وقال "السعيد" في حوار أجراه مع إحدى الصحف المصرية: "نعيش أياما أسوأ من عصر مبارك، وصبر الشعب المصري ينفد قطرة قطرة، وللصبر حدود".

وأضاف: "مصر في مأزق حقيقي، وإنه لا بد أن يدرك رئيس الوزراء ووزراؤه ذلك، لأنهم يرتكبون أخطاء فادحة، وعلى سبيل المثال أرسلت وزارة الداخلية رسالة رسمية سرية إلى رئيس الشركة القابضة للمياه، مفادها أنه بناء على تعليمات الرئيس (يقصد السيسي) جرى استقصاء رأي لموقف الشرائح الفقيرة مما يجري الآن، فاستبان أن الفقراء مستاؤون من رفع أسعار المياه".

واستطرد: "ذهبت نسخة من الخطاب إلى رئيس الوزراء، الذي جاء رد فعله عكس إرادة المواطنين، ورفع مجددا أسعار المياه، قبل موعد الزيادة، التي كان من المقرر تطبيقها في بداية شهر يوليو المقبل، ليضع الجميع - وعلى رأسهم السيسي - أمام الأمر الواقع، وأعطى لقارئي العدادات حق "الضبطية القضائية"، وحق قطع المياه".

وتابع رفعت السعيد بالقول: "نحن في وضع أسوأ من عهد مبارك، فوقتها كان الوزراء بـ"يختشوا على دمهم"، وأما الآن فرئيس الوزراء الحالي غير قادر على إيجاد حلول حقيقية، ويخشى كبار المستثمرين، ويسعى لجذب استثمارات خارجية، ويرى أن الحل يكمن في الركوع لهم، وعلى الفقراء الاحتمال كما تحملوا طوال حياتهم".

وحذر السعيد من أنه "ما لم يشعر المواطن الفقير بأن الدولة تعلم أنه فقير، وتضعه في الاعتبار، ستحدث كارثة".

واختتم حواره بالقول: "بالإضافة إلى تقديم العديد من التنازلات لجذب الاستثمار لصالح تحقيق مشروع عام لا يطعم الفقراء، لا يجب التعويل على صبرهم، لأنه لا أحد يعلم خريطة تفكير الشعب المصري، أو متى ينتهي صبره، ويثور"، على حد وصفه.

وعلى الدرب نفسه، انتقل الناشط السياسي المهندس ممدوح حمزة، الذي كان أحد أعمدة الدعم للنظام المصري، من تأييد عبد الفتاح السيسي إلى صف المعارضة الغاضبة، وأصبح يطالب - صراحةً - بعقد انتخابات رئاسية مبكرة، مؤكدا بقوله: "السيسي غير قادر على تولي حكم البلاد". 

واعتبر حمزة أنَّ "السيسي غير قادر على تحقيق الاستقرار"، وقال إنَّ "مشروعاته استنزفت العملة الأجنبية"، وشدَّد على "أهمية عقد تسوية مع جماعة الإخوان"، جاء ذلك خلال حوار له نشرته صحيفة "التحرير" المصرية. 

وأضاف "حمزة": "أرى أنَّ السيسي غير قادر على تحمل المسؤولية، ولو بيحب البلد يدعو لانتخابات رئاسية مبكرة خلال ثلاثة أشهر من الآن، وهو لديه الحرية المطلقة في ترشيح نفسه، وإذا اتخذ هذا المسار ماحدش يقدر يتكلم بعد كده. أرى أنَّ عددًا كبيرًا من الذين صوتوا للسيسي سحبوا ثقتهم منه الآن، وأنا أحدهم، لا سيَّما لأنَّه فشل في كل شيء، سياسيًّا واجتماعيًا واقتصاديًّا، كما أنَّه فشل كمقاول". 

وتابع "حمزة": "من ضمن الأخطاء الكارثية التي وقع فيها السيسي، الإصرار بدون أي وعي أو دراسات جدوى على أعمال يطلق عليها مشروعات قومية، ولا تمثل أولوية، واستنزفت العملة الأجنبية، ولم يركز على التعليم والصحة، وجعل مركز الثقل على أعمال المقاولات، كما أنَّ من ضمن أخطائه أيضًا الظلم الواقع على الشباب واعتقالهم وتعذيبهم وسجنهم".

يشار إلى أن رئيس النظام المصري الآن، يحاول تخفيف غضبة الشعب والتغطية على انهيار أعمدة الاقتصاد بالدولة، خاصة بعد تخطي الدولار حاجز الـ10 جنيهات لأول مرة في تاريخ مصر، وطالب السيسي المصريين بالصبر عليه وتحمل الأزمات الاقتصادية.

وقال "السيسي" - في مداخلة هاتفية مفاجئة له بأحد البرامج الحوارية المصرية، أوائل الشهر الجاري، مخاطبا الشعب -: "أنتم أهلي وناسي، وأنا أبذل أقصى جهد لأغير الواقع المؤلم الذي تراكم عبر سنوات طويلة، وأرجو منكم أنكم تعطوني الفرصة وتصبروا، أنا شغال منذ 20 شهرا فقط وليس 20 عاما، لو جبتلكم اللي اتعمل في العشرين شهر دول هتستغربوا من حجم المجهود اللي اتعمل في سيناء، وفي موضوعات خلال سنة ونص هتشوفوها بتخلص بشكل كويس".

وطالب رئيس النظام في تصريحات بائسة، تؤكد وصول الاقتصاد المصري لمنحدر اللاعودة، المصريين بضرورة الثقة فيه والصبر عليه، قائلا: "من فضلكم يا مصريين، لازم يكون عندكم ثقة فيا، ومحدش يشككم في أي حاجة، ولازم يكون عندكم شيء من الجلد والصبر ونتحمل شوية".

وحاول السيسي التقليل من الغضب الشعبي تجاه الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، زاعما أنَّ "مصر لا تعاني وحدها، بل إن أغلب دول العالم تواجه أزمة اقتصادية، ومصر جزء من هذا العالم".