتالي تقلص فرص تأهله المباشر الى مونديال 2026.
لوبيز لم يقدم شيئا للعنابي في الشوط الثاني، ومثلما فشل في الشوط الثاني امام ايران رغم تقدمه بهدف، فشل امام اوزباكستان رغم تقدمه هذه المرة وبهدفين بدون رد في الشوط الأول.
ولو كان لوبيز يجيد قراءة المباريات خاصة في الشوط الثاني، لألحق بأوزباكستان (الذئاب البيضاء) أكبر خسارة في تاريخها ولجعلها تدفع ثمن اندفاعها الهجومي ومغامرتها غاليا
لو ان لوبيز يجيد قراءة المباريات وقراءة التحول الذي يطرأ عليها وعلى المنافس، لفكر في الدفاع بمهاجم سريع مثل يوسف عبد الرزاق لاستغلال المساحات الخالية والدفاع المكشوف بعد اندفاع اوزباكستان للهجوم بلا حساب، ولسجل هدفا ثالثا حسم به الامر والمباراة ، وهو ما كاد ان يحدث بالفعل لولا ان المعز علي في الشوط لم يستغل فرصتين من الهجمات المرتدة ، لكنه استسلم للاندفاع الهجومي وتراجع للدفاع بكل اللاعبين فارتبكت الخطوط والصفوف ودفع الفريق الثمن بهدفين من ضربتي رأس من عباسبيك فايزوللاييف أقصر لاعب في الفريق الاوزباكي
وزاد الامر سوءا من جانب لوبيز انه قام بسحب الجناح الأيمن احمد الجانحي الذي كان من أخطر لاعبي العنابي والذي أزعج الدفاع والحارس الاوزباكي سواء بانطلاقته او بتسديداته القوية التي لم يحالفه فيها التوفيق.
لقد عبر العنابي هذا اللقاء الصعب وهذا الموقف الذي كان متأزما رغم انف لوبيز الذي بات مطالبا بتصحيح الأخطاء التي زادت في المباريات الأخيرة حتى لا يكلف العنابي الثمن غاليا وحتى لا يحرمه من الاستمرار في المنافسة على التأهل المباشر، خاصة وان القادم بالفعل اقوى وأصعب للعنابي حيث يبدأ بلقاء الامارات الثلاثاء القادم مرحلة الإياب من التصفيات بعد انتهاء مرحلة الذهاب الخميس الماضي.
ولا شك ان الإياب سيكون أكثر قوة وصعوبة خاصة والعنابي سيخوض فيه 3 مباريات خارج ملعبه أولها مع الامارات ثم مع قيرغيزستان وأخيرا مع اوزباكستان، وسيخوض على ملعبه مباراتين فقط مع كوريا الشمالية ومع منتخب ايران، بينما لعب العنابي 3 مباريات في الذهاب على ملعبه مع الامارات وخسرها 1-3 ومع قيرغيزستان واوزباكستان وفاز فيهما.
ولا مجال امام لوبيز لاهدار أي نقطة في مباريات الإياب، صحيح انها ستكون صعبة وشاقة خاصة مواجهة اوزباكستان في طشقند، لكنه هو الذي وضع نفسه ووضع العنابي في هذا المأزق بالخسارة امام الامارات على ملعبنا، وبالتعادل مع كوريا الشمالية فخسر 5 نقاط كان الأقرب اليها وكان يمكن بها ان يحتل الصدارة والمقدمة.
علاج الأخطاء الدفاعية
يحتاج العنابي إلى علاج سريع للأخطاء الدفاعية التي باتت متكررة وأصبحت الخطر الذي يهدد مسيرة الفريق في التصفيات، وهي أخطاء غير مسبوقة أدت إلى اهتزاز شباك الفريق 12 مرة وهو رقم سيئ للغاية ويعتبر ثاني أسوأ رقم بين كل منتخبات التصفيات بعد الصين التي اهتزت شباكها 13 مرة.
المشكلة ربما لا تكمن في الدفاع أو في المدافعين فقط، بقدر ما تكمن في عدم وجود العدد الكافي من اللاعبين الذين يجيدون الدور الدفاعي ويشكلون حائط الصد الأول أمام وسط وهجوم المنافسين.
ولن تحتمل مباراة الإمارات عدم الاهتمام بالوسط العنابي وبوجود لاعبين يملكون الإمكانيات البدنية العالية والقوة في الأداء.
لماذا لا يعود وعد للوسط
حتى الآن لم يكسب العنابي كثيرا من وجود محمد وعد في مركز الظهير الأيسر رغم الاجتهاد الكبير الذي يقوم به خلال المباريات، وقد أثبتت التجارب أن محمد وعد من أفضل اللاعبين القطريين الذين يجيدون اللعب في الوسط وفي مركز لاعب الارتكاز كما أنه من اللاعبين المميزين في التسديد البعيد، ووجوده بجانب أحمد فتحي وجاسم جابر من شأنه أن يزيد من القوة الدفاعية للوسط وللعنابي بشكل عام.
أغلى هدف
هدف لوكاس منديز الذي سجله في مرمى أوزبكستان وأنقذ به آمال وطموحات العنابي هو أول هدف لنجم الدفاع مع العنابي وهو أيضا أغلى هدف في التصفيات، وهو هدف ليس بغريب عليه حيث يتمتع لوكاس بالتسديدات القوية سواء من الكرات الثابتة أو المتحركة وسجل بعض الأهداف عن طريقها مع الوكرة، ولو عرف العنابي ومدربه كيف يستغلان إمكانيات التسديد القوي لمنديز سيكون مكسبا كبيرا لمنتخبنا.