قطريون زاروا عمان لمشاهدة الثلوج مطلع العام الحالي
حوارات
17 أبريل 2012 , 12:00ص
حوار: علي القيسية
قال وزير السياحة الأردني نايف حميدي الفايز إن بلاده تعول على تدفق السياحة العائلية القطرية والخليجية للمملكة صيف العام الحالي، فيما أعدت عمّان البرامج والظروف الكفيلة لاستقبالهم.
وأكد الوزير الأردني في حوار خاص مع «العرب» أن بلاده شرعت في تنفيذ برنامج للتسهيلات الخاصة للسياح القطريين والخليجيين، الذين سيجدون في بلاده خياراً سياحياً وملاذاً مستقراً يلبي تطلعاتهم لتمضية إجازة صيف ممتعة.
وكشف الوزير النقاب عن نمو عدد السياح القطريين الذين قصدوا المملكة لأغراض السياحة والاستشفاء خلال الشهرين الأوليين من العام الحالي بواقع %22. مرجحاً زيادة تلك النسبة مع دنو الموسم الصيفي.
وزار نحو 10 آلاف قطري عمان والمدن الأردنية الأخرى خلال العام الماضي، حيث قصد بعضهم المواقع السياحية الأثرية والتاريخية فيما ذهب آخرون للمعالم الدينية، في وقت ذهبت شريحة أخرى تجاه المراكز العلاجية والمستشفيات فضلاً عن المنتجعات الطبيعية لأغراض الاستشفاء.
وقد قال الوزير خلال الحوار إنه رأى خلال الشتاء الأخير الذي تخلله تراكم الثلوج في بلاده غير مرة عدداً كبيراً من الزوار القطريين والخليجيين الذين قصدوا عمان وبقية المناطق المرتفعة للاستمتاع بالأجواء المرافقة لتساقط وتراكم الثلوج في العاصمة التي ترتفع بعض أحيائها عن مستوى البحر بنحو 1100 متر.
وشهد الحوار مع الوزير تأكيد الأخير على إصدار حزمة من التسهيلات والإجراءات التي تسهّل توافد السياح القطريين للمنافذ الحدودية البرية الأرضية عبر الأراضي السعودية وتأكيده على السماح بإدخالهم مركبتين بدلاً من واحدة نظراً لأن غالبية زوار المملكة من العائلات التي تفضل عمان لأغراض السياحة الأسرية أو المحافظة.
واعتبر الفايز أن السائح القطري القادم لبلاده يتميز بطول فترة الإقامة والزيادة في معدل الإنفاق، ما يجعله يتبوأ مكان الصدارة بالنسبة للسياحة العربية والعالمية الوافدة إلى المملكة.
وفيما يلي نص الحوار..
¶ قمتم بجولة خليجية ترمي للترويج للسياحة الأردنية قبيل بدء الموسم الصيفي، فما تقديركم لنجاح هذه الجولة، وما حجم التطلعات لموسم سياحي ناجح؟
- نعم قمنا بجولة لعدد من المدن الخليجية بغية الترويج للمنتج السياحي الأردني عامة والتأكيد على طبيعة السياحة الأسرية التي تتمتع بها المملكة منذ سنوات عديدة، وهي السياحة التي تفضلها شريحة واسعة من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي.
ولقد لقينا تجاوباً واهتماماً كبيرين حيال تلك البرامج التي سنطرحها خلال فصل الصيف والتي ستمكن الزائر الخليجي عامة والقطري خاصة من تمضية إجازة جميلة يتنقل خلالها بين الصحراء والبحر والجبال ذات الطبيعة الجميلة بيسر وسهولة، كما حرصنا على إيصال رسالة تفيد بمنحنا الزوار الخليجيين معاملة تفضيلية على المنافذ البرية والجوية.
أتوقع أن نستقطب خلال الموسم السياحي الصيفي أعداداً غفيرة من الزوار الخليجيين الراغبين في زيارة عمان والمناطق الأخرى من المملكة والراغبين أيضاً في رؤية المعالم الأثرية التي تزخر بها البلاد من شمالها لجنوبها، كما يتوق كثيرون لزيارة الأماكن الدينية المنتشرة في أرجاء المملكة.
¶ ما التسهيلات التي تقدم للسائح القطري خاصة والخليجي عامة؟
- لقد حرصنا خلال هذه الجولة على التأكيد على أهمية السائح الخليجي القادم للأردن التي تقتسم مع هذه البلدان الكثير من العادات والتقاليد العربية التي تحض على الكرم وطيب الاستضافة.
كما أكدنا على إطلاقنا لبرامج خاصة تهدف لتيسير دخول وتنقل السائح الخليجي في المملكة بدءاً من السماح له بإدخال مركبتين عوضاً عن واحدة كما كان الأمر في السابق، كما سيخصص لهم مداخل خاصة في المطار والمعابر الحدودية لإجراء المعاملات بسرعة، كما حرصنا على تيسير دخول الجنسيات المرافقة لهؤلاء الزوار، إذ سيسمح للجنسيات التي يتطلب دخولها تأشيرة بالدخول لأراضي المملكة اعتماداً على الإقامة التي يحملونها بالدولة الخليجية.
وبتوجيهات من الملك عبدالله الثاني بن الحسين، فقد حرصنا على إجراء ترتيبات خاصة على الحدود قبيل بدء موسم الصيف لتسهيل دخول السياح العرب والمغتربين الأردنيين.
كما حرصنا على اتباع طريقة يتساوى بها السائح الخليجي بالمواطن الأردني في الدخول للمواقع الأثرية الشهيرة، إذ يقتصر الأمر على دفعهم دينار واحد (نحو 5 ريالات) لدخول مدينة البتراء في حالة سياحة المجموعات، على أن يسمح بدخول الأطفال مجاناً في سياق حرص الوزارة على جذب مزيد من السياح العرب.
نتوقع ارتفاع نسب الحجوزات السياحية إلى الأردن خلال الموسم السياحي الصيفي بشكل ملفت، نتيجة لما تتمتع به المملكة من أمن واستقرار وتنوع بالمنتج السياحي الديني والعلاجي والثقافي والترفيهي، حيث تعد الأردن الوجهة العلاجية الاستشفائية عربياً والخامسة عالمياً.
¶ ما مكانة الأردن بين الوجهات السياحية الأخرى؟
- تعد الأردن وجهة سياحية أساسية خصوصاً لأبناء دول مجلس التعاون الخليجي، ولأجل ذلك صممنا برنامجاً خاصاً بهم يهدف لبلوغ العدد المستهدف منهم خلال الموسم المقبل، وبالفعل فقد تواردت أعداد منهم للمملكة خلال ربيع العام الحالي، بل إن بعضهم زار المملكة في الشهرين الأوليين للتمتع بأجواء تساقط الثلوج التي تراكمت في غير موضع من البلاد.
نؤكد أن الأردن يعد الوجهة الأكثر تفضيلاً للأسر الخليجية، ولذلك سيرون هذا العام مزيداً من البرامج والسياسات التي وضعت لتلبية تطلعاتهم.
شريحة من أبناء دول الخليج العربي يفدون للأردن بصورة دائمة لأغراض السياحة الاستشفائية نظراً لتقدم المملكة على هذا الصعيد، كما أن هناك أعداداً كبيرة من قطر والبلدان الخليجية الخمس الأخرى التي تبتعث أبناءها للدراسة في الجامعات والمعاهد الأردنية.
تعد عمان المدينة الأفضل مناخاً في المشرق العربي خلال الصيف من حيث اعتدال نسب الحرارة فضلاً عن غياب الرطوبة، ونظراً لتمتع العاصمة بعدد كبير من المرافق، فإنه يتوقع أن تكون الوجهة الأبرز للسياح الخليجيين، من دون أن نبخس حق المدن الأخرى من تلك السياحة، فكثيرون سيقصدون المدينة التاريخية جرش لحضور مهرجانها السنوي الشهير، فيما يفضل البعض الآخر الذهاب للأماكن المرتبطة بالتاريخ الإسلامي أو المسيحي.
وفي هذا الصدد، يتواجد في المملكة مقامات الصحابة الكرام وقبورهم كما تتواجد مواقع معركتي مؤتة واليرموك، كما يتواجد المغطس الواقع على نهر الأردن الذي يعد مقصداً سياحياً مقدساً لدى شريحة من الإخوة المسيحيين.
¶ ما طبيعة إقامة السائح القطري والخليجي؟
- يتميز السائح القطري بطول مدة إقامته في المملكة التي شهدت زيارة نحو 10 آلاف قطري خلال العام الماضي، كما نما عددهم بواقع %9 خلال الشهرين الأوليين من العام الحالي، تلك مؤشرات تشي بنمو مرتقب على صعيد أعدادهم للسنة برمتها.
العام الماضي شهد انكماشاً في الأداء السياحي بصفة عامة نتيجة التطورات الجيوسياسية بالمنطقة، غير أن ذلك الانكماش جاء تالياً لنمو قوي.
¶ إطلاقكم للحملة الترويجية الخليجية يتزامن مع امتلاء الغرف الفندقية والأسرة في المستشفيات نتيجة تدفق آلاف الليبيين لأغراض العلاج في المملكة، فهل ستكونون جاهزين لاستقبال سياح من الخليج في ظل هذه المعطيات؟
- صحيح، هناك أعداد كبيرة من الأشقاء الليبيين الذين يتلقون العلاج في بلدهم الثاني الأردن، وقد أسهم تدفقهم المتسارع في امتلاء المتاح من الغرف الفندقية ونظيراتها في المستشفيات، غير أنهم يأتون للعلاج ومن ثم المغادرة، حيث يقصدون المملكة منذ سنوات سبقت الثورة التي شهدتها بلادهم.
نسبة الإشغال المرتفعة والمفاجئة التي حصلت في المرافق الأساسية من قبل الأشقاء الليبيين كانت على حين غرة، حيث كانت الحاجة ماسة لإجراء تنسيق وتنظيم أكثر بين عمان ومسقط لترتيب وصولهم، لكننا قادرون على استضافة آلاف الزوار الخليجيين في الصيف دون النظر للمتطلبات التي ترتبت على تدفق الأشقاء الليبيين للعلاج.
نحن لا نعتمد على نوعية محددة من العلاج أو على جنسية من شأنها رفع نسب الإشغال لفترة محددة، ومن ثم يتم تركهم للمرافق الفندقية أو العلاجية، إذ يلاحظ أن السياحة القادمة من أوروبا وأميركا الشمالية نمت أيضاً خلال الشهرين الأوليين من العام الحالي بنحو %42 مقارنة بذات الفترة من العام المنقضي.
خلال العام الماضي استقبلت المملكة قرابة مليون سائح خليجي منهم من جاء بغية المرور لكن الغالبية العظمى جاءت للإقامة، حيث يبلغ معدل إقامة الشخص الواحد قرابة 12 يومياً.
وأثناء العام المذكور بلغت نسبة السياح من دولة قطر القادمين للمملكة لأغراض الدراسة حوالي %24.5، أما القادمون لأغراض العلاج فقد بلغت نسبتهم %6.9 من سياح المبيت، في حين بلغت نسبة القادمين بغرض الاستجمام وقضاء العطلات حوالي %26.
¶ ما الميزة النسبية التي تحظى بها السياحة بالأردن بالمقارنة مع الوجهات الأخرى؟
- تتمتع المملكة باستقرار سياسي وأمني ومرافق ترفيهية مشابهة لنظيراتها الخليجية، كما تتمتع بتنوع المناخ وما يترتب عليه من تنوع في طبيعة السياحة، إذ يمكن للزائر التنقل من أخفض منطقة في العالم وهي البحر الميت ذات الحرارة المرتفعة باتجاه عجلون الباردة خلال الصيف في مدة لا تتجاوز الساعة، كما أن لديه على اتخاذ عمان مقراً له والتنقل في المناطق السياحية المحيطة وفقاً لبرنامجه الخاص.
تتميز الأردن بوجود السياحة الاستشفائية من خلال المياه الطبيعية في حمامات ماعين فضلاً عن البحر الميت التي تستخدم لأغراض معالجة الروماتيزم وآلام العظام، كما يمكن الاستفادة من السياحة الصحراوية في وادي رم ذات الطبيعة الخلابة حيث الصخور الشاهقة التي تتيح فرصة التسلق لرواد هذا النوع من السياحة، كما تتواجد الأماكن المرتبطة بالفتوحات والتاريخ الإسلامي فضلاً عن المسيحي التي شكلت هوية المكان وتاريخه.
تعد عمان أكثر مدينة في المنطقة من حيث توافر الأوكسجين وفقاً لدراسات علمية، كما يعد البحر الميت أكبر منتجع طبيعي على سطح الأرض، وهي عناصر توفر ميزات في المملكة دون سواها.
لقد سخرت الحكومة الأردنية كافة إمكاناتها في الترويج لمقومات المملكة السياحية وكل ما تتمتع به من مزايا تستقطب السائح بشكل عام والسائح الخليجي بشكل خاص، ونتطلع إلى الترحيب بإخواننا العرب والخليجيين في الأردن.