تنطلق اليوم البطولة الدولية السادسة لمناظرات الجامعات باللغة العربية التي ينظمها مركز قطر للمناظرات، عضو مؤسسة قطر بمدينة إسطنبول التركية. 
وتُتواصل البطولة حتى الأربعاء المقبل، وهي حدث عالمي يجمع الطلاب من مختلف البلدان لمناقشة الأفكار باللغة العربية وتبادلها حول التحديات المجتمعية والعالمية والقضايا المعاصرة الأكثر إلحاحًا.
وتوفر البطولة فرصة للمتحاورين حول العالم للتواصل وتبادل الخبرات وبناء جسور التواصل القائمة على الحوار، بالإضافة إلى تعزيز مكانة اللغة العربية في الأوساط الثقافية والأكاديمية الإقليمية. 
يعد هذا الحدث علامة فارقة لمركز مناظرات قطر، كونها أول بطولة دولية تُنظّم خارج قطر بالشراكة مع جامعة فاتح سلطان محمد، شريكها الاستراتيجي للبطولة، جنبًا إلى جنب مع شريكها التنظيمي جامعة ابن خلدون لاستضافة البطولة وتنظيمها في تركيا التي تشارك فيها دول عربية وآسيوية وأوروبية وأمريكية وبعضها للمرة الأولى في مناظرات اللغة العربية. 
وقال عبد الرحمن السبيعي، مدير البرامج في مركز مناظرات قطر: «تنظم مناظرات قطر البطولة الدولية لمناظرات الجامعات كل سنتين وهي أكبر حدث عالمي يُعنى بفن المناظرات باللغة العربية». وأضاف: «تعد البطولة الدولية ملتقى النخب والعقول النيرة في مجال المناظرات حيث يجتمع خلالها ما يزيد على 500 متناظر وحكم من 49 دولة مختلفة ليمثلوا أكثر من 90 جامعة. 
وأوضح السبيعي أن جميع الحاضرين تلقوا تدريبات متخصصة لإقامة بطولة تدريبية لهم عن بعد قبل الحدث نفسه، وذلك للتأكد من استعداد الجميع للمشاركة وتقديم أفضل أداء في البطولة، لافتا إلى أن ذلك يسهم في تكوين ثقافة أوسع ومعرفة أعمق لدى المتناظرين، حيث إنها تطرح عليهم العديد من قضايا التناظر المتخصصة في مختلف المجالات مما يدفعهم للبحث والقراءة.
وأشار السبيعي إلى أن البطولة الدولية من أكبر الفعاليات في مجال المناظرات، وأن مناظرات قطر، يهدف من خلالها إلى خلق بيئة حاضنة لمجتمع المناظرات الناطق باللغة العربية عالميًا وذلك بهدف نشر ثقافة الحوار والمنطق حول العالم وتمكين العقول الشابة من مهارات التفكير الناقد، والتواصل الفعال، والتفكير التحليلي، والإبداعي. 
وأضاف السبيعي: كما تسهم البطولة في دفع الشباب العرب للاعتزاز بلغتهم وتشجع الشباب من غير العرب على تعلمها وممارستها ضمن بيئة تعليمية آمنة وتنافسية مليئة بالحماس والمتعة»، وأوضح أن هذه المرة الأولى التي يتم تنظيم البطولة الدولية خارج دولة قطر، قائلاً: «على الرغم من التحديات التي يفرضها تنظيم البطولة في الخارج، فإن شبكة علاقاتنا الوطيدة مع مجتمعات المناظرات في مختلف الدول مكنتنا سابقاً ولله الحمد من تنظيم بطولات قارية ناجحة».
وأوضح السبيعي أن اسطنبول هي الخيار الصحيح لهذه التجربة الجديدة، نظرًا إلى تميز مشاركات تركيا الدائم في مختلف البطولات الدولية للمناظرات باللغة العربية على مستوى المدارس والجامعات، وسهولة وصول المتناظرين إليها وجاهزيتها السياحية لاستقبال الوفود المشاركة.
وقال: «من خلال شراكتنا الاستراتيجية مع جامعة السلطان محمد الفاتح في تركيا وضمن حزمة الاتفاقيات الموقعة بين دولة قطر والجمهورية التركية الشقيقة تمكنا اليوم من أن نوسع التجربة لنعطي البطولة الدولية نكهة مختلفة وجديدة من خلال استضافتها في إسطنبول».
وأوضح عبد الصمد كوجاك نائب رئيس لجنة المناظرة بمركز دراسات اللغة العربية والمناظرة بجامعة الفاتح سلطان محمد أن «هناك أهدافًا مشتركة بين المؤسستين ومن ضمنها دعم ثقافة التناظر وتعليم اللغة العربية».
وأضاف: إن التعاون مع مركز مناظرات قطر قد اختصر علينا الطريق الطويل بتبادل الخبرات وإقامة الفعاليات المشتركة، ومن هذه الفعاليات التي يسعى المركز للقيام بها، تنظيم بطولات وطنية لمناظرات الجامعات والمدارس في تركيا، واستضافة بطولات إقليمية ودولية، بالإضافة إلى عقد ندوات وورشات عمل في فن المناظرة، وتدريب المتناظرين والمحكمين». 
وأضاف كوجاك إن أكثر من مليوني طالب على جميع المستويات الأكاديمية يتعلمون اللغة العربية حاليًا في تركيا، مضيفًا إن الجامعة ترغب في تأسيس مركز يعمل على نشر تعليم اللغة العربية وتطويرها بكل الأساليب والطرق المتطورة، وعلى رأسها أسلوب المناظرات باللغة العربية.