موضي الهاجري لـ «العرب»: الغذاء غير الصحي و«الكسل» يهددان بتحول السمنة إلى كارثة

alarab
حوارات 17 أبريل 2022 , 12:25ص
حامد سليمان

تجب مكافحة السمنة عند الأطفال والمراهقين
أمراض كثيرة وخطيرة تهدد صحة الأطفال البدناء
العادات الغذائية الخاطئة تعرض المراهقين للاكتئاب والمشاكل النفسية
أطالب بتوفير وجبات غذائية صحية يومية لطلاب المدارس
يجب تشديد الرقابة على إعلانات المطاعم التي تستهدف الصغار
 

أكدت موضي الهاجري - مديرة قسم التغذية العلاجية والمجتمعية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية – أن السمنة في مرحلة الطفولة تختلف عن سمنة الاشخاص البالغين، حيث إن سمنة الطفولة تتمثل في زيادة عدد وحجم خلايا الدهن، بينما سمنة البالغين تتمثل في زيادة حجم خلايا الدهن، ولذا تعتبر أشد خطورة عند الأطفال من البالغين، حيث إن احتمالات بقاء السمنة واستمرارها عند الأطفال بعد البلوغ تصل نسبتها الى 70%.
 وقالت الهاجري في تصريحات خاصة لـ «العرب»: ما يميز السمنة التي تبدأ من الطفولة هو زيادة الخلايا الدهنية، مما يجعل عملية الوقاية من السمنة للمراحل العمرية الأولى أمرا ضروريا لأن إنقاص عدد الخلايا الدهنية بعد تكوينها نتيجة السمنة تكون غير متاحة، والوقاية من السمنة في مرحلة الطفولة أمر مهم جدا وذلك من خلال تشجيع الطفل على الحركة والنشاط البدني والاقلال من ساعات استخدام الاجهزة الالكترونية الذكية وكذلك ممارسة الوالدين العادات الغذائية الجيدة يمكن ان يساعد الطفل على تقليدهما و اكتساب عادات غذائية صحية.
واضافت: كما أن إبعاد أطفالنا من شبح السمنة يقيهم من أمراض كثيرة مرتبطة بالبدانة مثل: ضغط الدم المرتفع والاصابة بأمراض القلب الوعائي وارتفاع الكولسترول وارتفاع دهون الدم، كما أن تراكم طيات الجلد بعضها على بعض يجعلها أماكن شائعة للإصابة بالدمامل والتهيج الجلدي بسبب الاحتكاك كما تساعد السمنة على حدوث نسبة عالية من امراض العظام والمفاصل وانحناء الركبة الى الخارج، وأخيرا الأطفال البدناء عرضة لضغط نفسي كبير بسبب نظرة المجتمع إليهم.
لماذا تزيد السمنة 
 وعن أسباب زيادة نسبة السمنة بين الطلاب القطريين في المدارس قالت إن النمط غير الصحي في تناول الغذاء، وعادات الكسل تتسبب في تحول السمنة الى كارثة حقيقية، إذ يعتبر النظام الغذائي عند القطريين غنيا جدا بالدهون المشبعة والزيوت والسكريات، إضافة الى عدم الحركة والنشاط الرياضي والاعتماد الكلي على التكنولوجيا والجلوس أمام أجهزة الكمبيوتر أو بمشاهدة التلفزيون لفترات طويلة تزيد من السمنة.

القلق والاكتئاب النفسي

وأوضحت أن نسبة الخمول البدني تزيد لدى الأطفال المصابين بالسمنة، وقالت الهاجري: وتقف الظروف النفسية وراء السمنة في دولة قطر، حيث أن الكثير من الأطفال والمراهقين يعانون من الاكتئاب والقلق بسبب الخمول البدني وعدم ممارسة التمارين الرياضية أو بذل أي جهد بدني، إضافة الى ما يحدث من اضطرابات في النظام الغذائي. 
وأضافت: الأكيد ان معظم الأسباب تعود الى المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتحسين الكبير في مستوى المعيشة لدى سكان دولة قطر مما دفعهم الى تغيير النمط الغذائي الاستهلاكي، من خلال وفرة وتنوع مصادر وأشكال الأغذية وطرق اعدادها وتصنيعها وارتفاع محتواها من النشويات والسكريات والدهون، بالإضافة الى الخمول وقلة النشاط والاعتماد على وسائل المواصلات المريحة وطول فترات الجلوس وغيرها من الأنماط الحياتية غير الصحيحة التي ساهمت جميعها في ارتفاع السمنة بين الأطفال والمراهقين.
 
الحلول الوقائية والإجرائية

وقالت مديرة التغذية العلاجية في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في حديثها لـ «العرب»: من بين الحلول الوقائية والاجرائية اقترح ابرام العقود مع الفنادق العالمية ذات المعايير المعتمدة والجودة العالية لتجهيز وجبة طلاب المدارس المتكاملة المنوعة داخل صندوق كرتوني، يكتب عليه كل يوم معلومة تغذوية مثل فائدة التفاح او الفواكه والخضروات بشكل عام.
وأضافت: يجب أن تحتوي هذه الوجبة على سندويش صحي مكون من الخبز الأسمر فيه لبنة أو جبنة أو تونة أو بيض مسلوق أو امليت مع شرائح الخس والخيار والجزر وثمرة فاكهة وقنينة من الماء وعلبة لبن أو روب أو حليب قليل الدسم، وكمية من المكسرات النيئة وحبات من التمر، ووقف جميع الموردين الحاليين من أصحاب الكافتيريا والمطاعم الصغيرة للمعجنات لأنها غير حاصلة على معايير الجودة العالية.
وتابعت: كما أن العصائر التي تباع للطلاب مليئة بالسكريات والمواد الحافظة والملونة مثل شراب البرتقال وغيرها، ويتم أيضا الاشراف على اعداد ومحتوى هذه الوجبات من جهات مختصة مثل الرعاية الأولية او مؤسسة حمد الطبية للتأكد من توافر شروط النظافة والتخزين الصحي.

حصص رياضية إلزامية

قالت مديرة التغذية العلاجية بالرعاية الصحية الأولية: كما اقترح أيضا ان تكون الحصص الرياضية يومية والزامية لجميع طلاب المدارس، وعمل فيديوهات رياضية من قبل الهيئة التدريسية لقسم الرياضة، والاستعانة الاتحادات والأندية الرياضة القطرية للمشاركة مع المدارس والتأكيد على الممارسة الصحيحة والمفيدة للدروس والحصص الرياضية.
وأضافت: كما اقترح عند مكافأة الطلاب المشاركين والفاعلين في الصف عدم اعطائهم الحلوى والشكولاتة بل مكافأتهم بالفواكه والتمور والمكسرات، وعند مكافأة الطلاب المتميزين في الطابور الصباحي عدم مكافأتهم بالأجهزة الالكترونية بل أجهزة رياضية، لتساعدهم على الحركة مثل السيكل أو الاشتراك لمدة في اي ناد صحي رياضي، واشراكهم في مسابقات والعاب تنافسية.
وأردفت: سمنة طلاب المدارس مسؤولية مشتركة وكل طرف له دور مهم جدا في مكافحتها ولأن «عيالنا» هم جيل المستقبل، وقطر تستحق الأفضل، فيجب على المدرسة والطاقم التدريسي أن يقدم ما هو أفضل، وكذلك أولياء الأمور عليهم الاهتمام أكثر بصحة ابنائهم وعدم تركهم دون رقابة صحية وغذائية.


أخصائية تغذية علاجية

اقترحت موضى الهاجري أهمية وجود أخصائية تغذية علاجية ومجتمعية في المقصف المدرسي بدل أمينة المقصف لعمل أنظمة غذائية صحية للطلاب البدناء، ووقاية الطلاب الآخرين من زيادة الوزن والسمنة تعمل على الاتجاهين العلاجي والوقائي وجودها ضروري في المدرسة ويكون لها دور فعال مع ممرضة المدرسة بحصر عدد الطلاب البدناء، وعمل برنامج غذائي ورياضي لمدة 9 أشهر خلال الفترة الدراسية الكاملة.