في إطار سعيها لدعم مسارات الانتقال الديمقراطي في مصر وتونس، أوفدت المؤسسة العربية للديمقراطية السيدة أمل صالح مدير مكتب الأمين العام إلى مصر في مهمة دراسية دامت أسبوعا، أجرت خلالها عدة لقاءات مع مختلف الفاعلين المصريين من منظمات المجتمع المدني، wوتم عبر هذه اللقاءات إطلاعهم على البرامج التي تسعى المؤسسة لتنفيذها في مصر، بحسب ما تقتضيه حاجات المجتمع المدني المصري في الوقت الراهن والمرحلة القادمة، والتي ستشهد إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وما يليها من وضع للدستور من قبل هيئة مختارة من البرلمان المنتخب. وقال بيان للمؤسسة تلقت «العرب» نسخة منه، إنه ومن خلال اللقاءات التي أجرتها موفدة المؤسسة، بدا واضحا وجود شبه إجماع على ضرورة تنظيم القوى الشبابية المتحمسة، وذلك عن طريق إكسابها الخبرة المؤسساتية اللازمة التي تمكنها من المساهمة بفعالية أكبر في الحراك الديمقراطي، والبدء بحوارات v مجتمعية تركز على الشباب والنساء والمهمشين، والتقرب أكثر من مختلف المناطق والمحافظات، التي تعاني من الإهمال، مع التركيز على التوعية السياسية، وضرورة مراقبة الانتخابات بشكل نوعي، والتركيز على العوامل المشكلة لإرادة الناخب المصري. وتعتزم المؤسسة العربية للديمقراطية عقد ثلاث جلسات حوار وطني في تونس بثلاث مدن تونسية هي تونس العاصمة، وصفاقس، والكاف، خلال الفترة من 24 يونيو وحتى 26 من الشهر ذاته. وستركز الجلسات على موضوع «الدستور الجديد: أي أنظمة سياسية واجتماعية لتونس؟»، وستناقش الجلسات مواضيع ذات صلة بالدستور الجديد، بما يضمن أن يكون دستورا ديمقراطيا يعبر عن طموحات الثورة، من إرساء لقيم العدالة، والكرامة، والحرية. وتسعى الجلسات التي سيشرف على تنفيذها الأمين العام وإدارة البرامج، وسيحضرها ممثلون عن الأحزاب السياسية بمختلف توجهاتها ومنظمات المجتمع المدني بمختلف أطيافه، إلى خلق حوار بين مختلف المكونات السياسية والثقافية والاجتماعية في تونس من أجل توفير مناخ سياسي للحوار الوطني، يساعد على وضع أرضية ثوابت مشتركة بين القوى السياسية والاجتماعية، تضمن مسارا انتقاليا ديمقراطيا سلسا وتنافسيا ووفاقيا في نفس الوقت. وفي نفس الإطار ورغبة منها في الحفاظ على ذاكرة مرحلة مفصلية من التاريخ العربي لتكون إرثا للأجيال القادمة، أطلقت المؤسسة العربية للديمقراطية مشروعها في إنجاز عمل توثيقي لربيع الثورات العربية، عمل يرصد كرونولوجيا الأحداث، تطوراتها وامتداداتها الإقليمية والدولية. ويهدف إلى توثيق الثورات العربية، وحفظ تجارب شعوبها في إطار تحقيق الانتقال الديمقراطي، وتبادل الجهود والمعارف بين الشعوب العربية الثائرة على الاستبداد والنظم الديكتاتورية، والعمل على تحقيق التفاعل البناء حول سبل الانتقال الديمقراطي.