أكد سعادة جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن انعقاد القمة الأولى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي بمقر الاتحاد في العاصمة البلجيكية بروكسل، يأتي انطلاقا من الشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي وامتدادا لعلاقات الصداقة والتعاون بينهما، وتعزيزا لفرص النمو والازدهار والاستقرار في كلتا المنطقتين.

وأوضح سعادته، في كلمة له خلال القمة، أمس، أن هذا الحدث الهام يعكس إدراك مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي لأهمية تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والتي من شأنها أن تحقق أهدافهما المنشودة والارتقاء بالشراكة الاستراتيجية بينهما إلى آفاق أرحب على مختلف الأصعدة، ومنها التنسيق السياسي والتعاون في قطاع الطاقة والمجالات الأكاديمية والصحية والثقافية.
واستعرض سعادة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ما وصلت إليه العلاقات التجارية بين الجانبين، حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي 204 مليارات دولار أمريكي عام 2022، أي ما يشكل نحو 13 % من إجمالي حجم التبادل التجاري في السلع لمجلس التعاون، كما بلغت قيمة صادرات المجلس إلى الاتحاد 106 مليارات دولار عام 2022 مقابل واردات بنحو 98 مليار دولار أمريكي إلى دول الخليج.
وأضاف سعادته:» بالنسبة للاستثمارات المباشرة الخليجية في دول الاتحاد الأوروبي، والاستثمارات الأوروبية في دول مجلس التعاون، فإن كلتا المنطقتين أصبحتا قبلة للاستثمار لما توفرانه من فرص استثمارية حقيقية يتزامن معها استقرار اقتصادي وسياسي حتى أمست قيمة الاستثمارات المباشرة في كلتا المنطقتين تفوق مئات المليارات من الدولارات في قطاعات استراتيجية عديدة كالطاقة والبيئة والنقل والبناء والعقار والسياحة وغيرها».  
وتابع سعادة السيد جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في كلمته خلال القمة الخليجية الأوروبية في بروكسل:» رغم أهمية هذه الأرقام فإن شراكتنا تحمل الكثير من الإمكانيات لتحقيق مستويات أعلى من التكامل التجاري والاقتصادي والسياسي والأمني وتعزيز التواصل بين الشعوب، ولا شك أن هذه القمة التاريخية سوف تدفع بعجلة هذا التكامل لتحقيق ما نتطلع إليه جميعا».
ونبه سعادة السيد جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في كلمته خلال القمة الأولى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي، إلى أن التهديدات والتحديات التي تواجه عالمنا اليوم تتطلب ديمومة التشاور والعمل الجماعي لمواصلة التعاون بين دولنا في كافة المجالات لتحقيق الأمن والنماء والاستقرار للمنطقتين والعالم أجمع.
وقال سعادته «وها نحن نجتمع اليوم وقطاع غزة يعيش تحت وطأة حرب تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلية يدفع ثمنها المدنيون الفلسطينيون الأبرياء، وإننا وفي الوقت الذي نشعر فيه بالألم والمرارة لما يرزح تحته الشعب الفلسطيني الشقيق من جرائم بحقه، فإننا نؤكد في هذا الصدد على موقف مجلس التعاون الذي طالما يدعو إلى ضرورة الوقف الفوري والتام لإطلاق النار، والسماح بدخول فرق الإغاثة الإنسانية دون قيود، كما نؤكد الرفض القاطع للتهجير القسري للمدنيين في قطاع غزة وضرورة الالتزام بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وهذا يتطلب منا اتخاذ التدابير اللازمة للدفع بالجهود الجماعية لوقف هذه الحرب والضغط على إسرائيل للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني».