مشروع قانون لتجريم الاعتداء على قوات الأمن والجيش في تونس

alarab
حول العالم 17 أبريل 2015 , 06:34م
رويترز
طالبت نقابة الصحافيين اليوم - الجمعة - السلطات في تونس بسحب مشروع قانون يعرض أمام البرلمان، ويتعلق بحماية قوات الأمن والجيش، ووصفته بأنه معاد لحرية التعبير والصحافة، ويؤسس لدولة ديكتاتورية، وبعد أربع سنوات من الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي تشق تونس طريقها - بثبات - بعد أن أكملت انتقالها الديمقراطي بانتخابات حرة ودستور جديد، العام الماضي.

لكن الحرب التي تخوضها السلطات على المجموعات المتشددة - سعيا للحفاظ على الديمقراطية الناشئة - أصبحت تثير مخاوف جماعات حقوقية في الداخل والخارج، مع استعداد البرلمان لمناقشة مشاريع قوانين تتعلق بمكافحة الإرهاب، وتجريم الاعتداء على قوات الأمن والجيش.

والشهر الماضي هاجم مسلحان متحف باردو، وقتلا 21 سائحا أجنبيا، في واحدة من أسوأ الهجمات في تاريخ البلاد، تبناه تنظيم الدولة الإسلامية.

ويتيح مشروع قانون الإرهاب المعروض على البرلمان سلطة أكبر لقوات الأمن، ويزيد من مدة الإيقاف التحفظي، إضافة إلى السماح بالتنصت على المكالمات الهاتفية، حتى زرع أجهزة تنصت ومراقبة في
مكاتب أو بيوت، وفقا لنواب بالبرلمان. 

أما مشروع تجريم الاعتداء فيتضمن تقييد إتاحة المعلومات بالنسبة للصحافيين، وعقوبات قاسية للاعتداء على أفراد قوات الأمن والجيش، أو مقراتهم أو عرباتهم.

وبدأ البرلمان المنتخب دراسة المشاريع، لكن نقابة الصحافيين في تونس عبرت عن تخوفها من قانون تجريم الاعتداء على القوات، وطالبت بسحبه فورا.

وقالت في بيان: "في الوقت الذي تسعى فيه بلادنا إلى وضع أسس نظامها الديمقراطي، خاصة بعد المصادقة على الدستور، فوجئت نقابة الصحافيين بتقديم مشرِّع القانون المتعلق بزجر (تجريم) الاعتداء على قوات الأمن الداخلي والقوات المسلحة العسكرية - الذي عرضته الحكومة على مجلس نواب الشعب هذا الأسبوع - مشروعا مناقضا في أغلب فصوله لروح الدستور، ومعاديا لحرية الصحافة وحرية التعبير". 

وأضافت أن هذا من شأنه أن يعيد إلى الأذهان ترسانة القوانين التي أسست للنظام الشمولي قبل الثورة، وأن يزيد من مخاوف الإجهاز على مجمل مكتسبات الحرية التي تحققت.

وتأتي هذه الخطوات بينما قال صحافيون إن هناك تضييقا على حرية الصحافة في الآونة الأخيرة، وسعيا للسيطرة على الإعلام من قبل رئاسة الجمهورية بهدف تجنب انتقاد الرئيس الباجي قائد السبسي. لكن رئاسة الجمهورية رفضت الاتهامات، وقالت إنها لا تمارس أيَّة رقابة، بل إنها ضامنة لحرية التعبير.

وحرية التعبير من أبرز المكاسب التي نالها التونسيون بعد الثورة، بينما لا يزال الاقتصاد ضعيفا، ويمثل المسلحون الإسلاميون خطرا حقيقيا.

وقال نقيب الصحافيين ناجي البغوري إن هناك عدة فصول في القانون تؤسس لما وصفها بدولة ديكتاتورية بوليسية، من بينها عودة العقوبات السالبة للحرية في مجال الصحافة.  

وينص الفصل السادس من مشروع قانون تجريم الاعتداء على قوات الأمن والجيش على "السجن مدة عشرة أعوام، وبخطية (غرامة) قدرها خمسون ألف دينار لكل شخص ليست له صفة في مسك أو استعمال أو حفظ أو تداول سر من أسرار الأمن الوطني، أو الاستيلاء عليه أو النفاذ
إليه أو الاطلاع عليه أو إتلافه أو نسخه أو إفشائه أو تغييره".

ولطالما استعمل الرئيس السابق ابن علي قوانين مشابهة؛ لضرب حرية التعبير والصحافة، من بينها فصول تقضي بالسجن لكل من يسيء للأمن الاقتصادي في البلاد، وهو ما يعني التضييق على الانتقادات حتى للإجراءات الاقتصادية المتخذة آنذاك.

وقالت النقابة - في بيانها - إن مشروع القانون تضمن عقوبات قاسية لا توجد إلا في الأنظمة الديكتاتورية، على غرار السجن مدى الحياة لكل من يقوم بتحطيم عربة أمنية.