افتتح سعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر، أمس، المؤتمر الدولي للسبخات في قطر تحت رعاية المركز القطري لتمويل البحوث، واكسون موبيل قطر، وقطر للطيران.
وقدم المؤتمر - الذي يختتم اليوم - نظرة عامة عن أهمية السبخات كمصدر طبيعي، والضرورة الملحة لحمايتها والحفاظ عليها، حيث يجمع المؤتمر العديد من الباحثين الدوليين من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا واستراليا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط لمشاركة المعلومات الحالية بهذا الشأن، وتقديم الخلفية التاريخية حول البحوث الرائدة عن رواسب السبخات والتي بدأت خلال ستينيات القرن الماضي، وذلك عند اكتشاف أول دولمايت، حجر جيري ماغنيسي غني بالمعادن الطبيعية، في قطر عام 1961.
وخُصصت جلسات مختلفة خلال المؤتمر للخصائص الفيزيائية والكيمائية للنظام البيئي للسبخات، واختصت جلسة للتعرف على عناصرها البيولوجية بما في ذلك الأنسجة الميكروبية. وقد تمت معالجة تلك الانسجة عندما اعتبرت طبقة الدولمايت خزان مهم جدا بالنسبة لدولة قطر (تشكيل خف الجمل)، مشكلًا الخزان الرئيسي الأضخم في حقل غاز الشمال في قطر.
كما عقدت جلسات عن المعادن البيولوجية الأخرى مثل المعادن الطينية، وكيفية الاستفادة من تلك العناصر الحيوية واستخدامها في تصحيح التربة في المواقع الأثرية والمحافظة عليها.
ويشمل المؤتمر نقاش المائدة المستديرة بمشاركة الباحثين وممثلي صناع القرار الرئيسيين، ومناقشة مستقبل الأبحاث العلمية المتعلقة بالسبخة وطرق تطوير تخصصات متعددة في هذا المجال والأخذ بعين الاعتبار أهمية السبخات في قطر كأخر موقع محفوظ بشكل ممتاز في العالم.
وقال رئيس جامعة قطر: «إن من دواعي سروري أن أرحب بهذه النخبة المميزة من العلماء القادمين من مختلف أنحاء العالم ممن كرسوا جزءًا من حياتهم وجهدهم البحثي لدراسة هذه المنطقة والتعرف عليها، وهي رسالة تكمل ما أنجزناه قبل أسابيع فقط، حين جمعت قطر بشرًا من كل أركان المعمورة موحدين في المشاعر والأفكار تجاه هدف نبيل، فكانوا مثلما أنتم الآن، ضيوفًا كرامًا مرحبًا بهم في دولة قطر، في رسالة واضحة، هدفها المحبة والسلام، وجمع الناس على ما ينفعهم». 
وأضاف: «تلتزم جامعة قطر بتشجيع البحوث المتعلقة بمختلف مكونات النظام البيئي الطبيعي لدول قطر والمنطقة، وتدفع باتجاه إيصال نتائج هذه البحوث إلى طلبتها في مختلف مراحلهم الدراسية من خلال التدريس المدعم بالبحوث، وتعطي أولية في توفير الدعم المعنوي والمالي لأعضاء هيئة التدريس والباحثين ممن يعملون ضمن هذه الأولويات البحثية كما نصت عليه الوثائق الأساسية لدولة قطر بما فيها رؤية قطر 2030 واستراتيجية جامعة قطر وكذلك أولويات البحث العلمي التي حددتها الجامعة، وتأتي دراسة السباخ ضمن هذه الأولويات، ويعكس تنظيم مؤتمر متخصص في هذا المجال انعكاسا لالتزامنا المستمر بهذه الثوابت خدمة لبلدنا وللبحث العلمي بشكل عام».
وأثنت الدكتورة مريم المعاضيد، نائب رئيس الجامعة للبحوث والدراسات العليا بجامعة قطر على الجهود المبذولة في تنظيم هذا المؤتمر والذي يجمع بين خبرات الباحثين الدوليين المتخصصين في مجال السبخة والتشجيع على تطوير تخصصات متعددة للبحث في هذا المجال.
وأضافت: يعكس تنظيم المؤتمرالالتزامات التي قدمتها جامعة قطر لدراسة وحماية التراث الطبيعي للبلاد من خلال الأبحاث العلمية المبتكرة.
وقال السيد جاكير باكسي، نائب الرئيس والمدير العام للمشاريع المشتركة، إكسون موبيل قطر: «إننا على ثقة بأن المؤتمر سيتيح الفرص لتعزيز تبادل المعلومات والاكتشافات الجديدة في مجال العلوم الجيولوجية والمجالات المتصلة بها».
وأضاف: «بوصفنا شريكًا نشطًا وعضوًا فاعلًا في المجتمع المحلي، تحدونا الرغبة للإسهام في تعزيز قدرة النظم البيئية الساحلية في قطر على الصمود، بما في ذلك الحفاظ على السبخات المبهجة في قطر لأجيال قادمة.
وأوضح الدكتور حمد السعد الكواري، مدير مركز العلوم البيئية في جامعة قطر أن السبخات تعتبر أنظمة بيئية ترسبيه فريدة من نوعها والتي تتطور تحت ظروف مناخية صعبة، وأشار إلى أن أفضل السبخات الموجودة حاليًا هي تلك الموجودة حول الخليج العربي، وأفضلها المحفوظة في قطر.
وأضاف: «إن الهدف من المؤتمر جمع العديد من الباحثين في مختلف التخصصات تحت سقف واحد، وعرض أبحاثهم في هذا الخط الجديد من الأبحاث وإيجاد طرق جديدة للتعاون بما يحقق الاستفادة لهم جميعا».
وأشاد الكواري بجهود المؤسسات الداعمة للمؤتمر وخاصة الرعاة الرئيسيين للمؤتمر، المركز القطري لتمويل البحوث، اكسون موبيل قطر، وقطر للطيران.