عماد محمد: اجتماع شهري للوقوف على جودة مستوى الحلقات
عبدالهادي صالح: كتاب الله يؤثر في النفوس والقلوب والجوارح
أيمن بن الهادي: واجب الأبناء شغل أوقاتهم بتعاهد كتاب الله
تشهد الحلقات القرآنية بمراكز تعليم القرآن الكريم التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إقبالاً متزايداً من أولياء الأمور على تسجيل أبنائهم وانتسابهم لمراكز تعليم القرآن الكريم، على اختلاف أعمارهم وجنسياتهم سواء بالحضور الفعلي إلى مقار التحفيظ أو التعلم عن بعد عبر برنامج تعاهد القرآني من خلال منصة الوزارة التعليمية عبر برنامج ميكروسوفت تيمز؛ لتعلم القرآن الكريم وتدارسه حفظاً وتلاوةً بشكل متقن وفق مخارج الحروف الصحيحة وأحكام التجويد.
وتسعى الوزارة ممثلة في قسم القرآن الكريم وعلومه بإدارة الدعوة والإرشاد الديني مع جهودها في تعليم الطلاب ومدارستهم القرآن الكريم حتى يختموا حفظ كتاب الله، إلى تخريج أجيال من أبنائنا الطلاب يتمثلون القرآن واقعاً وسلوكاً وتربية في حياتهم وإن لم يحفظوا القرآن كاملاً، من خلال البرامج التربوية والتوجيهات السلوكية والاقتداء بالنماذج المشرقة من المدرسين والمشرفين على الحلقات القرآنية، الذين يفيضون على الطلاب علماً وحلماً وخلقاً.
ويعد مركز العمادي لحفظ القرآن الكريم في الثمامة من أحد مراكز تعليم القرآن الكريم التي تغرس في نفوس أبنائنا الطلاب الهدي الإيماني.
وقال الشيخ عماد محمد أحمد، إمام مسجد العمادي، ورئيس المركز، «لدينا 115 طالباً موزعين على حلقات الدروس الهجائية وحلقات القرآن بمراحله الثلاث التأسيسية والمتوسطة والتكميلية وهناك حلقة مخصصة للخاتمين البالغين خمسة طلاب.
وذكر أن المركز به مستويات طيبة لحفظة القرآن وفي الفترة الأخيرة شارك بعض الطلاب في المسابقة الخاصة بطلاب المراكز القرآنية التي نظمها قسم القرآن الكريم وعلومه بإدارة الدعوة، وأقيمت منافساتها النهائية بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، لافتا إلى تأهل طالبين ضمن العشرة الأوائل أحدهما في فئة عشرين جزءاً والآخر في فئة عشرة أجزاء، ونوه بأنه حريص على تشجيع الطلاب على الحضور والحفظ والمتابعة مع أولياء الأمور، فضلاً عن تحفيز الطلاب المتميزين ممن أكملوا المقرر من الحفظ والمراجعة والطلاب المثاليين المنضبطين في الحضور مع أدبهم وحسن سلوكهم.
وذكر أن هناك اجتماعا شهريا لرئيس المركز مع المدرسين للوقوف على مستوى الحلقات ومناقشة نقاط القوة والإيجابية في الحلقات لتعزيزها وبحث معالجة أية أمور سلبية أو نقاط ضعف.
وأوضح المدرس عبدالهادي صالح محسن، يعمل إماماً وخطيباً بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ويدرس القرآن في مركز العمادي بحلقة الزبير بن العوام، أنه يعمل منذ 21 سنة في تدريس الطلاب كتاب الله، وأن حلقته مخصصة للخاتمين وتضم خمسة طلاب أتموا حفظ القرآن ومتقنين، وذكر أن القرآن يؤثر في النفوس والقلوب والجوارح جميعها.
ونصح الطلاب والشباب بأن يلتحقوا بمراكز القرآن وأن يحافظوا على المداومة في هذه المراكز التي منّ الله بها على أهل قطر ومن يعيش على هذه الأرض الطيبة، ووجه كلمة لأولياء الأمور بأن ينتهزوا هذه النعمة التي أكرمهم الله بها بتوفر مراكز القرآن فالله استرعاكم هؤلاء الأبناء فاحرصوا على تعليمهم كتاب الله تعالى والاهتمام بالعمل بآدابه وأحكامه للفوز في الدنيا والسعادة في الآخرة.
وقال المدرس أيمن بن الهادي، إنه يعمل إماماً وخطيباً ومحفظاً لكتاب الله بوزارة الأوقاف، وذكر أن حلقته تتضمن عدداً من مستويات الحفظ في المرحلة التأسيسية فمنهم من يحفظ جزءًا واحداً ومنهم جزءين وآخرين ثلاثة أجزاء، وتضم الحلقة في الفترة الأولى من بعد صلاة العصر إلى قبيل صلاة المغرب ثمانية طلاب بينما تضم الفترة الثانية من بعد المغرب إلى العشاء أربعة طلاب.
وذكر أن أغلب الطلاب يحرصون على الحضور للمركز بانتظام، وهناك دفتر للمتابعة يعد بمثابة الوسيط بين المدرس وولي الأمر ليطلع بشكل يومي على مستوى الابن، ولفت إلى أن الانقطاع عن المركز وعدم المداومة يؤثر سلباً على الحفظ الجيد والكم الذي يحفظه الطالب، وأوصى الطلاب وأولياء الأمور بأن القرآن العظيم نعمة ومنّة من الله على عباده.
مساعدة الوالدين
وقال الطالب أنس محمد فاضل، يدرس في مدرسة حسان بن ثابت في الصف العاشر، أنه التحق بمركز العمادي وعمره ست سنوات وحفظ بعض الأجزاء من القرآن الكريم، وأنه يحفظ الآن عشرين جزءًا.
وذكر أنه من خلال تجربة الحفظ في المركز والبيت، فإن البيئة الإيمانية بالمركز تعين على الحفظ وتحفز عليه؛ نظراً لأنه متخصص في تعليم ودراسة القرآن الكريم تحت إشراف مدرسين من الأئمة والمؤذنين من حفظة كتاب الله المتقنين ولهم باع طويل في هذا المجال، وكل من يأتي للمركز من الطلاب فيكون هدفه تعلم كتاب الله، ويكون هناك تنافس بين الطلاب في كل حلقة على إتقان الحفظ والمراجعة، ولفت إلى أن القرآن يرفع قدر صاحبه عند الله وكذلك عند الناس كافة، وذكر أن والديه يساعدانه في الحفظ والمراجعة بشكل دائم، وأوضح أنه يحفظ كل يوم صفحة ويراجع بين حزب أو حزبين، وهو عازم على إتمام حفظ القرآن قبل الانتهاء من المرحلة الثانوية، وحث أقرانه على الاجتهاد في حفظ كتاب الله ليكون لهم شفيعاً يوم القيامة.
إتقان التجويد
وأوضح الطالب عبدالله عبدالرحمن الزبيري، أحد الطلاب القطريين الملتحقين بالمركز، إنه يدرس في الصف الخامس بمدرسة الفرقان التربوية، وبدأ حفظ القرآن منذ صغره وعمره أربع سنوات مع والدته التي حرصت على تعليمه الحروف الهجائية للغة العربية والحركات المختلفة ثم تعليمه حفظ كتاب الله.
وذكر أنه بدأ الحفظ بالمراكز القرآنية في مركز عاصم بن أبي النجود ثم انتقل إلى مركز حمد بن خالد وأتم حفظ كتاب الله وعمره تسع سنوات، ومن ثم التحق بمركز العمادي ليراجع الحفظ بإتقان مع أحكام التجويد، ويتابع والداه الآن مراجعة حفظه مع المركز، لافتا إلى أنه أن كان حريصاً على أن يتم حفظ القرآن وهو صغير فكان يحفظ في النصف الأول من القرآن نصف صفحة يومياً ثم زاد الحفظ إلى صفحة مع مراجعة المحفوظ بين جزء أو جزءين كل يوم حسب ما يتيسر له، ونوه بأن حفظ القرآن يكسب الإنسان السعادة في الدنيا والفوز بالجنة في الآخرة، ولفت إلى تميزه في التحصيل العلمي بالمدرسة فهو من الأوائل دائماً.
وحث جميع الطلاب على الاجتهاد في حفظ القرآن والمداومة عليه لأنه يتفلت كما أخبرنا رسول الله أنه أشد تفلتا من الإبل في عقالها، ولفت أنه يكون سهلا ويسيرا لمن يجتهد في حفظه ويثابر فقد قال الله في كتابه العزيز «ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر».
التزام بالحضور والمتابعة
وأشار الطالب محمد نافع، يدرس في مدرسة حسان بن ثابت في الصف العاشر، وقد حفظ القرآن مع والده في البيت وحفظ عدة أجزاء ثم التحق بالمركز وعمره ثماني سنوات واجتهد في الحفظ والمراجعة إلى أن أتم ختم كتاب الله وعمره اثنا عشر عاماً.
وأوضح أن المركز له دور هام في التزامه بالحضور والحفظ والمراجعة خاصة مع المتابعة من المدرس ورئيس المركز، حيث يتراوح مقدار الحفظ اليومي من صفحة إلى ثلاث صفحات بينما يراجع بين نصف جزء إلى جزء كامل، ولفت إلى أن حفظ القرآن كان له أثر طيب في خلقه وسلوكه وتعامله مع جميع من حوله حيث يحرص أن يتخلق بمحاسن الأخلاق، وحث أقرانه بمراكز القرآن على المراجعة الدائمة وتثبيت الحفظ، كما حث الطلاب غير الملتحقين بمراكز تعليم القرآن أن يسارعوا بالتسجيل ويداوموا على حفظ كتاب الله.
وقال الطالب صهيب محمد هريدي، يدرس في الصف الأول الثانوي، إنه بدأ حفظ القرآن منذ كان عمره ست سنوات مع والدته التي علمته الحروف الهجائية وتدرجت به في حفظ القرآن الكريم والمراجعة إلى أن أتم حفظ كتاب الله وعمره نحو ثلاث عشرة سنة، والتحق بالمركز قبل عدة سنوات للمراجعة وتثبيت الحفظ حيث يجد جل الاهتمام والرعاية من مدرس الحلقة ورئيس المركز مع المتابعة المستمرة من البيت من خلال والديه.
ونصح صهيب أقرانه الطلاب بحفظ القرآن الذي يوفر التربية على الدين والخلق، ويدعم التفوق الدراسي وفي جميع دروب الحياة، فضلاً عن الأجر والجزاء الحسن عند الله.