المريخي: عليكم بقراءة القرآن قبل انقضاء شهر رمضان

alarab
محليات 17 يونيو 2016 , 09:17م
الدوحة - محمد سيد أحمد
حث فضيله الدكتور محمد بن حسن المريخي على الإكثار من قراءة القرآن في شهر رمضان؛ لأنها من أهم العبادات التي تقرب العباد من ربهم موضحاً أن قراءته فيها الكثير من الخيرات التي يجب تداركها قبيل انقضاء الشهر الفضيل.

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: إن شهر رمضان هو شهر القرآن الذي هو كتاب الله الخالد وكلامه الذي تكلم به مبشراً عباده الصالحين ومحذراً العصاة والمجرمين مبينا أن فيه الوعد الكريم لمن آمن وعمل صالحاً وخاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، وفيه الوعيد والتهديد بالعذاب والتحريق لمن أهمل واغتر من العبيد.

وأضاف فضيلته أن في القرآن خبر الدنيا والآخرة والأمم والأقوام والقرون الغابرة، يعظ الله تعالى به عباده فيبشر المؤمنين بأن لهم أجراً حسناً وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولداً (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم).

وقفات متعددة

وقال: إن القرآن الكريم يقرأ في شهر رمضان أكثر من غيره بعشرات المرات لافتاً بأن المسلم يقف على كتاب ربه في شهر الصيام وقفات متعددة يتلوه كثيراً فيتدبره ويتعظ بآياته.

وشدد د.المريخي على أن شهر رمضان هو شهر القرآن وأن الفرصة فيه كبيرة وسانحة لأن يستفيد المؤمن ويكسب الحسنات بقراءة القرآن (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ).

ونوه خطيب جامع الإمام بأن قراءة القرآن تجلو عن القلب ما علق به من مسببات العمى أو الطبع بسبب الذنوب والمعاصي، فيشرق القلب بنور القرآن وتشرق البصيرة فيرى العبد الحق حقاً والباطل باطلاً ويرى الخسارة قبل وقوعها فيحذرها (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) أي: أحسن، فما من حسن ومستقيم ومعتدل إلا والقرآن يدل عليه ويدعو إليه.

عمل صالح
واستطرد فضيلته بأن قراءة القرآن عمل صالح كبير، يقول تعالى عن هذا القرآن: (وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها) رواه الترمذي. 

موضحا أن بالقرآن تطمئن القلوب وترتاح النفوس وتنشرح الصدور وتستقيم الأمور وتستنير البصائر وتبصر القلوب (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) فكم في النفوس من الحيرة والقلق وفي الصدور من الضيق والحرج بسبب الغفلة وقلة ذكر الله تعالى.

وقال: إنه على المرء أن يراجع نفسه في رمضان بقراءة القرآن وأن يقلب صفحاته وينظر في إسرافه وما يقضي فيه عمره من البعد عن الطاعة والاستقامة والالتفات إلى الآخرة والتزود لها وترك ما هو عليه من اللهو والضياع مما كثر في هذه الأزمان من ملاحقة الشيطان واتباع الأهواء.

وذكر بأن الإنسان في أمَسّ الحاجة إلى ما يبصره ويفتح بصيرته ويرشده ويفتيه في هذه الدنيا، وما كثر فيها من المنكرات والخبائث والمحن التي أخبثت النفوس وحطمت القلوب فلم تعد ترى شيئاً على هيئته الطبيعية من كثرة المغشوشات وظلام القلوب، ولن يجد المرء أحسن من قراءة القرآن لتجلو عن القلوب هذا البلاء وعن النفوس هذا الغبش (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ).

وقال: إن الله سبحانه وتعالى قد منح الأمة فرصة عظيمة في شهر رمضان وهي تلاوة القرآن في كل وقت وحين فانتهزوا هذه الفرصة لإعمار القلوب وبناء الأنفس، اقرؤوه طاعة لله وتعظيماً لخالقكم ليأتي شافعاً لكم، يقول رسول الله: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) رواه مسلم.

ودعا فضيلته المصلين إلى الإكثار من تلاوة القرآن في هذا الشهر وأن يحركوا به القلوب بالوقوف على وعد الله ووعيده وما نزل بالأمم وقدرة الله تعالى على أخذ القرى وما أخبر الله تعالى عن جبروته وقهره مشيراً إلى أن في الدنيا مجاهيل يجهلون القرآن وما جاء فيه يحسبون القرآن كتاباً يتلى فقط للعبادة وأهملوا أنه يخبر عن كل شيء وقع وما لم يقع بعد وما جرى في هذه الدنيا وما سيجري ويكون، يقول رسولنا الكريم: (والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها) رواه مسلم.

أ.س/س.س