جمود في عملية استعادة تكريت بعد تفخيخ "الدولة الاسلامية" كل شيء
حول العالم
17 مارس 2015 , 05:51م
ا.ف.ب
تواجه العملية العسكرية التي تشنها القوات العراقية منذ أكثر من أسبوعين لاستعادة تكريت جمودا اليوم الثلاثاء، بعدما عمد مئات من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية المتحصنين في مركز محافظة صلاح الدين، إلى تفخيخ "كل شيء" فيها.
وتمكنت القوات العراقية ومسلحون موالون لها من فصائل شيعية وأبناء بعض العشائر السنية، من استعادة مناطق محيطة بالمدينة التي يسيطر عليها الجهاديون منذ يونيو، إلا أن التقدم داخلها كان اصعب.
وقال جواد الطليباوي، المتحدث باسم "عصائب أهل الحق" الشيعية التي تقاتل الى جانب القوات الأمنية "زرعوا العبوات في جميع الشوارع والمباني والجسور... (فخخوا) كل شي".
وأضاف "توقفت قواتنا بسبب هذه الاجراءات الدفاعية"، مشددا على الحاجة الى "قوات مدربة على حرب المدن".
ولجأ التنظيم الى القنص والهجمات الانتحارية والعبوات الناسفة المزروعة في المنازل وعلى جوانب الطرق لمواجهة تقدم القوات التي تفتقد للتجهيزات الآلية لتفكيك العبوات، وتعتمد حصرا على العنصر البشري.
وشدد الطلباوي على أن "معركة استعادة تكريت ستكون صعبة بسبب التحضيرات التي قام بها تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة من البلاد منذ يونيو.
وأشار الى أن الجهاديين محاصرون في أحياء المدينة (160 كلم شمال بغداد)، مقرا بأن "الشخص المحاصر يقاتل بشراسة".
وانطلقت عملية تكريت في الثاني من مارس، بمشاركة نحو 30 ألف عنصر، في أكبر هجوم عراقي ضد التنظيم.. وفشلت القوات الأمنية ثلاث مرات في السابق في استعادة تكريت.
إلا أن هذه العملية بدت أفضل تخطيطا، ويشارك فيها عدد أكبر من السابق.
وقال عدنان يونس المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر العراقية في محافظة صلاح الدين، لفرانس برس "وفقا لتقديراتنا لم يبق سوى 20 بالمئة من أهالي تكريت" داخل المدينة.
وأضاف "لا يتجاوز عددهم ثلاثين ألفا وربما أقل.. هؤلاء الأهالي باقون لأنهم لايملكون المال الكافي للمغادرة، ليس لديهم سيارات، غير قادرين، أو لأنهم اختاروا التعاون" مع الدولة الإسلامية.
وتمكن المقاتلون من استعادة مناطق محيطة بالمدينة، واقتحموا الأسبوع الماضي حي القادسية في الجزء الشمالي منها، دون استعادته بالكامل.
إلا أن حدة المواجهات تراجعت في الأيام الماضية، لتقتصر اجمالا على القصف المدفعي، وبعد تدخل سلاح الطيران العراقي ذي القدرة المحدودة.
وكان وزير الداخلية محمد سالم الغبان الذي تتبع له قوات الشرطة، أعلن الاثنين "توقف" العملية، للحد من خسائر القوات، دون ان يحدد السبل التي ستسمح باستئناف العمليات.
ولم يتضح موقف باقي قيادات العملية.
وكان قائد عمليات صلاح الدين الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، أكد الأحد أن مشاركة التحالف الدولي بقيادة واشنطن في عملية تكريت "ضرورية"، عازيا عدم حصول ذلك الى سبب "سياسي" وليس عسكري.
وفي مقابل هذا الغياب، برز دور ايراني تمثل بوجود قادة عسكريين ايرانيين في محافظة صلاح الدين، ودور الفصائل الشيعية المدعومة من طهران، والمنضوية تحت مظلة "الحشد الشعبي".
ولجأت الحكومة الى الحشد لمساندة قواتها الأمنية في استعادة المناطق التي سقطت بأيدي الجهاديين، لا سيما بعد انهيار العديد من قطعاتها الأمنية.