مبدعون في ندوة «الثقافة»: الموسيقى عنصر رئيسي في العروض المسرحية

alarab
المزيد 17 يوليو 2024 , 01:08ص
محمد عابد

نظم مركز شؤون الموسيقى التابع لوزارة الثقافة أمس ندوة بعنوان «الموسيقى سينوغرافيا العرض المسرحي» وذلك في قاعة بيت الحكمة بوزارة الثقافة بحضور السيد خالد السالم وجمع من المثقفين والمهتمين.
شارك في الندوة كل من المخرج والفنان فالح فايز، والشاعر والملحن خليفة جمعان، والمخرج والشاعر أحمد المفتاح، وأدارها الباحث الموسيقي والملحن فيصل التميمي الذي تناول في بداية الندوة الجانب التاريخي للموسيقى وأهميتها في المسرح باعتبارها جزءا أصيلا من سينوغرافيا العرض.
وأكد المشاركون أن الموسيقى في العروض المسرحية تكتسب أهميتها من منظور جمالي وآخر دلالي، كما أكدوا الحاجة إلى المؤلف الموسيقي الخاص، فيما مال البعض إلى الموسيقى الحية، مستعرضين تجارب مسرحية شكّلت فيها الموسيقى الفارق ورسخت في أذهانهم، منوهين بوجود بعض المسرحيات شابها ضعف استخدام الموسيقى، التي لم تكن معبرة بشكل حقيقي، بل كانت عبئاً على العرض.
من جانبه تحدث الفنان والمخرج فالح فايز عن أهمية الموسيقى في العروض المسرحية. مؤكدًا أن الموسيقى عنصر مهم من عناصر البناء الدرامي للعرض المسرحي، إذ يُعدّ أحد أهم عناصر الإيقاع المسرحي الذي لا تكتمل صورته النهائية بدونه، لأنه يأخذ على عاتقه مهمة ابتكار ألحان موسيقية جديدة تستطيع أن تؤدي مهمتها في دعم وتعزيز الصراع الدرامي.
وأشار إلى أنه يمكن استخدام الموسيقى من خلال وظائف الجسم، كالإيماءات، والحركات باليد أو القدم، لافتًا إلى أهمية الموسيقى حية (اللايف)، التي تُرسل إشارات نوعية كذبذبات لتوهج الحدث ونقل الجوانب المعتمة مضيئةً إلى شعور المشاهد. وأكد على أن اللغة الموسيقية واحدة من أهم اللغات الفنية التي لها دلالاتها الواضحة في العرض المسرحي.
ومن جهته قال الشاعر والملحن خليفة جمعان أهمية استخدام الموسيقى في الأعمال الدرامية ليس فقط في المسرح بل في المسلسلات والأعمال التلفزيونية والسينمائية لما لها من أهمية في التعبير عن الحالة الدرامية في البناء الدرامي.
  وظائف الجملة الموسيقية
وأضاف جمعان أن استخدام الصوت في العرض المسرحي بعيدا عن الموسيقى يكون له وظيفة فقرع الأرجل له وظيفة ودق الطبول له وظيفة في التعبير عن الحالة الدرامية، بالتالي الجملة الموسيقية بلحنها الخاص تستطيع أن تعبر عن الحالة الدرامية بل وتزيد من إيقاعها ليس لدى الجمهور بل لدى الممثل أيضا، حيث توصل إليه الإحساس وتساعده في التعبير عن الحالة التي يقدمها، فالموسيقى التصويرية الموحية مهمة في العرض المسرحي، فإذا كان الشعر يفقد المعنى إذا فقد الصورة فكذلك الموسيقى في المسرح إذا فقدت الحساسية التصويرية تفقد المعنى، وخصوصا في المشاهد الانتقالية حيث يجب مراقبة إيقاع الموسيقى بحيث ينسجم مع سرعة الحركة والحوار والاحتفاظ بالسرعة عند الذروة، وعند إعداد الإيقاع الأساسي مع بداية كل مشهد، والمحافظة على الإيقاع العام في المسرحية. وقدم جمعان نماذج مختلفة من الأعمال التي قدمها مع كبار المسرحيين من أمثال عبدالرحمن المناعي، وغانم السليطي وفالح فايز وغيرهم، مؤكدا أن هناك أنماطا موسيقية بحسب المشاهد ففي حالة الحزن لابد أن تعبر الموسيقى عنها وكذلك حالة الفرح فكل جملة حوارية لها ما يناسبها من جملة موسيقية.
فيما أشار الفنان والمخرج المسرحي أحمد المفتاح إلى مصطلحين رئيسيين في هذا الشأن وهما (الموسيقى التصويرية، والسينوغرافيا). مشيرًا إلى أن مصطلح الموسيقى التصويرية ظهر منذ فترة زمنية طويلة، حيث أصبحت الموسيقى عنصرًا أساسيًا في العمل المسرحي منذ فترة زمنية طويلة، حيث تنوعت أشكالها ما بين الموسيقى الحية، والموسيقى التسجيلية، وموسيقى بأدوات على خشبة المسرح، وأخرى بدون أدوات.
وأضاف: مع ظهور السينوغرافيا، كانت تتضمن الملابس، والديكور والإضاءة، وفي بعض الأحيان كان الكثير من المخرجين يربطون السينوغرافيا بحركة المصورين وتفاعلهم، ومع الوقت صارت السينوغرافيا ترتبط بكل العناصر المسرحية، ودخلت فيها الموسيقى بقوة لتكون مكونًا رئيسيًا في سينوغرافيا العمل المسرحي.
وقال المفتاح إن مساحة الموسيقى تختلف من عمل لآخر، فهناك أعمال تطغى فيها الموسيقى على العمل، وأحيانًا أخرى تون مكملة، وفي بعض الأحيان يكون وجودها ضعيفا ولا يكاد يذكر. موضحًا أنه أصبح هناك فنانون متخصصون في السينوغرافيا من ديكور، وتصميم ملابس، وطريقة إدراج المؤثرات الموسيقية في العمل.