يوجد حالياً بعض المبالغــات في احتفــالية «النون» وإخــراجـهـا عن غــرضــها

كان الاحتفال بالنون أو «الننون» في قطر بالذات بظهور أول سن للطفل

العادة عبارة عن احتفال بسيط تنثر فيه الحلويات فوق رأس الصغير

يصاحب الحفل إنشاد أهزوجة بكلمات لطيفة خلال الحفل مع إضافة اسم الطفل

تعتبر حفلة النون الخاصة بظهور السن الأولى للطفل عادة تراثية قديمة لبعض الأسر في قطر ودول الخليج، حيث تتم دعوة الأقارب والأصدقاء للاحتفال ومشاركتهم تلك اللحظة المهمة في حياة طفلهم. للتعرف على هذه المناسبة التراثية التقينا السيد عتيق السليطي، الباحث في التراث الشعبي القطري والذي أوضح في حديثه لـ «العرب» أن النون أو الننون من العادات والتقاليد التراثية الشعبية القديمة في بعض مناطق الخليج العربي والتي تكاد تكون اندثرت تقريباً، وفي قطر بالذات كان الاحتفال فقط بظهور أول سن.

وقال السليطي: عادةً ما يسوون «النون» او الننون في فترة ما بعد الظهر «العصر»، وهو عبارة عن احتفال بسيط ببداية تسنين أو مشي الطفل تقوم العائلة بعمل حفل صغير له حيث تنثر الحلويات فوق رأس الصغير/ الصغيرة وتوزع بعض أنواع من المكسرات والحلويات وبعض العملات المعدنية أو الورقية، ويصاحب الحفل إنشاد أهزوجة بكلمات لطيفة خلال الحفل الصغير مع إضافة اسم الطفل، مثلاً يقولون « نون نون عبود طلعه له سنون « حيث يتم تجميع الأطفال حول الطفل المحتفى به ثم يحضر، قفير او زبيل او قدر، به النون (المكسرات والحلويات المخلوطة ببعض العملات النقدية او الورقية).

سجادة في «الحوش»
وأضاف أن الاحتفال يبدأ عندما تفرش الأم سجادة في ساحة البيت «الحوش» وبعد أن يتجمع الأطفال والأهل والجيران تصعد الأم بعدها فوق شيء مرتفع، كرسي او سُلّم وهي تحمل سلة «النون» وتبدأ في رميه فوق رأس الطفل، بعدها يقوم الأطفال بجمعها في طرف ثيابهم وفي جيوبهم، مع ملاحظة مهمة انهم يغطون رأس الطفل بصفرية «اناء معدني» حتى لا يصاب رأس الطفل بأذى مما يرمى عليه، كما أنهم يحملون الطفل - إذا لم يكن مدركاً - حتى لا يجزع مما يحدث حوله.
وتابع الباحث عتيق السليطي أن الأطفال يتسابقون في هذه المناسبة لجمع أكبر كمية من النون او الننون وهناك من الأسر من طور هذا الأمر من خلال التوزيعات حيث يوزع النون في اكياس صغيرة تكتب عليها المناسبة وتوزع على الأطفال او يوزع هدايا عليهم.
 
«مليلات» مكسرات وحلويات
وأوضح أن المعازيم والأمهات توزع عليهم «مليلات» وهي عبارة عن اوان معدنية صغيرة « فيها مكسرات وحلويات، ويعد هذا الحفل قديماً كحدث مهم في حياة الطفل ويأتي بعده في الأهمية بدء الطفل في المشي الصحيح وربما نجاة الطفل من حادث او نذر من النذور، ذي الطابع الشعبي وليس الديني. ورأى الباحث التراثي عتيق السليطي أن هناك بعض المبالغات في الاحتفالية الخاصة بالنون أحيانا للأسف، ويجري إخراجها عن غرضها في إدخال السرور على الأطفال والأهل، إلى المبالغة الشديدة كأن يقام ببطاقة دعوة مكلفة في صالة فندق وبحضور فرقة مشهورة وما يستتبع ذلك من بذخ وصرف، يخرج هذه العادة اللطيفة عن بساطتها والغرض منها.