وزير الإعلام السوري خلال جلسة بـ «القطري للصحافة»: مهتمون بالاستفادة من التجربة الإعلامية القطرية

alarab
محليات 17 يوليو 2025 , 01:24ص
محمد عابد

سعد الرميحي: نثمّن حضور الأشقاء السوريين ونتطلّع إلى شراكة عملية قوية
 جابر الحرمي: الإعلام المسؤول هو الذي يضبط الخطاب ولا يفرّط في وحدة الوطن
صادق العماري: نتطلع إلى تفعيل مشاريع مشتركة مع وزارة الإعلام السورية

 

أكد سعادة الدكتور حمزة المصطفى، وزير الإعلام في الجمهورية العربية السورية، حرص بلاده على تعزيز التعاون الإعلامي مع المؤسسات الإعلامية في دولة قطر، مشيرًا إلى أهمية الاستفادة من التجربة القطرية الرائدة، لا سيما في مجالي الإعلام والدراما.
 جاء ذلك خلال جلسة حوارية موسعة نظمها المركز القطري للصحافة استضاف خلالها سعادة الدكتور حمزة المصطفى وزير الإعلام السوري، بحضور سعادة السيد سعد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز القطري للإعلام ومسؤولي المركز وعدد من رؤساء تحرير الصحف القطرية والإعلاميين، وذلك ضمن جهود المركز في تفعيل جسور التواصل الإعلامي العربي وتعزيز الحوار حول مستقبل الإعلام في المنطقة. 
وقال وزير الإعلام السوري: «العلاقة بين قطر وسوريا أعمق من السياسة، وأن الشعب السوري يحتفظ في وجدانه بمواقف الدوحة الداعمة له في أصعب لحظات تاريخه. مشيرا إلى أن «قطر لم تتعامل معنا كغُرباء، وكانت لها مواقف مشرفة في دعم الثورة السورية.
وأضاف: كنّا نتابع التجربة الصحفية القطرية، وقد راكمت خبرات متقدمة، ونأمل أن نستفيد من هذه التجربة خاصة في ظل ما نقوم به الآن من عملية إعادة هيكلة شاملة لقطاع الإعلام في سوريا. وأوضح أن الإعلام السوري مرّ بفترة تحوّل فيها إلى منبر بروباغندا، فابتعد عن مهنيته، لكن اليوم هناك خطة متكاملة لإعادة بنائه على أسس موضوعية، تُراعي أخلاقيات المهنة، وتُوازن بين الحرية والمسؤولية.
وأشار الدكتور المصطفى إلى أن “سوريا الجديدة” تسعى لإعادة تقديم صورتها الحقيقية من خلال إعلام حر وناضج ومسؤول، يعكس الهوية الوطنية للدولة السورية، ويواكب التغيرات السياسية والمجتمعية، مؤكدًا أن بلاده ترحب بتوزيع الصحف القطرية في الأسواق السورية، في خطوة تؤكد انفتاحها الإعلامي وتوجهها نحو علاقات إعلامية عربية أكثر تنسيقًا.
وفي سياق حديثه عن المشهد الإعلامي الداخلي، كشف وزير الإعلام السوري عن تحديات كبيرة تواجه القطاع، مع توقف عدد من المؤسسات الإعلامية في السنوات الأخيرة، إلا أنه أكد وجود خطة نهوض، تتضمن إطلاق عدد من الصحف الجديدة في سبتمبر المقبل، ستكون ناطقة باسم الدولة وتعكس توجهاتها الجديدة، مع إبداء الوزارة رغبتها في استقطاب الكفاءات الإعلامية السورية في الخارج للمساهمة في تطوير المشهد الإعلامي المحلي. 

مدينة إعلامية جديدة 
كما أعلن الوزير السوري عن مشروع طموح لتدشين مدينة إعلامية جديدة في سوريا، بالتعاون مع شركة كويتية، وبتكلفة تقدر بـ مليار ونصف المليار دولار، معتبرًا أنها ستكون رافعة قوية للإنتاج الإعلامي والدرامي السوري في المرحلة المقبلة.
وتابع أن سوريا بدأت بالفعل في تطوير الإعلام الناطق بالإنجليزية، وأشار إلى أن مكاتب الوكالات الأجنبية بدأت تعود للعمل في دمشق، وأن الوزارة تتبع أسلوب «التصحيح لا المنع»، في تعاملها مع ما يُنشر في الخارج، مؤكدًا أن سوريا الآن تبدأ من تحت الصفر بعد سنوات من التدمير والتهميش، مؤكدا أن السياسة الإعلامية للدولة تؤمن بالحرية الإعلامية المسؤولة للجميع سواء المؤسسات الإعلامية السورية أو وسائل الاعلام العالمية وأن الوزارة مهتمة بفتح المجال للجميع. قائلا لدينا أكثر من 330 طلبًا لترخيص وسائل إعلام جديدة، ونحن نرحب بأي صوت مسؤول.
وفيما يتعلق بالدراما السورية، أقر الدكتور المصطفى بوجود تراجع ملحوظ خلال السنوات العشر الماضية، لكنه أكد أن وزارة الإعلام عازمة على دعم القطاع من جديد، سواء في إنتاج الأعمال الاجتماعية أو التاريخية، لإعادة الدراما السورية إلى مكانتها الريادية عربيًا.

شراكة إعلامية 
ومن جهته رحب سعادة السيد سعد الرميحي في كلمة افتتاحية بالوزير السوري والوفد المرافق، مؤكدًا أن مثل هذه اللقاءات تفتح آفاقًا جديدة للتعاون وتبادل التجارب الإعلامية. 
وقال إن المركز القطري للصحافة يسعى دائمًا إلى أن يكون مظلة للحوار المهني العربي، ويؤمن بأهمية التكامل الإعلامي في مواجهة التحديات. وأضاف: «نثمّن حضور الأشقاء السوريين، ونتطلّع إلى شراكة عملية تتجاوز الشكل إلى مضامين مهنية فاعلة، خاصة في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها المشهد الإعلامي العربي. 
ومن جهته قال الكاتب الصحفي جابر الحرمي، رئيس تحرير جريدة الشرق: كما كانت قلوبنا مع الثورة، نحن اليوم قلوبنا مع الدولة السورية. نريد أن نطمئن على وحدة سوريا، فالإعلام المسؤول هو الذي يضبط الخطاب ولا يفرّط في وحدة الوطن.
وأشاد الوزير بتلك المداخلة، مؤكدًا أن هناك رؤية واضحة لدى القيادة السورية في الحفاظ على الدولة، والتعامل بمرونة مع مختلف الملفات الداخلية. وأشار إلى أن ملف السويداء – رغم تعقيداته – تتم إدارته بالحوار، كما أن التحديات الخارجية، وعلى رأسها التحدي الإسرائيلي، تتطلب إعلامًا وطنيًا لا طائفيًا، قادرًا على مواجهة الخطابات المتطرفة. 
مواجهة التحديات 
من جانبه، أشار السيد صادق محمد العماري مدير المركز القطري للصحافة إلى أهمية الجلسة بوصفها خطوة نحو بناء شراكات إعلامية تعود بالنفع على الطرفين، مشيدًا بتجربة الإعلام السوري وقدرته على الصمود رغم التحديات الكبرى. 
وأكد أن المركز مستعد لتقديم كل ما من شأنه دعم تطوير الكفاءات الإعلامية، والتعاون في مجالات التدريب، وصناعة المحتوى، والبحث الإعلامي، مضيفًا: «نتطلع إلى تفعيل مشاريع مشتركة مع وزارة الإعلام السورية، تُسهم في تطوير الإعلام العربي عمومًا، وتفتح مجالات جديدة أمام الصحفيين الشباب.
شهد اللقاء مشاركة كل من السيدة ليلى الرفاعي مستشارة الاتصال والإعلام بوزارة الإعلام السورية، والسيد علاء برسيلو المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري، والسيد محمد طفران معاون وزير الإعلام السوري للإعلام الرقمي».
وفي ختام اللقاء، دعا سعد الرميحي إلى ترسيخ ثقافة الحرية المسؤولة، قائلاً: حرية الصحافة ركيزة أساسية، لكن لا بد أن تكون مقننة، حتى لا تتحول إلى وسيلة للتفتيت والتشرذم. ووافقه وزير الإعلام السوري الرأي، مؤكداً أن بلاده تخوض معركة صعبة، لكنّها حريصة على مراجعة الخطاب الإعلامي، والتخفيف من تأثير الخطاب الطائفي، والعودة إلى إعلام يعكس وحدة المجتمع السوري بكل مكوناته.