هل الرياضة جزء من البرنامج اليومي أم «السنوي» للمجتمع

alarab
تحقيقات 17 فبراير 2023 , 12:35ص
يوسف بوزية

أكد عدد من الخبراء والمواطنين أهمية نشر الوعي العام بالأنشطة الرياضية وترسيخ ثقافة ممارستها طوال العام، منوهين بضرورة ألا تكون مرتبطة بمناسبة اليوم الرياضي فقط، وأشاروا إلى أهمية ممارستها بالنسبة لمختلف الفئات المجتمعية بمن فيهم الأطفال والسيدات وكبار السن.
وأكدوا لـ «العرب» أن الرسالة الحقيقية التي يحملها اليوم الرياضي تتمثل في تحويل الرياضة إلى ثقافة وسلوك يومي ونمط حياة يعزز اللياقة البدنية لكافة العاملين بالدولة، مما ينعكس على مستوى الكفاءة والإنتاجية والوقاية من الأمراض المزمنة، وليس مناسبة استعراضية عند البعض لـ «الشو وأخذ اللقطة».
ونوهوا بأن توجه الدولة في اليوم الرياضي نحو المرافق والمنشآت الرياضية والميادين لممارسة الأنشطة الرياضية والمشاركة في هذه الفعاليات يعد تجسيدا للاهتمام الكبير الذي توليه الدولة للرياضة لفائدتها العظيمة للمجتمع وللإنسان، وثمّنوا النهضة الرياضية التي تشهدها الدولة ممثلة في قيام العديد من المرافق الرياضية على مستوى عالمي، وهو ما يستدعي زيادة الوعي المجتمعي تجاه الممارسة اليومية للرياضة وليس في المناسبات الوطنية دون غيرها.

د.إبراهيم بن صالح الخليفي: الرياضة في الأصل ممارسة طوال العام

قال الدكتور إبراهيم بن صالح الخليفي إن تخصيص يوم لممارسة الرياضة يعكس رؤية القيادة الحكيمة في بناء الإنسان والمجتمع، مشيراً الى أنها مبادرة قطرية طيبة تجعل للرياضة رمزية خاصة وقيمة لما لها من اعتبارات صحية للبدن والنفس، مؤكدا أن مثل هذه المبادرة تشجع الأجيال على ممارسة الرياضة وتنقل رسالة لأفراد المجتمع بأهمية الحركة وجعل الرياضة ممارسة يومية طوال أيام العام.. وليس مرة في العام.
وأضاف أنه شخصيا يمارس الرياضة بشكل شبه منتظم لإيمانه القاطع بأهميتها للجسم داعياً الجميع إلى إعطاء جزء من يومهم لممارستها وجعلها جزءا من البرنامج اليومي للأفراد، وأشار إلى المنشآت الرياضية العديدة والحديثة التي أنشأتها الدولة في السنوات الأخيرة، بما فيها المرافق الرياضية الحديثة ومسارات الدراجات الهوائية والمشي والتي تندرج جميعها في إطار رؤية قطر الوطنية 2030 وركيزتها التي تعنى بالتنمية البشرية، وهو ما يساهم في رفع الوعي المجتمعي بأهمية ممارسة الرياضة بشكل يومي قدر الإمكان، لافتا إلى أن أهمية هذه المناسبة تأتي من كونها فرصة للتذكير بالرياضة والحث على الحركة والنشاط البدني بانتظام لما لها من فوائد عديدة تعود بالنفع على الجميع أفرادا ومجتمعات ودولا.
وتوجه بوافر الشكر لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى لإصداره قرار تخصيص اليوم الرياضي للدولة، مما يؤكد اهتمام سموه بالرياضة ودعمه الكبير لها.

الكابتن محمد الأحرق: أهمية التوازن بين الرياضة اليومية والتغذية السليمة

أكد الكابتن محمد الأحرق، مدرب رياضي وأخصائي تغذية، أهمية التوازن بين ثلاثة أمور أساسية وهي التغذية السليمة، وممارسة الرياضة بشكل يومي، والاعتناء بالصحة النفسية لتحقيق النجاح في الحصول على حياة صحية سليمة، وتحقيق معادلة العقل السليم في الجسم السليم.
وأشار إلى أن أهمية المداومة على ممارسة الرياضة واتباع الغذاء الصحي، مؤكدا ان الرياضة أسلوب حياة ولا تستلزم اجبار أنفسنا على اتباع تمارين رياضية قاسية او صعبة بل يكفي التمارين الرياضية الخفيفة بما فيها رياضة المشي حتى لو كانت ساعة واحدة في اليوم.
وأكد الأحرق أهمية التغذية السليمة للحصول على جسم متوازن وصحي باتباع عدة أمور منها المحافظة على شرب الماء بانتظام وبالكميات المناسبة، والحرص على تناول البروتينات لما لها من أهمية في نمو وإصلاح الأنسجة وتنظيم التفاعلات الكيميائية الحيوية داخل وخارج الخلايا، وإعطاء أجزاء الجسم المختلفة القوام والقوة والمرونة، والحرص كذلك على تناول الكربوهيدرات وهي المسؤولة عن طاقة الجسم وعن عمليات تحليل الجلوكوز وتحويله إلى طاقة متاحة لأعضاء الجسم وأنسجته وعضلاته، كما أكد كذلك على أهمية الدهون للطاقة ولصناعة الكثير من الهرمونات كالتستوستيرون، وهامة كذلك لامتصاص الفيتامينات، وتعزيز صحة الدماغ وتنظيم معدل السكر في الدم، وأشار إلى أهمية الفيتامينات والأملاح المعدنية للجسم من خلال الحصول عليها بكميات مناسبة.
وبيّن الأحرق أهمية الرياضة للحصول على جسم سليم فهي تساعد في عملية الهضم وعلى تحسين الدورة الدموية، وتحد من الإصابة بآلام المفاصل والظهر، وتحسن جودة النوم وقدرة الدماغ على التركيز وعلاج الاكتئاب، كما تزيد من الثقة بالنفس.

الموسيقار محمد المري: الرياضة ليست حكراً على يوم معين

قال محمد المري، ملحن وموزع موسيقي، إن الرياضة ليست حكراً على يوم معين، مشيرا الى ان اليوم الرياضي هو رسالة مجتمعيّة حتى تكون الرياضة عادة للمجتمع.
وأعرب المري عن أمله أن تكون هذه المناسبة التي خصصتها قيادة الدولة الحكيمة لممارسة الرياضة في كل مؤسساتها العامة والخاصة، بمثابة تذكير بأهمية أن تكون الرياضة حاضرة معنا في كل حركاتنا وسكناتنا وليست مجرد ذكرى سنوية يكون بعدها الخمول والاسترخاء، واصفاً اليوم الرياضي للدولة بأنه يحمل رسالة مجتمعية بإدماج الرياضة ضمن سلوكنا اليومي وظاهرة صحية يجب الالتزام بها والمداومة عليها. 
وشارك المري في فعاليات اليوم الرياضي التي توزعت على مختلف أنحاء الدولة، حيث استقبلت أكثر من 100 حديقة على مُستوى الدولة الجمهور لممارسة مختلف أنواع الأنشطة والألعاب الرياضية، مثل: ملاعب كرة القدم والسلة والطائرة والتنس، ورياضة كرة الطاولة والشطرنج، وكذلك أجهزة اللياقة البدنية وصالات الجيم ومسارات الجري والمشي والدراجات الهوائية، وغيرها.

المهندس سالم المري: عبر الرياضة أنقصت وزني من 117 إلى 68 كجم

قال المهندس سالم المري: لقد اخترت ممارسة الرياضة وانخرطت في برنامج 365 يوم نشاط منذ العام 2015، مشيرا الى تمكنه خلال السنوات الماضية من انقاص وزنه بدرجة كبيرة، «فقد كان وزني حوالي 117 كيلوجراما، والآن وزني تقريبا 68 فقط»، مشيرا الى دور التمارين اليومية والتي ساهمت في تحسن حالته الصحية كثيرا ودعا الجميع إلى ممارسة الرياضة لان الرياضة صحة للجسد وتطرد جميع الامراض، ولا تحتاج للكثير من الوقت حيث ان ساعة واحدة خلال اليوم ستكون مفيدة ومن المهم جدا المثابرة والمحافظة على النشاط البدني والاستمرارية.
وأكد المري أن اختياره للانخراط في برنامج 365 يوم نشاط جاء من خلال اصابته بمرض السكر واستمرار معاناته مع ”الديسك” حيث وضعه الطبيب امام خيارين لا ثالث لهما: العملية الجراحية او ممارسة الرياضة لتقليل الوزن.
ونوه المهندس سالم بمستوى وتنوع المرافق الرياضية المكتملة التي أنشأتها الدولة، مثل الملاعب والمماشي وطواقم الرياضيين والمدربين، ومختلف أنواع التجهيزات الأخرى التي تقدمها الدولة وهو ما شجعه لاتخاذ طريق الرياضة.
وقدم المري شكره لوزارة الرياضة والشباب وللاتحاد القطري للرياضة للجميع على ما يقدم من أنشطة رياضية متاحة للجميع، وقد اختيار المهندس سالم المري سفيرا للرياضة للجميع من خلال التزامه بالنشاط الرياضي وقصته مع المرض، والتي تصلح مثالا يحتذى، كما كرّم رئيس الاتحاد القطري للرياضة للجميع المواطن سالم المري الذي يعد نموذجا رياضيا من خلال مشاركته المستمرة في برنامج 365 يوم نشاط الذي يقيمه اتحاد الرياضة للجميع يوميا طوال العام في الحدائق العامة.

علي بن درعة: راحة نفسية وجسدية عقب التمرين

أعرب الأستاذ علي بن درعة عن أمله أن يساهم اليوم الرياضي في تذكير الجميع بأهمية ممارسة النشاط الرياضي بشكل يومي، وليس في اليوم الرياضي دون غيره من الايام، منوها في هذا السياق بأن تصبح الرياضة جزءا من البرنامج اليومي لأفراد المجتمع، بمن فيهم كبار السن، والسيدات، لما لها من أهمية كبيرة في حياة الناس، من حيث تعزيز الصحة العامة، إذ تنعكس بشكل مباشر على صحتهم الجسدية والعقلية والنفسية.
واعتبر أن مشاركة كافة مؤسسات الدولة والأفراد في هذه المناسبة الوطنية الرمزية دليل واضح على الأهمية الكبيرة التي تعطيها القيادة الرشيدة للرياضة، ليس فقط من حيث استضافة وتنظيم الفعاليات الدولية بل من حيث تعزيها كممارسة من أجل المساهمة في صحة الإنسان ليكون معافى يسهم بفعالية في عمليات التنمية الجارية في البلاد.
وأضاف ان اهتمام الدولة بالرياضة يتجسد في المشروعات الرياضية العملاقة التي تم تشييدها في مناطق مختلفة من الدولة كما يتجسد في التسهيلات التي تقدمها الجهات المختصة في الرياضة من أجل تشجيع الشباب وفئات المجتمع على ممارسة الأنشطة الرياضية.
 وقال إن له برنامجا رياضيا بين الفينة والأخرى يتمثل في رياضة المشي لمسافات محددة مؤكدا أنه يشعر بالراحة النفسية والجسدية عقب أي تمرين رياضي، ودعا في هذه الأثناء الجميع لممارسة رياضة المشي على أقل تقدير لأنه أسهل الرياضيات وأكثرها فائدة للجسم.

إنفاق كبير على تطوير الخدمات والمرافق الرياضية

تكشف البيانات المتعلقة بالاستثمار الرياضي ارتفاع قيمة القطاع الرياضي في قطر لأكثر من 800 مليار ريال قطري خلال العام الحالي 2023، وذلك بعد تطوير المرافق والخدمات وفقاً لأعلى المعايير العالمية ضمن رؤية متكاملة لجعل الدوحة عاصمة للرياضة العالمية، حسب ما جاء في «رؤية قطر الوطنية 2030»، وهو ما قطعت فيه أشواطا كبيرة وحققت في إطاره إنجازات عظيمة كما شيدت لذلك بنية وتحتية ومنشآت خدمية ساهمت في زيادة الوعي المجتمعي بأهمية ممارسة الرياضة. 
وإضافة إلى ذلك كله، تستضيف الدوحة سنوياً فعاليات رياضية في مختلف الألعاب، مثل كرة المضرب (التنس)، والرياضات الميكانيكية (الدراجات النارية)، والسباحة، وألعاب القوى، والغولف، والجمباز، وغيرها. وحصدت الاستثمارات القطرية نتائج إيجابية على نطاق واسع؛ إذ باتت الدوحة وجهة مفضلة للرياضيين؛ بفضل منطقة «أسباير زون»، التي تضم 15 منشأة رياضية، على مساحة 2.5 كم مربع، وتُعد مجمعاً رياضياً «متكاملاً» وتضم اسباير زون بعضاً من أفضل المنشآت الرياضية والبنية التحتية في العالم. فاسباير زون وجهة حائزة على جوائز رياضية والرائدة في نمط الحياة الصحي.
الصالة المغطاة
صُممت هذه الصالة لتوفير الخدمات والمرافق والتجهيزات اللازمة للألعاب الرياضية التي تجرى داخل قاعات مغطاة أو ملاعب مغلقة مثل كرة السلة (الباسكت بول)، وكرة اليد (الهاند بول)، الكرة الطائرة (فوليبول). وصُممت هذه الصالة أيضًا بإمكانيات تجعلها تستوعب فعاليات المناسبات الرياضية الترفيهية المختلفة. وتتمتع الصالة المغطاة بالخصائص التالية:
تبلغ الطاقة الاستيعابية لمدرجات الصالة 2500 مقعد، بالإضافة إلى مقاعد خشبية معلقة، وشاشة فيديو؛ تشتمل على قاعة للتدريبات الرياضية تضم ملعبين ومقاعد معلقة؛ وتشتمل كذلك على مرافق ومكاتب ومناسبات وكافتيريا.
ومن أبرز المنشآت في منطقة «أسباير زون»، ملعب «خليفة الدولي»، وأكاديمية التفوق الرياضي «أسباير»، والمرافق الرياضية والساحات كما تم انشاء المسار المشترك للمشاة والدراجات الهوائية على الجانب الشرقي لطريق الخور، بطول 38 كيلومترا، ليتكامل مع المسار الأولمبي للدراجات الهوائية على الجانب الغربي من الطريق، مما يعطي فرصة أكبر للهواة ممارسة ركوب الدراجات الهوائية ورياضة المشي في سلامة تامة.
ويصل طول المسار إلى 38 كيلومترا وعرض 6 أمتار ويمر من خلال 18 نفقاً ليوفر حركة سلسة دون انقطاع، ولتسهيل استخدام المسارات على طول الطريق تم توفير 80 موقفاً للدراجات الهوائية إلى جانب 100 مقعد و20 استراحة.
ولتوفير مزيد من السلامة للمشاة وراكبي الدراجات الهوائية، قامت أشغال بتركيب 6 أجهزة رصد للدراجين، منها 4 على المسار الأولمبي للدراجات الهوائية، واثنان آخران على المسار المشترك للمشاة والدراجات الهوائية.
وتوفر الأجهزة للدراجين معلومات محدثة وبيانات مفيدة لممارسي رياضة المشي وراكبي الدراجات الهوائية مثل التاريخ والتوقيت وحالة الطقس ودرجة الحرارة، كما تساهم هذه الأجهزة في المحافظة على سلامة الدراجين، وذلك بعرض رسائل تنبيه في حالة سوء الأحوال الجوية أو في حال حصول حادث على المسار.