أطعمة المستقبل تأتي من الطابعة ثلاثية الأبعاد
منوعات
17 مايو 2015 , 01:27م
د ب ا
قد لا يكون لبيض المائدة في المستقبل أية علاقة بالدجاج، وربما يتم الحصول على شرائح اللحم عن طريق أنبوب اختبار، وذلك إذا كنا سنصدق ما يقوله خبراء التغذية والدراسات المستقبلية الألمان.
ويقول خبير الدراسات المستقبلية الألماني سفن جابور يانسكي وهو رئيس معهد بحوث التنبؤات المستقبلية " 2b Ahead " ومقره مدينة ليبزج " سواء أحببنا هذه الفكرة أم لا، ففي غضون عشرة أعوام سينتج العالم كميات من الأطعمة الاصطناعية أكثر بكثير مما يحدث اليوم ".
ويتكهن يانسكي بأن " الشيكولاتة ستنتج باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد، كما أن اللحوم المصنعة ستصبح هي الاتجاه الجديد المعتاد".
وتتوقع دراسة للأمم المتحدة أن يصل تعداد العالم إلى تسعة مليارات نسمة بحلول عام 2050، مع تزايد الطلب على تناول اللحوم، ويرى خبراء الدراسات المستقبلية مثل يانسكي أن الحل يتمثل في التكنولوجيا، وهم يطرحون مجموعة من الأفكار مثل:
الطعام من داخل الطابعة: "فضلا قم بتشغيل الطابعة يا عزيزي"، يمكن أن تكون هذه إشارة لإرسال رسالة عن طريق هاتفك الذكي لبرمجة وجبة بحيث تنتج عن طريق الطابعة في وقت لاحق، وتحقق الأبحاث تقدما في مختلف أنحاء العالم من أجل إنتاج الأطعمة باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد، ويتكهن يانسكي بأن هذه الأبحاث ستتحول إلى حقيقة في الدول المتقدمة في غضون فترة تتراوح بين خمسة إلى عشرة أعوام، وتهدف شركة "باريلا " الإيطالية للمواد الغذائية إلى بيع أجهزة ومعدات للمطاعم تنتج أشكال المعجنات وفقا للطلب، وتتكهن خبيرة التغذية هوني رويتزلر بحدوث نفس الاتجاه، على الرغم من أنه لا يزال يتعين الانتظار حتى رؤية ما إذا كان من المفيد أن يحصل كل فرد على طابعة خاصة به لإنتاج الطعام داخل منزله.
بيض بدون دجاج: ليس من الضروري أن يتم إنتاج البيض في المستقبل من الدجاج وفقا لما يقوله خبير التواصل كريستيان شيندلر، وهو مدون ينشر على الإنترنت مقالات حول أطعمة المستقبل، ويقول إن المسحوق المصنوع من طحن حبوب الفاصوليا والبازلاء والدخن يمكن أن يكون بديلا للبيض، خاصة كمكون في المنتجات الجاهزة مثل المايونيز والنودلز والكعك والبيض المقلي المخلوط، وفي هذا الصدد يقول شيندلر إن "جماعة الضغط الأمريكية لصالح البيض أثنت على المبدعين الشباب في مجال المواد الغذائية، مشيرة إلى أن البيض النباتي يمكن خلال فترة قصيرة أن يصبح أقل سعرا من البيض الحقيقي"، وهناك ميزة أخرى هي أن النباتات يتولد عنها كمية أقل من الانبعاثات الغازية الضارة بالبيئة، كما أنها تحتاج إلى كمية أقل من المياه مقارنة بالدجاج، ومن ناحية أخرى فإن هذا الأسلوب الجديد في إنتاج البيض يقلل من معاناة الدواجن.
اللحوم من أنبوب الاختبار: في عام 2013 أنتج العلماء الهولنديون كرات من اللحم من الخلايا الجذعية للحيوان بهدف تلبية الطلب المتزايد على اللحوم، وسيبدأ الإنتاج التجاري لهذه النوعية من اللحوم في غضون عشرة أعوام أو عشرين عاما، وفي هذا الصدد يقول يانسكي إن " اللحوم المنتجة اصطناعيا والتي تشبه اللحوم الطبيعية وتحمل نفس مذاقها ستكون هي البديل الأرخص والصديق للمناخ، غير أن كريستيان فرونزاك من وزارة الأغذية والزراعة الألمانية يرى أن " المستهلكين ينظرون بعين الشك إلى اللحوم المنتجة داخل المعامل والمختبرات".
التكنولوجيا: في المستقبل ستدلي الأجهزة الإلكترونية بمعلومات للمستهلكين حول ما يجب عليهم أن يأكلوه، كما ستقيم ما يحتاجه جسم الإنسان من غذاء، وبالتالي تصدر أوامرها بإعداد الأطعمة من المكونات المناسبة وذلك وفقا لما يقوله يانسكي، كما أن أدوات المطبخ ستكون أكثر ذكاء مثل " السكين الذكية " التي تطورها شركة إليكترولوكس السويدية، وتبين هذه السكين على سبيل المثال مدى طزاجة مكونات الأغذية ونوعية المحتويات الغذائية فيها عندما تقطع ثمرة من الفاكهة.
الطعام الوظيفي: يجب أن يكون الطعام أكثر صحية وجاذبية ويعطي دفعة للتمثيل الغذائي بالجسم وفقا لوجهة النظر هذه، ويقول يانسكي إن " كل شركة كبرى متخصصة في الأغذية تستثمر حاليا في هذا المجال من وراء ستار "، وهو يعتقد أنه سيتم مستقبلا على سبيل المثال إنتاج نوعية من الزبادي تضمن مزيدا من الأداء للجسم، وكذلك مشروبات تعد بتقديم مزيد من الابتكارية، غير أن خبيرة التغذية رويتزلر تختلف هنا مع هذا الرأي وتقول إن " الطعام ليس مجرد وقود للجسم البشري، كما أنه ليس دواء لأوجاعه، فنحن نتناول الطعام أساسا للاستمتاع "، والأطعمة التي تقوي الأداء الوظيفي للجسم تهمل هذا الجانب.
الأطعمة الخالية من اللحوم : وتبشر الخبيرة رويتزلر بظهور " اتجاه مجتمعي نحو الأطعمة النباتية "، مع إتاحة مجموعة متنوعة من بدائل اللحوم بما في ذلك" التوفو " وهو نوع من الأجبان المصنوعة من لبن فول الصويا، وبروتين القمح، إلى جانب منتجات ستظهر قريبا مصنوعة من الترمس، ويرى شيندلر أن كلاً من الشركات البادئة والراسخة تعمل من أجل " جعل هذه البدائل طيبة المذاق "، وعلى سبيل المثال فإن شركة " بيوند ميت " ويعني اسمها " ما بعد اللحم " التي تأسست حديثا تعرض حاليا نوعا من البيرجر بدون لحم أطلقت عليه اسم " الوحش "، كما أن شركة " ريوجنفالدر ميوهلي " الألمانية التي تصنع النقانق واللحوم تنتج الآن نقانق ومورتاديلا نباتية، غير أن رويتزلر تقول " إننا مع ذلك لن نصبح نباتيين طوال الوقت، ولكننا سنطعم أنفسنا بطريقة أكثر تنوعا مع تخفيض جرعات اللحوم ".
الحشرات: تنصح منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة باستخدام الحشرات كطعام، فنجد مثلا أن الجراد غني بالفيتامينات والأملاح المعدنية والعناصر الحيوية اللازمة للجسم، وتعرب الخبيرة رويتزلر عن اعتقادها أن الحشرات كأطعمة ستصبح سوقا متخصصة في أوروبا، وتقول " إنه سيتم تصنيعها لتتحول إلى دقيق وتضاف باعتبارها مكونا غنيا بالبروتين إلى الخبز وكرات اللحم ".