المدير العام لـ"الإيسيسكو": العالم الإسلامي يواجه تطرفين إسلامياً وغربياً

alarab
منوعات 17 فبراير 2015 , 12:06م
رويترز
قال المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" إن العالم الإسلامي اليوم يواجه خطر التطرف من جانبين: الإسلاميين المتشددين والمتطرفين الغربيين الذين يتحينون الفرص للإساءة إلى العرب والمسلمين.

وأضاف عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة ومقرها الرباط في مقابلة مع رويترز "نحن في الحقيقة نواجه خطرين, خطر المتطرفين من المسلمين الذين يشوهون صورة الإسلام وخطر المتطرفين في المجتمعات الغربية الذين يستغلون هذه التشوهات ولديهم الاستعداد للإساءة إلى المسلمين ومعتقداتهم".

وتابع"هي عملية صعبة لأننا نحتاج إلى جهد كبير وإلى تعاون العديد من المنظمات والهيئات في الغرب وفي العالم الإسلامي".

وقال التويجري إن موقف "الإيسيسكو" التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي "يصب في اتجاه الثقافة الإسلامية المعتدلة التي تنشر السلم والتسامح والحوار بين المجتمعات الإنسانية لأن هذا مبدأ قرآني".

وأضاف "نحن نعمل على أن نبين للمجتمعات الإنسانية كلها أن المسلمين هم جزء من المجتمع الإنساني وفيهم العاقل وغير العاقل والمعتدل وغير المعتدل كما هو الشأن لكل المجتمعات الإنسانية لذلك لا يجوز أن يتهموا الإسلام بالجرائم والانحرافات التي يمارسها قلة من المسلمين".

واعتبر أنه "لو اتخذنا ذلك معيارا لاتهمنا مجتمعات أخرى بالجرائم التي يرتكبها بعض أبنائهم وهذا من غير العدل والموضوعية".

وسارعت "الإيسيسكو" إلى إصدار بيان بخصوص مقتل ثلاثة طلبة مسلمين في ولاية نورث كارولاينا الأمريكية قبل نحو أسبوع واصفة قتلهم "بالجريمة البشعة" و"النكراء" واستنكرت الصمت الإعلامي والرسمي في الولايات المتحدة إزاء هذه الجريمة, إذ لم يبادر الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى إدانتها إلا مؤخرا تحت ضغط وسائل التواصل الاجتماعي ومنظمات المجتمع المدني.

وقال التويجري إن هذا "يبين حيفا واضحا في التعامل مع المسلمين وتقصدا في عدم تبيان ما يتعرضون له أحيانا من اعتداءات وعنصرية".

ومن جهة أخرى اعتبر التويجري أن العنف والفكر المتطرف الذي يسود بعض المناطق العربية وما يترتب عليه من إراقة للدماء "مخالف لتعاليم الإسلام. وإن ادعى مرتكبوها أنهم مسلمون".

وأضاف مدير عام "الإيسيسكو": "الإسلام دين الوسطية والاعتدال والرحمة والذين يرتكبون هذه الجرائم ويتطرفون هم يخالفون تعاليم الإسلام".

ودافع التويجري عن اللغة العربية وقال إن من بين أهداف الإيسيسكو الحفاظ على اللغة العربية والدفاع عنها وحمايتها من الهجمات التي تتعرض لها.
وطالب بأن "تكون لنا قوانين تحمي اللغة العربية كما هو الشأن بالنسبة لعدد من شعوب العالم التي تتمسك بلغاتها وتحميها".

وتأسست "الإيسيسكو" عام 1981 بقرار صادر عن مؤتمر القمة الإسلامي الثالث بمكة المكرمة في إطار منظمة التعاون الإسلامي بهدف تقوية العلاقات بين الدول الأعضاء في المنظمة في مجالات العلوم والثقافة ضمن المرجعية الإسلامية.

كما تسعى المنظمة إلى ربط جسور الحوار بين الشرق والغرب عن طريق اللقاء مع شخصيات عالمية بارزة. 

ويبلغ عدد سفراء المنظمة حتى الآن تسعة سفراء وقال التويجري إن "التعريف بالإسلام والعالم الإسلامي وتعزيز الحوار بين الحضارات رسالة سامية تنهض بها هذه الثلة الكريمة من الشخصيات المرموقة من العالم كله ونحن سنتوسع في السنوات المقبلة في تعيين سفراء آخرين وسفيرات أخريات".