

ألقى سعادة السيد سعد بن علي الخرجي، رئيس قطر للسياحة، الضوء على مستقبل السياحة في منطقة الخليج، وذلك خلال الجلسة الحوارية، التي انعقدت تحت عنوان «من الخليج إلى العالم: مستقبل السياحة»، وذلك ضمن جلسات منتدى قطر الاقتصادي، الذي انطلق في نسخته الرابعة لهذا العام تحت شعار «عالم متغير: اجتياز المجهول»، والذي امتد حتى أمس 16 مايو الجاري.
وشارك في الجلسة الحوارية كل من سعادة السيد سعد بن علي الخرجي، رئيس قطر للسياحة، ومعالي السيد أحمد الخطيب، وزير السياحة السعودي، والسيد سيباستيان بازان، الرئيس والرئيس التنفيذي لمجموعة فنادق «أكور».
وخلال الجلسة الحوارية، أكد سعادة السيد سعد بن علي الخرجي على الدور المحوري الذي لعبه نجاح بطولة كأس العالم 2022 في دعم نمو صناعة السياحة في منطقة الخليج، حيث ساهمت البطولة في تقديم الثقافة والتراث العربي والخليجي، وأبرزت قدرات دول المنطقة السياحية والاقتصادية، وهو ما ساهم في تشجيع الزوار من مختلف دول العالم لزيارة منطقة الخليج والتعرف على ثقافتها الفريدة، مما انعكس في نمو أعداد الزوار، ونمو الاستثمارات السياحية في المنطقة، وتطوير وجهات سياحية جديدة.
وبين سعادة رئيس قطر للسياحة أن قطر جذبت خلال عام 2023 أكثر من 4 ملايين زائر، محققة نموا وصل إلى 58.4% بالمقارنة مع عام 2022. وخلال العام الحالي، تخطت أعداد الزوار 2 مليون زائر خلال الأربعة أشهر الأولى.
كما نوه سعادته بدور السياحة في توفير فرص العمل، وأن نمو القطاع المستمر، يحتاج إلى استمرار تطوير البنية التحتية والتجارب والمرافق السياحية لتوكب هذا النمو، وهو ما يضمن توفير عشرات الآلاف من فرص العمل بشكل مباشر وغير مباشر من خلال القطاعات الاقتصادية الأخرى، مثل النقل، والزراعة، والتشييد والبناء، وغيرها.
كما أشار سعادة السيد سعد بن علي الخرجي إلى مرونة قطاع السياحة وقدرته على التعامل والتكيف مع الظروف الاقتصادية والجيوسياسية المختلفة، وكذلك التعافي السريع من الأزمات، خاصة مع تمكن قطاع السياحة على المستوى العالمي من التعافي بشكل كبير من تأثير جائحة كوفيد - 19، حيث تشير البيانات إلى تجاوز عدد المسافرين حول العالم 88% من مستوياته قبل الجائحة. وفي منطقة الشرق الأوسط، تجاوزت مستويات السياحة فيها ما كانت عليه قبل جائحة كوفيد - 19، على الرغم من التوترات الجيوسياسية.
وخلال المناقشة أكد رئيس قطر للسياحة على تكاتف جهود التكامل السياحي الخليجي بدعم وتوجيه من القيادات الرشيدة في المنطقة، حيث دخلت التأشيرة الخليجية الموحدة مرحلة متقدمة من مراحل التطوير تجهيزًا للإعلان عنها، كما أشار الى التعاون بين كل من قطر والمملكة العربية السعودية في إطلاق حملة «Double Discovery»، والتي ستساهم في تعزيز تجربة الزوار في المنطقة وتحقيق فوائد متبادلة لكلتا الوجهتين السياحيتين.
وعن العلاقة بين السياحة والاستدامة، وضح سعادة سعد بن علي الخرجي، أن الاستدامة لها مفهومان رئيسيان، الأول يخص الاستدامة الاقتصادية، فلا يختلف أحد على قدرة السياحة وأهميتها في تحقيقه، والآخر يتعلق بالاستدامة البيئية، والتي تحرص قطر للسياحة بالتعاون مع شركائها على تحقيقها في كل الفعاليات والتجارب والمرافق السياحية المختلفة، بالإضافة إلى الحفاظ على الحياة البرية والبيئية والتي أصبحت ضمن التجارب السياحية البارزة في كل وجهة سياحية، وضرب مثالًا على ما تقدمه قطر من جهود في الحفاظ على حوت القرش والذي أصبح أحد أبرز التجارب السياحية، وكذلك غزال المها وحمايته من الانقراض وغيرها من الجهود التي لها علاقة مباشرة وغير مباشرة بصناعة السياحة.
وتعتبر visit Qatar هي الشريك السياحي للمنتدى في نسخته الرابعة الذي تديره شركة بلومبيرغ، بمشاركة أكثر من 2300 مشارك، منهم 1200 قادة حكوميون وشركات وصنّاع قرار من مختلف أنحاء العالم. يُشاركون في حوار شامل وبنّاء حول القضايا الحيوية التي تسيطر على مناقشات مجالس الإدارة وأسواق المال العالمية، مع استمرار تأثير التغييرات الكبيرة في مجالات التكنولوجيا والطاقة والتجارة والسياسة التي يشهدها العالم.
وتتمثل مهمة قطر للسياحة في ترسيخ مكانة قطر على خريطة السياحة العالمية كوجهة رائدة تمتزج فيها أصالة الماضي وحداثة الحاضر، وتقصدها شعوب العالم لاستكشاف معالمها ومزاراتها السياحية في مجالات الثقافة والرياضة والأعمال والترفيه العائلي، والتي تتسم جميعها بتميز الخدمة.
وتتولى قطر للسياحة، التي تختص بتنظيم صناعة السياحة والضيافة وتطويرها وتنميتها وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار فيها، مسؤولية وضع الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة والضيافة ومتابعة تنفيذها ومراجعتها بشكل دوري، بحيث تعزز من تنويع العروض السياحية في البلاد، وتدعم زيادة الإنفاق السياحي.
وتعمل قطر للسياحة على تعزيز حضور قطر على خريطة السياحة العالمية وتعزيز قدرة القطاع السياحي للوصول إلى الجمهور المستهدف بطريقة مباشرة من خلال شبكة المكاتب التمثيلية في أهم الأسواق العالمية، ومن خلال المنصات الرقمية المتطورة.