ستنطلق - يوم الأربعاء المقبل - أعمال المنتدى الثاني للنهوض باللغة العربية، والمعرض المصاحب الذي يأتي هذا العام تحت عنوان "التنشئة اللغوية للطفل العربي – الواقع وآفاق المستقبل"، وتنظمه المنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ويستمر يومين بمركز قطر الوطني للمؤتمرات، بمشاركة نحو 300 باحث ومدرّس ومهتم بالشؤون التربوية، من معظم الدول العربية وعدد من الدول الأجنبية.

يهدف المنتدى إلى التوعية بأهمية الاكتساب المنهجي للغة العربية في مرحلة الطفولة، ورصد العوامل المؤثرة والموجهة والمساعدة في اكتساب الطفل العربي لغته، والإسهام في تطوير وسائل تعليمها وتعلمها، والوصول إلى ممارسات تطبيقية تعزز اكتساب اللغة العربية عند الأطفال.

بهذه المناسبة أكد الدكتور علي أحمد الكبيسي، المدير العام للمنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية وعضو مجلس الأمناء، أن الدراسات والأبحاث العلمية، إضافة إلى الواقع المنظور، تكشف أن الأطفال العرب بصفة عامة لا يرغبون في استخدام اللغة العربية الفصحى، بل ينفرون منها، ويفضلون عليها اللهجة العامية أو اللغة الأجنبية. ويرجع السبب في ذلك إلى قصور مناهج تعليم اللغة العربية، وضعف وسائل تعلمها، وتراجع دور الأسرة في عملية اكتساب اللغة العربية نتيجة ظروف داخلية وخارجية فرضت عليها، وضمور حضور اللغة العربية بشكل سليم في وسائل الإعلام المختلفة.

وأضاف: "لذلك كله، تم اختيار موضوع التنشئة اللغوية للطفل العربي، ليكون محل تشخيص ودراسة ونقاش في دورة المنتدى الثانية، عبر مداخل منهجية وبحثية تتضمن أوراقاً علمية وجلسات نقاش وعرض مبادرات وورش عمل، على مدى يومين، مما سيسمح للمشاركين بإثراء الموضوع من جوانب عدة للخروج ببرنامج عمل يمكّن المنظمة من مواصلة جهودها في النهوض باللغة العربية".

وأوضح أن المنتدى سيحتوي على ثلاث حلقات نقاشية، وأربع ورش عمل، بالإضافة إلى استعراض المنتدى للعديد من الأوراق البحثية والمبادرات، مشددا على أن المنظمين لم يغفلوا الأطفال الذين يعانون صعوبة التعلم، حيث ستخصص لهذه الفئة المهمة من المجتمع جلسة نقاشية خاصة.

وقال مدير عام المنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية: "تناقش بحوث المنتدى قضايا متنوعة حول تنشئة الطفل العربي لغويا، والدور الذي تقوم به بيئات التنشئة المتنوعة كالأسرة والروضة والمدرسة والإعلام والمحيط الاجتماعي، وتعالج الحلقات النقاشية وورش العمل سائر نواحي التنشئة اللغوية للطفل العربي، وذلك في إطار مقاربة شاملة تسمح لنا بتقديم توصيات عملية يمكن تطبيقها في تطوير المناهج التدريسية ووسائل الإعلام، بغية تحقيق أفضل النتائج في مجال تعليم اللغة العربية وتعلمها في مرحلة الطفولة خاصة".

كما أكد الدكتور الكبيسي دور الإعلام في تعزيز اللغة العربية، قائلاً: "إن للإعلام دوراً في غاية الأهمية في تعزيز التنشئة اللغوية لدى الأطفال، وخاصة مع جلوسهم لساعات عدة أمام التلفزيون. ومن هنا يتأكد ضرورة توفير برامج للأطفال تستخدم اللغة العربية السليمة، بأسلوب محبب وقريب إلى قلوبهم"، متمنيا أن يخرج المنتدى بتوصيات ومبادرات قابلة للتطبيق العملي وتضع الأسس السليمة لمستقبل اللغة في تنشئة الأطفال.

الجدير بالذكر أن محاور المنتدى الثاني للنهوض باللغة العربية تتلخص في: "الأسرة العربية ودورها في تعزيز اكتساب اللغة العربية عند الأطفال"، و"المحيط الاجتماعي العام وأثره في التنشئة اللغوية للطفل العربي"، و"الإعلام الموجه للطفل وأثره في التنشئة اللغوية"، و"مناهج تعليم اللغة العربية في رياض الأطفال وتطويرها"، و"منطلقات أساسية في تطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها في المرحلة الابتدائية"، و"أثر تعليم اللغات الأجنبية في تعليم اللغة العربية وتعلمها في مرحلة الطفولة".

يذكر أن المنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية قد أنشئت في عام 2013؛ بهدف الارتقاء باللغة العربية عن طريق تفعيل المبادرات المتسمة بالإبداع والتميز، لتكون لغة تخاطب وبحث وعلم وثقافة.

م . م /أ.ع