انطلقت فعاليات مهرجان الدوحة المسرحي في دورته الـ»34» الذي ينظمه مركز شؤون المسرح في الفترة من 16 وحتى 27 مارس الجاري بالحي الثقافي «كتارا»، مساء أمس بعد غياب دام «5 سنوات». تتزامن هذه الدورة من المهرجان التي تقام تحت رعاية سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة مع مرور «50» عاما على انطلاق الحركة المسرحية في دولة قطر.
إذ أثرى المسرح خلال تلك العقود الخمسة الماضية المجتمع القطري بالقيم الفنية المسرحية وعزز العادات والتقاليد وعكس الهوية الوطنية، من خلال العديد من الأعمال التي خلدها أرشيف الفن في قطر وتركت بصمة واضحة ومؤثرة في الذاكرة.
حضر العرض الأول المهرجان الذي شهد في الوقت نفسه تدشين مهرجان المسرح الجامعي مجموعة من رواد المسرح القطري وأسماء كبيرة من الفنانين، والمخرجين الذين تابعوا عرض مسرحية «ست شخصيات تبحث عن مؤلف «إضافة إلى جمهور المسرح المتعطش للعروض المسرحية، خصوصا بعد تداعيات جائحة كورونا، والتي كانت تؤثر على الحركية المسرحية بشكل خاص لاعتمادها على تواجد الجمهور في العروض والحركة الثقافية ككل.
وتستكشف المسرحية مستويات مختلفة من الوهم والواقع. كان له تأثير كبير على الكتاب المسرحيين اللاحقين، لا سيما الممارسين لمسرح العبث مثل صموئيل بيكيت ويوجين إيونيسكو وجان جينيه، وكذلك جان أنويله وجان بول سارتر.
وتدور أحداث مسرحية ست شخصيات تبحث عن مؤلف، التي كتبت بالإيطالية للكاتب الإيطالي لويجي بيراندلو عام 1921 حول العلاقة بين الكتاب وشخصياتهم، والعاملين في المسرح، عرضت لأول مرة في مسرح فال في روما، ليعاد عرضها مساء أمس على مسرح الدراما بكتارا الذي احتضن الفرقة التي ضمت أسماء مبدعة من شباب الجامعات
وأكد الممثل عبدالرحمن المنصوري لـ»العرب» أن نص مسرحية «ست شخصيات تبحث عن مؤلف» نص صعب، لكن فريق العمل أصر على خوض التحدي، وقال «إن القراءة المستمرة للنص والتجربة الكبيرة التي خضناها بين النصوص العالمية، والخبرة التي يمتلكها المخرج إبراهيم لاري، تم العمل كفريق على النص للمؤلف العالمي لويجي براندللو، حيث قمنا بإعداده بما يتناسب ويتوافق مع مجتمعنا، حيث سعينا إلى إبراز بعض المشاهد المسرحية لمؤلفين قطريين نعتز ونفتخر بهم كونهم قدموا تاريخا عريقا للمسرح القطري»، مشيرا إلى أن الصعوبات التي واجهها فريق العمل كانت في تأقلم الممثلين مع نوعية السينوغرافيا المستخدمة وهي سينوغرافيا مبتكرة اكتشفها الجمهور خلال العرض.
وقال الممثل عيسى الخزاعي: «إن الدور لم يكن سهلا لكن تفاعل الجمهور منذ بداية المسرحية جعله هو وزملاؤه يشعرون بالثقة، والقدرة على إقناع الجمهور بالأداء، واعتبر عيسى أن الاحتكاك مع كبار الساحة المسرحية القطرية إضافة كبيرة لهم وهو ثمرة من ثمار المشاركة في المهرجان. وذكرت الممثلة لولوة لـ «العرب» إن المسرحية عرضت أمام جمهور خاص من نخبة الساحة المسرحية القطرية، والتفاعل كان إيجابيا جدا وهو أمر يدعو للفخر، وقالت: «من استطاع أن يرسم البسمة على وجوه ممثلين وفنانين ومخرجين، فإنه قادر على إضحاك عموم الجمهور مستقبلا.