عرضت قناة الجزيرة الوثائقية فيلما جديدا ضمن سلسلة الأفلام التي أنتجتها لتوثيق رحلات الحج في الماضي حول الحج بعنوان المغرب.. الحج من سكورة بين الماضي والحاضر.
ويربط هذا الفيلم الوثائقي الذي أنتجته الجزيرة الوثائقية ضمن سلسلة “رحلتي إلى الحج.. المغرب” بطريقة شيقة بين حاضر الحج من المغرب بالماضي، وكأن الكاميرا تنتقل بك عبر الزمان لترى رحلات الحجاج مشياً على الأقدام من جنوب المغرب إلى شمالها، ثم إلى مدينة وجدة في شرق المغرب، ومنها إلى الجزائر العاصمة ثم إلى تونس العاصمة فطرابلس وبنغازي في ليبيا، ثم إلى مصر.
ولا تسل خلال هذه الرحلة الشاقة المضنية عما يتعرض له الحجاج من صنوف المعاناة، ولك أن تتخيل آلاف الكيلو مترات من الصحراء القاحلة حيث لا ماء ولا طعام، إلا ما يرزقهم به الله عبر مصادفة بعض قوافل البدو في الواحات، ناهيك عما قد يعترضهم من قطاع الطرق والوحوش والسباع الضواري، وضربات الشمس والأمراض الأخرى التي قد تؤخرهم في بعض الأحيان عن موافاة فريضة الحج نفسها. كل هذا ولا صاحب لهم في هذا السفر إلا الله، ولا سلوة لهم في هذه الطرق الموحشة إلا أملهم في الوصول إلى الديار المقدسة وإمتاع العين والفؤاد بالنظر إلى الكعبة المشرفة، وقد يموت بعضهم أثناء الرحلة فيدفنه أصحابه حيث مات ويتابعون مسيرهم في أحضان جبال أطلس. قرية سكورة على بعد 40 كلم شمال مدينة ورزازات في الجنوب الشرقي من المغرب، ويجري بالقرب من سكورة وادي سيدي حجاج، وكما يدل اسم الوادي فإنه كان بمثابة ملتقى من ينوون حج بيت الله الحرام من أجل الراحة والتزود بالماء، كما كان هنالك على الدوام الفقهاء والشيوخ والحجاج السابقون الذين كان يقصدون الحج يسترشدون بخبراتهم في معرفة الطريق واختيار الصديق وأخذ الشعائر والمناسك. وقبل موسم الحج بثمانية أشهر يلتقي من أراد الحج في وادي حجاج بعد ذكرى المولد النبوي للتوجه إلى الديار المصرية مشيا على الأقدام لزيارة مسجد الحسين، وبعدها إلى مدينة القدس لزيارة المسجد والقبة، ومن ثم العودة إلى المدينة المنورة ثم إلى البيت العتيق بعد أن ضبطوا توقيت وصولهم إلى هناك في شهر رمضان المبارك، ويبقون هناك حتى أداء مناسك الحج.
ويلتقي الفيلم ببعض قبائل سكورة التي تودع أفراداً منها لأداء فريضة الحج هذا العام: قبيلة ولاد إبراهيم، ومنها الشيخ أحمد شواش، وهو ضرير عمره أكثر من 70 عاماً ينوي الحج هذا العام، وقبيلة تاريغيوت، ونلتقي فيها بمحمد بن الحاج الحسين بن محمد الذي حج قبل مائة عام مشياً على الأقدام. ثم قبيلة ولاد حساين، ومنها الحاج بريك الذي حج عام 1956 مشياً على الأقدام، حيث قابلنا ابنه محمد الذي كان يجلس ممسكاً بالعصا التي استخدمها أبوه في رحلة حجه قبل ستين عاماً خلت.
الجدير بالذكر أن الجزيرة الوثائقية قد أنتجت على مدار السنوات الماضية الماضية مجموعة من الأفلام التي توثق رحلات الحج قديما حيث تظهر حجم المعاناة التي كان يتكبدها الحجاج في سبيل الوصول إلى بيت الله الحرام وأداء فريضة الحج.