مآسي المهاجرين بالمتوسط.. 16 قتيلا على الأقل و340 مفقودا هذا الأسبوع

alarab
حول العالم 17 نوفمبر 2016 , 09:00م
أ ف ب
لقي 16 شخصا على الأقل مصرعهم وفقد 340 آخرون خلال الأسبوع الجاري في البحر المتوسط، وفق شهادات أدلى بها 27 مهاجرا أمضوا يومين وليلتين متشبثين بما تبقى من زورقهم وتتقاذفهم الأمواج.

ويواصل المهاجرون ركوب البحر بأعداد كبيرة، بينما يثير الانسحاب التدريجي للسفن الإنسانية في الشتاء مخاوف من استمرار هذا الوضع في نهاية السنة الجارية، التي شهدت رقما قياسيا في عدد المهاجرين الذين لقوا مصرعهم أو اختفوا في البحر المتوسط، ويبلغ حسب المفوضية العليا للامم المتحدة للاجئين 4621 مهاجرا على الاقل.

روى الناجون ال27 من آخر زورق غرق وهم رجال وبعضهم فتيان، ان رحلتهم بدأت ب130 شخصا من احد الشواطىء القريبة من طرابلس حوالى الساعة الثانية من الاثنين، كما ورد في اقوالهم التي نقلتها منظمة اطباء بلا حدود.

وبعد ساعات من الملاحة، استعاد المهربون الذين كانوا يرافقونهم على متن سفينة اخرى محرك زورقهم البرمائي وتركوهم لمصيرهم وحدهم بدون اي امكانية لمواجهة الامواج او هاتف نقال للاتصال عبر الاقمار الصناعية لطلب النجدة.

وسرعان ما بدأ الزورق الذي يحمل اكثر من طاقته، يمتلأ بالماء ثم يغرق. كان البحر مضطربا، وطوال ساعات، خطفت الامواج والارهاق عشرات المهاجرين الواحد تلو الاخر.

ولدى وصول السفينة العسكرية البريطانية "انتربرايز" التي تقوم بعملية "صوفيا" لمكافحة المهربين، ظهر الاربعاء لم يكن قد بقي إلا 27 شابا متمسكين في ما بقي من الزورق.

والناجون الذين ساعدتهم السفينة البريطانية، يتحدرون من السنغال خصوصا ومن غينيا وغامبيا ومالي وسيراليون وقد نقلوا مع ست جثث عثر عليها حول الزورق، الى سفينة "بوربون ارغوس" التابعة لاطباء بلا حدود.

في تصريح لوكالة فرانس برس، قال ميشال ديلارو منسق منظمة اطباء بلا حدود "هم مرهقون ويعانون من الصدمة". وقد تحدث عبر الهاتف على متن السفينة "بوربون ارغوس" خلال الليل في منطقة الانقاذ بعد انزال حوالى 800 مهاجر انقذوا قبل ايام في تراباني (صقلية).

- مصدومون -

هذه المأساة الجديدة تضاف الى سلسلة طويلة من المآسي. فالاثنين، نجا 15 شخصا من اصل 150 مهاجرا كانوا على زورق انقلب. والثلاثاء، عثر على 23 ناجيا حول زورق آخر كان ينقل 122 شخصا.

وخلال هذه العملية الاخيرة، واخرى صعبة الاثنين، انتشل رجال الانقاذ تسع جثث ورأوا جثة عاشرة تغرق.

واذا كان الناجون ال 15 في الزورق الاول وصلوا صباح الاربعاء الى كاتاني (صقلية)، ينتظر وصول ال23 في الزورق الثاني الذين نقلوا على متن السفينة "اكواريوس" التابعة لمنظمة مديتيرانيه للانقاذ واطباء بلا حدود، الى ريجيو كالابريا (جنوب) صباح الجمعة.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال متحدث باسم منظمة مديتيرانيه للانقاذ "معظمهم مصدومون ويمرون بازمات خوف. انفجرت دموع صبي بينما كان يسأل عن والدته وكتب آخر لائحة بأسماء اشخاص كانوا يسافرون معه ويقرأها باستمرار".

ومنذ السبت، انقذ اكثر من 3350 شخص على متن سفن في هذه المنطقة، كما يتبين من احصاء اجراه خفر السواحل الايطاليون الذين ينسقون العمليات.

ويتجاوز هذا الرقم العدد الاجمالي الذي سجل طوال نوفبر العام الماضي، ويؤكد بعد أكتوبر القياسي، الوتيرة المرتفعة لعمليات الانطلاق على رغم تدهور ظروف الملاحة.

وتتسرب المياه الى الزوارق المطاطية التي تحمل اكثر من طاقتها ويكدس فيها المهربون عموما ما بين 120 و140 شخصا، قبل ان يبدأ الهواء في الخروج منها وتغرض.

والتراجع التدريجي للسفن الانسانية التي لا تتوافر لديها الوسائل التقنية او المالية للبقاء طوال الشتاء، يترك فراغا يرغم خفر السواحل على الاستعانة بسفن تجارية ليست مجهزة بوسائل الاغاثة.

وقالت صوفي بو مسؤولة منظمة مديترانيه للانقاذ "هذه كارثة حقيقية انسانية تجرى تحت انظارنا. ومن الملح ان تتحمل الدول الاوروبية مسؤولياتها وتتوصل الى الاتفاق على رد ملائم".

م.ن